حامد زيد يقولون مالا يفعلون
كلمات قصيدة يقولون ما لا يفعلون
قصيده يقولون ما لا يفعلون للشاعر الكويتي حامد زيد :
ما بقى إلا سود الأيام تحرمك الرقاد
- كيف الأوهام اتجرأ اتسريك مغبون
من متى تجزع من الدمع وتخاف البعاد؟
- من متى تقفي بك ظنون وتجيبك ظنون؟
صرت تاخذ كذبتي صدق، ومزاحي وكاد
- لو بقول إني بخونك تحسب إني بخون
ما تعرف إن كل شاعر يهيم بكل واد؟
- وإنهم دايم يقولون ما لا يفعلون؟
ابك أنا لا قلت ابنساك وأنكرت الوداد
- والله إني ما نسيتك وولاهم يحزنون
من جزع من صفعة الشمس يطمع بالبراد
- ومن فقد وجهاته الخمس يلقى بك ركون
اعتبرها هفوة إنسان إو كبوة جواد
- لو بتسمح فأنت غالي ولو تجرح تمون
عد صداتك مروة وطعناتك ضماد
- خلهن لاراحن طعون ولا ردن طعون
خنجرك يستاهل الطعن ومتوني شداد
- ومنك يا زين الخناجر ويا بخت المتون
ردلي حنية المزح بإحساس الجماد
- خلنا واحد يجي صلب والثاني حنون
موت فيني واندفن فيك بثياب الحداد
- وإن حييت أموت لرضاك وأحيا بك بهون
مرة أرقد بالكفن وأنت ترقد بالمهاد
- ومرة أرقد بالمهد وأنت ترقد بالكفون
أدري إن شجونك شجون وأعنادك عناد
- والبلا إن عنادك عناد وشجونك شجون
ربك اللي سخرك لي تقود وما تقاد
- والله الخالق ولله في خلقه شؤون
ازرع ضلوعي من رضاك وابشر بالحصاد
- لعنبو من جيت ترضيه وترد امحزون
بس تسوالك بلد؟ قول تسوالك بلاد
- أنت كل العالم بكون ولحالك بكون
ما بعد محبتك حب ومرادك مراد
- غير كونك سيد حشاي تدري من تكون؟
نعمتين اختصوا الخلق من جود الجواد
- كافل الأرزاق من حيث ما لا تعلمون
البنون ونعمة المال بعيون العباد
- زينة الدنيا بلا شك في كل العيون
مثل زينة دنيتي بس عندي شي زاد
- من عرفتك صاروا المال وأنت والبنون
أنتشي بك نشوة التيه لعناق الرشاد
- وافزع إلك فزعة القرم لشهاب الزبون
وأحصنك تحصين الأرزاق عن درب الفساد
- وأعشقك عشق المظاليم لفراق السجون
لو تزيد الشوق جمرة تحولني رماد
- لو يزيد العشق شعرة بوصل للجنون
خل هقواتك كبيرة ونظراتك بعاد
- كأنك أنت بكبرك تهون من اللي ما يهون؟
أزعلك وأرهن حياتي تحت رحمة زناد
- تهبى لا والله إلا أنت والموت تهبون
وأنت باكر بتعرف على ناس جداد
- والكلام يجيك من كل شكل وكل لون
لا تحسب إن كل كلمة بتسمعها وكاد
- ولا تصدق هرج شاعر وتخدعك الظنون
دايم أعرف كل شاعر يهيم بكل واد
- وإن هم دايم يقولون ما لا يفعلون
حتى أنا اللي قلت أعشقك وما أطيق البعاد
- يمكن أطلع ما عشقتك.. ولا هم يحزنون
الموضوع العام للقصيدة
يدور الموضوع العام لقصيدة يقولون ما لا يفعلون للشاعر حامد زيد حول النقاط الآتية:
- يعاتب الشاعر حبيبته ويلومها على فظاعة تفكيرها، وعلى الأوهام التي دفعتها للحزن، وخوفها من البعد وتسليم نفسها للظنون، كما يلومها على حساسيتها الزائدة التي باتت تصدق الكذب حتى لو أخبرها بخيانته.
- يختتم الشاعر عتابه لها بأن أخبرها بطباع الشعراء.
- يخبر الشاعر حبيبته أنه لم ينسها ولم ينكر ودادها يومًا، ويطلب منها أن تعتبرها هفوة إنسان عادي، ويذكر غلاوتها، وأنها حتى لو جرحته فلا تبالي، وأنه يعتبر جراحها ضمادة ولا يبالي بهن.
- لا يبالي الشاعر بطعناتها فهو شديد وصعب المراس، كما يتغزل بطعناتها، ويكرر إصراره على ممازحتها ويطلب منها أن تكون صلبة، ويطلب منها أن تحبه بعمق لأنه سيحيا بحبها، وأن يحتملا بعضهما.
- يعلم الشاعر أنها عنيدة وحزينة، وتُعدّ تلك الصفة إحدى الابتلاءات الصعبة على قلب الشاعر، فالله سخرها له ولكنها صعبة المراس، ويطلب منها أن ترضى عنه وأنه سيجزيها الكثير، وأنه لن يحزنها بعد ذلك، فهي العالم بأسره لديه.
- ليس لدى الشاعر بعد محبتها شيءٌ آخر، فهي سيدة قلبه الغالية، ويخبرها أنّ الله عز وجل جعل المال والبنون زينة الدنيا ، وأنها زينته وماله في دنياه.
- يُخبر الشاعر محبوبته بأنه ينتشي بها، ويلجأ إليها في حالة الفزع، وأنه يحصنها كما يحصن أرزاقه عن أعين الناس، وأنه يعشقها كعشق السجين المظلوم، ويخبها بشوقه وحبها الذي سيوصله للجنون، ويطلب منها أن تكون واعية وتمعن النظر جيدًا.
- يُخبر الشاعر المحبوبة أنّه يرهن حياته لأجلها، ويقول لها إن كان كلامه لا يعجبها، فإنها ستذهب عنه وستتعرف على آخرين يكذبون عليها، ويطلب منها للمرة الثانية ألّا تُصدّق أقوال الشعراء، لأن الشعراء يقولون ما لا يفعلون، وقد يكون لم يحبّها من الأساس.
معاني مفردات القصيدة
وردت في القصيدة مجموعة من المفردات الصعبة والآتية معانيها:
المفردة | معنى المفردة |
الرقاد | النوم. |
مغبون | خائب. |
الظنون | الشك. |
الوداد | الاعتراف بالحب. |
ركون، رَكَنَ | الاستسلام والميل. |
هفوة | السقطة والزلة. |
كبوة | السقوط للوجه. |
المتون | أصول اللغة ومفرداتها وألفاظها. |
المهاد | الفراش. |
الحشا | الداخل، الخصر. |
نشوة | البتهاج والتهلل للشيء. |
الرشاد | نبتة سنوية تزرع في البرية. |
زناد | أداة. |
هرجي | صوت القوم في الخصام والتقاتل. |