يُعد تنوع الكائنات الحية أمرًا هامًا لتحقيق التوازن البيئي الذي يُحافظ على سلامة وصحة الإنسان والكائنات الحية المحيطة به، حيث يعود تنوع النباتات والحيوانات بالعديد من الفوائد على الإنسان، كتوفير الغذاء والدواء له، وهذا بدوره يُساعد على الحفاظ على الموارد الهامة والأساسية لحياة الإنسان اليومية.
أهمية تنوع الكائنات الحية
يوفر تنوع الكائنات الحية على كوكب الأرض الهيكل الكامل للأنظمة البيئية، فهنالك كائنات تتفاعل مع البيئة المادية المحيطة بها، وأخرى تُعد غذاء لكائنات مختلفة، بالإضافة إلى تبادل الطاقة والمواد الكيميائية مع الغلاف الجوي، كل هذه الأمور توفر شبكة الحياة في الأرض، والتي يعتمد فيها كل كائن حي على الآخر في معيشته أو تكاثره.
وتتم دراسة هذه الشبكة المعقدة من قِبَل العلماء لفهم التنوع البيولوجي ومحاولة إدارة النظام البيئي والحفاظ عليه، حيث يُراقب العلماء الطبيعة ويجرون التجارب على مستويات مختلفة للكائنات الحية على شكل مجموعات أو أفراد أو عدّة أنواع سويًا، وقد تم التوصل إلى النتائج التالية بعد دراسة الكائنات الحية والبيئات المحيطة بها:
- تؤثر البيئة المحيطة على الكائنات الحية.
- تُغير الكائنات الحية البيئة المحيطة بها.
أنواع الكائنات الحية
تم تصنيف الكائنات الحية إلى 6 فئات تُسمى ممالك، وقد اعتُمِدَ في تصنيف الكائنات الحية على أوجه التشابه بينها والخصائص المشتركة وطريقة التغذية وطرق التكاثر، وهنالك نوعان رئيسيان من التقسيمات حسب الخلايا للكائنات الحياة، هما: كائنات حية بدائية النواة، وكائنات حية حقيقية النواة، أما الممالك الستة فهي كما يأتي:
العتائق البكتيرية
العتائق (Archaebacteria) هي كائنات بكتيرية بدائية النواة وحيدة الخلية، تعتمد في عملية الأيض على الأكسجين والهيدروجين وثاني أكسيد الكربون والكبريت، تتناول غذاءها عن طريق الامتصاص أو التخليق الكيميائي، أما تكاثرها فهو لاجنسي؛ وقد يكون من خلال الإنشطار الثنائي ، أو التبرعم، أو التجزئة.
الجراثيم
تُصنف الجراثيم (Eubacteria) تحت نطاق البكتيريا، وهي كائنات بدائية النواة تعيش في جميع البيئات والظروف تقريبًا، وغالبًا ما ترتبط بالأمراض؛ على الرغم من أن معظم أنواعها لا تُسبب الأمراض، تتكاثر بمعدل عالٍ عند تواجدها في الأمعاء البشرية مما يُسبب الأمراض للإنسان.
معظم أنواع الجراثيم يتكاثر لاجنسيًا عن طريق الانشطار الثنائي، ومن أشكالها: مستديرة، وحلزونية، وعصويات، ويختلف الاعتماد في عملية الأيض فيها وفقًا لنوعها، فقد يكون الأكسجين سامًا لبعضها وضروريًا للبعض الآخر، تتغذى عن طريق الامتصاص، أو التمثيل الضوئي ، أو التخليق الكيميائي.
الطلائع
الطلائع (Protista) هي كائنات حية حقيقية النواة، تشمل مجموعة الطلائعيات مجموعة كبيرة من الكائنات الحية، مثل: الأميبات ، والطحالب الخضراء، والطحالب البنية، والدياتومات، ويوجلينا، وغيرها.
وتُسبب العديد من أنواع الطلائع الأمراض للبشر والحيوانات، تعتمد على الأكسجين بشكل أساسي في عملية الأيض، وتتناول الغذاء عن طريق الامتصاص، أو الابتلاع، أو التمثيل الضوئي، والتكاثر فيها لاجنسي؛ حيث تتكاثر بالانقسام الاختزالي في بعض أنواعها.
الفطريات
الفطريات (Fungi) هي كائنات حقيقية النواة، تشمل الفطر، والخميرة، والقوالب، ويُعد الأكسجين ضروريًا لعملية التمثيل الغذائي فيها، تكتسب غذاءها بطريقة الامتصاص، وتتكاثر جنسيًا أو لا جنسيا من خلال تكوين الأبواغ.
