جسر سيدي مسيد
جسر سيدي مسيد
يُعتبر جسر سيدي مسيد المعلّق في الهواء في دولة الجزائر واحداً من أهمّ جسور مدينة قسنطينة المُعلقة السبعة وأكثرها علواً، بل وأكثرها سحراً وجمالاً وشهرةً، فلا يكاد يزور زائر هذه المدينة إلاَّ ويكون لهذا الجسر النصيب الأكبر من الزيارة بل وربّما يكون وجهته السياحيّة الأولى والأبرز.
يقدّر ارتفاع جسر سيدي مسيد بحوالي مئة وخمسة وسبعين متراً تقريباً، بينما يبلغ طوله ما يُقارب المئة وستة وثمانين متراً، وبعرضٍ يبلغ حوالي خمسة أمتار، وبقدرة تحمّل للأوزان تُقدر بسبعة عشر طناً، مما جعله أحد أهم المواقع السياحية وأكثرها تميزاً وفرادة في الجزائر.
الموقع وتاريخ البناء
يَعبُر هذا جسر سيدي مسيد منطقة وادي الرمال، ويقابله جسر معلّق آخر يُعرف بجسر سيد راشد، وفي الجهة المقابلة يوجد جسر باب القنطرة.
وقد تم بناء جسر سيدي مسيد في عام ألف وتسعمئة وتسعة للميلاد، على يد أشهر المهندسين الفرنسيين على مستوى أوروبا، وهو من المتخصصين في بناء الجسور المعدنيّة المعلّقة، وقد بلغت تكلفة بناء هذا الجسر ما يقدّر بحوالي خمسمئة ألف فرنك فرنسيّ، أما مدّة بنائه فقد استغرقت حوالي ثلاث سنوات.
التسميات
يُعرف جسر سيدي مسيد بعدة أسماء أخرى، وأشهرها:
- جسر السونسور أو المصعد: وتعود هذه التسمية إلى وجود درج ومصعد في نهاية الجسر تؤدّي إلى شارع طريق الجديدة.
- جسر الحبال: وترجع هذه التسمية إلى شكله الذي يبدو معلّقاً في الهواء بواسطة الحبال المتحرّكة.
- جسر المستشفى أو سبيطار: وهذه التسمية ترجع إلى قربه من المستشفى، وقد سجّلت فيه أكثر من حادثة لانتحار أفراد.
الصفات
تُعتبر مدينة قسنطينة مدينة مبنيّة على صخرتين عاليتين، وقد جاء هذا الجسر ليشكّل وحدة تلاقي طرفي هاتين الصخرتين، وقد شيّدت عليها مبانٍ صخريّة، كما يمرّ من تحته وادٍ عظيم دائم الجريان، تاركاً للناظر سحراً ما بعده سحر من المناظر الطبيعيّة الخلاّبة، التي تأسر الألباب لجمال الغطاء النباتي وأزهار الوادي المُنتشرة على ضفافه، وقد استُحدث في الموقع مشروع التلفريك الذي ربط الصخرتين ببعضهما البعض، والذي أتاح للناس من خلال ركوبه الاستمتاع بالطبيعة الساحرة التي يزخر بها المكان من حوله، كما توجد تحته بوابة كُبرى ذات قنطرة منحوتة في الصخر، تُشرف على الوادي، ويمر من تحتها نهر كبير الاتساع والعمق لا تدرك ضفّته الأخرى عين الناظر، الذي كثيراً ما تناولته حكايا القدماء وسوّقت لخبايا أسراره التي لم يسبر غورها إلى يومنا هذا.