جزيرة أم النمل
جزيرة أم النمل
تقع جزيرة أم النمل بالقرب من الكويت في الجهة الشمالية، وهي جزيرة كويتية سمّيت بهذا الإسم لكثرة تواجد النمل بها صيفاً، وهي جزيرة كويتيّة تسمى بالعودة (أي الكبيرة)، حتّى يتمّ تمييزها عن جزيرة أخرى وهي جزيرة الشويخ القريبة منها، وكان يطلق على جزيرة أم النمل في السابق جزيرة الغربة؛ نسبة لعائلة الغربة التي سكنتها ما يقارب المئتين والخمسين عام، وعام 2007م طالب المجلس الوطني للثقافة والفنون بحق تحويل استغلال الأماكن الأثرية في الجزيرة إليهم، كونها تزخر بالمواقع الأثرية المهمة، وجزيرة أم النمل تأتي في المرتبة الرابعة من حيث المساحة بين جزر الكويت، إذ تبلغ مساحتها خمسمئة وثمانية وستين ألف متراً مربعاً.
بيئة جزيرة أم النمل
تتميز جزيرة أم النمل بجمال شواطئها، ومياههها الغنية بالأسماك والتي حملت قبيلة أم العوازم على اتّخاذها مقراً لها آنذاك، ومن الأسماك ذات النوعية الجيدة والتي تتواجد بكثرة في مياه الجزيرة، أسماك الميد والصبوروالروبيان، وغيرها من الأسماك التي تتواجد معظم أشهر السنة؛ كسرطان البحر، والمحار، ونطاط الوحل وغيرها، أمّا بالنسبة لطبيعة الجزيرة البرية والتي تتميز بجمالها، والتي جعلت العديد من السكان يقيمون المساكن (الشاليهات) للإقامة المؤقتة فيها، فهي تزخر بالعديد من الزهور التي تظهر خلال فصلي الربيع والشتاء، بالإضافة إلى الطيور المختلفة التي تمر بها خلال فصل الربيع.
المكانة التاريخية للجزيرة
تكمن أهمية جزيرة أم النمل ومكانتها التاريخية بوجود مواقع أثرية عديدة فيها، وتدل هذه المواقع بأن الجزيرة سكنت ما قبل الميلاد، وعايشت عدة عصور وحضارات كالعصرالبرونزي؛ حيث وجدت فخاريات تعود لحضارة دلمون وحضارة الكاشيون، ومزار يعود للفترة الهلنتسية، فكما يبدو أن هذا القبر أو المزار يعود لشخص مهم من الممكن أن يكون شيخ قبيلة أو كبير صيادين، كما وجد الكثير من الأدوات النحاسية كالعملات النقدية وفؤوس وفوانيس، بالإضافة إلى التماثيل الطينية، وكل تلك الأثريات والحضارات تعود لحقبة العصر البرونزي كما ذكر.
حملة تطوّع لتنظيف الجزيرة
يذكر بأن جزيرة أم النمل تعاني من وجود العديد من النفايات فيها، وهي في الحقيقة ناتجة عن المخلفات التي يحدثها الصيادون المتواجدون في منطقة الدوحة، حيث يلقون تلك المخلفات في المياه القريبة من الجزيرة، فتحملها التيارات المائية حتى تستقر داخل الجزيرة، ولهذا تقوم في جزيرة ام النمل حملة وطنية للقيام بتنظيفها، وجعل الجزيرة محمية طبيعية، فكثرة الطيور المهاجرة إليها، واتّساع رقعة الأماكن الأثرية فيها جعلتها مجالاً خصباً لتوافد الباحثين إليها، وبدعم حملة التنظيف وجعلها محمية طبيعية يجعل المجتمع والأفراد أكثر انتفاعاً منها.