جيولوجيا العصر الطباشيري: شكلها ومميزاتها
جيولوجيا العصر الطباشيري
التقسيمات الطبقية
يُقسم العصر الطباشيري إلى الحقبتين المبكرة والمتأخرة أو الدنيا والعليا، ويمكن التعرف على طبقات الصخور التي تعود للعصر الطباشيري بسهولة، إلا أنه لا يمكن تحديد عمر قواعد هذه الطبقات الحجرية بدقة، وتكون التقديرات مخطئة بعدة ملايين السنين، كما أنه لا توجد تغيرات محددة أو مميزة بين التنوع الحجري للعصر الطباشيري والجوراسي.
بالرغم من ذلك فإن الأجزاء الظاهرة أو العلوية لهذه الأنظمة الصخرية تتميز بأنها موجودة فوق طبقة غنية من الإيريديوم الموجودة في مختلف أنحاء العالم، ويعتقد أن أصول هذه الطبقة تعود إلى فوهة شيكشولوب ( فوهة صدمية من أواخر الحقبة الوسطى تشكلت نحو 66 مليون سنة، ويعتقد أنها سبب انقراض الديناصورات ) التي تمتد حدودها إلى أجزاء من شبه قارة يوكاتان وخليج المكسيك.
التشكيلات الصخرية
تميز هذا العصر بمستوى سطح بحر مرتفع ومناخ دافئ، مما أدى إلى تغطية مساحات قارية واسعة ب المياه الضحلة ، مما أدى إلى ترسيب كميات كبيرة من الطباشير في أوروبا (هذا هو سبب تسمية العصر)، لكن من ناحية أخرى، تكونت تشكيلات صخرية من الأحجار الجيرية البحرية في مناطق أخرى من العالم وهو نوع من الصخور لنتج بسبب الظروف المائية الضحلة والدافئة.
ترسبت في شمال غرب أوروبا تشكيلات طباشيرية تعود للحقبة العليا من العصر الطباشيري، وهي السبب في تشكل منحدرات دوفر البيضاء على الساحل الجنوبي لإنجلترا وساحل نورماندي الفرنسي، وهذه التشكيلات غنية بأحافير العديد من الكائنات البحرية مثل قنافذ البحر، أما بالنسبة لجنوب أوروبا فتشكلت أنظمة صخرية بحرية تتكون من الأحجار الجيرية والمارل.
أدى ركود التيارات البحرية العميقة إلى نقص الأكسجين داخل مياه البحار حول العالم، مما أدى بدوره إلى تكون تجمعات من الصخور الزيتية الداكنة (التي تتشكل في الأماكن قليلة الأكسجين)، وهذه التجمعات تحولت في المستقبل إلى مصادر للنفط والغاز.
المناخ
تميزت الحقبة البرياسية بانخفاض في درجات الحرارة مشابهاً إلى الانخفاض الذي حصل في آخر حقبة من العصر الجوراسي، وهناك أدلة أن تساقط الثلوج كان ظاهرة شائعة في المناطق المرتفعة وأن المناطق الاستوائية كانت أكثر رطوبة من العصور التي سبقت، في حين الأنهار الجليدية اقتصرت على أعلى قمم جبال الألب.
ارتفعت درجات الحرارة بعد انتهاء العصر الترياسي، واستمرت هذه الظروف الجوية حتى نهاية العصر الطباشيري، ويفسر العلماء ذلك بأن النشاط البركاني الكثيف الذي تميزت به تلك الفترة، أدى إلى تشكيل سحب كربونية كبيرة ساهمت في رفع درجات الحرارة، فضلًا عن أن حمم البراكين زادت من ارتفاع مستوى سطح البحر، مما زاد من تغطية البحار الضحلة للأرض.
أشكال الحياة في العصر الطباشيري
النباتات
انتشرت النباتات المزهرة (كاسيات البذور) خلال هذه الفترة، وساهم النحل في تطور هذه النباتات، وظهرت الأشكال الأولى للعديد من الأشجار المورقة، بما في ذلك التين والمغنوليا، وازدهرت بعض عاريات البذور مثل الصنوبريات، كما ظهرت بعض رتب السرخس.
الحياة الأرضية
تطورت الثدييات الجرابية المبكرة في أوائل العصر الطباشيري مع ظهور الحيوانات المشيمية لحقيقية في أواخر العصر الطباشيري، في حين سيطرت الزواحف الأركوصورية على هذا العصر خاصة الديناصورات التي ازدهرت خلال هذا العصر، بالإضافة إلى تنوع الحشرات في هذا العصر مثل النمل والنمل الأبيض والفراشات والعث والدبابير وغيرها.
الحياة البحرية
انتشرت أسماك القرش وأسماك الراي في البحار، مع تواجد الزواحف البحرية مثل الإكثيوصورات في أوائل ومنتصف العصر الطباشيري (لكنها انقرضت لاحقًا بسبب نقص الأكسجين) والبليزوصورات طوال الفترة بأكملها والموساسور التي ظهرت في أواخر العصر الطباشيري.
انتشر الباكولايتس في البحار (نوع من الأمونيت ذو القشرة المستقيمة)، كما انتشر المحار الوردي الذي يبني الشعاب المرجانية، و شوكيات الجلد مثل قنافذ البحر ونجم البحر.