ويُجدر بالذكر أن بعض أنواع الفطريات مفيد والآخر ضار، حيث أن هنالك أنواع من الفطريات مهمة لإعادة تدوير الأغذية وتحليل المواد العضوية، بالإضافة إلى أنواع منها تُستخدم لأغراض طبية مثل إنتاج البنسلين والمضادات الحيوية، وأخرى تحتوي على سموم مميتة للحيوانات والبشر.
النباتات
تُعد مملكة النباتات (Plantae) مهمة للغاية لجميع الكائنات الحية على الأرض، حيث أنها توفر الأكسجين والمأوى والغذاء للكائنات الحية الأخرى، وتحتوي هذه المجموعة على تصنيفات عدّة حيث يوجد فيها نباتات مزهرة وغير مزهرة، ونباتات وعائية ولاوعائية، ونباتات تحمل بذورًا وأخرى لا تحمل بذور، وتعتمد النباتات في غذائها على عملية البناء الضوئي، وهي داعم أساسي لمعظم سلاسل الغذاء على الأرض.
وفي البستنة يُشير مصطلح عادات النمو (Growth habits) إلى نمو النبات وتطوره، أو تغيير ارتفاع النبات وشكله ونوع النمو الذي يمر به، حيث أن هناك عوامل وراثية بالإضافة إلى عوامل بيئية تلعب دورًا مهمًا في عادة نموها، فإن بعضها قصير جدًا والبعض الآخر طويل جدًا بحيث لا يُمكن تسلقها، وإلى جانب الطول وسمك الساق تختلف الرقة أيضًا.
على سبيل المثال تحتوي النباتات القصيرة على سيقان خضراء وناعمة، بينما تحتوي النباتات أو الأشجار الكبيرة والطويلة على جذع سميك وقوي خشبي يصعب كسره، ويُمكن تصنيف النباتات حسب حجمها على النحو الآتي:
- نباتات عشبية: العشبة نبات قصير الساق (Herbal Plants)، حيث أن ساقه ناعم وأخضر ورقيق بدون أنسجة خشبية، تُكمل دورة حياتها في غضون موسم واحد أو موسمين، ولديها عدد قليل من الفروع وأحيانًا تكون بدون فروع، ويُمكن اقتلاعها بسهولة من التربة، تحتوي النباتات العشبية على فوائد غذائية كافية، ومن أبرز أمثلتها الطماطم والقمح.
- الشجيرات الصغيرة: حيث تمتلك الشجيرات (Small Shrubs) عدة سيقان، وتمتاز بأن طولها أقل من 3 م، ولكن يُمكن أن يكون بعض أنواعها كالأشجار ويزيد ارتفاعها عن 6 م، حيث يوجد بعض الشجيرات مثل الليلك وزهر العسل يظهرن بحجم شجرة كبيرة، في حين أن بعض الشجيرات الأخرى تتخذ شكل شجيرة بالفعل مثل السماق و الصفصاف .
- الأشجار: الأشجار (Trees) نبات خشبي يُجدد نموه بانتظام؛ أي أن الأشجار تُعد من النباتات المعمرة، وتتكون من جذع واحد ذاتي الدعم وبداخله أنسجة خشبية، والأطراف الثانوية له تسمى فروعًا، ومن الأمثلة على هذه الأشجار هي البلوط والسيكويا.
- النباتات المتسلقة: تقوم النباتات المتسلقة (Climbing Plants) مثل زهر العسل والياسمين بالاعتماد على دعم النباتات أو الكائنات الأخرى للوصول إلى ضوء الشمس، وهذا بدوره يُغني عن الحاجة إلى وجود الكثير في الأنسجة الداعمة، مثل الخشب في الأشجار.
- النباتات الزاحفة: تُعتبر النباتات الزاحفة (بالإنجليزية: Creeping Plants) نباتات صغيرة ونامية تنمو بالقرب من الأرض، تُعتبر من النباتات المفيدة في الحديقة؛ لأنها تُساعد في إخفاء أو تغطية جدار أو سياج مكشوف بالورود وأوراق الشجر، ويُمكنها إضفاء السطوع على أصغر حديقة من دون أن تشغل مساحة كبيرة على الأرض.
حجم الأوراق
تُعد أوراق النبات أعضاء متطورة لالتقاط الضوء حيث تُحدد الأوراق سمات النباتات ووظائفها، ويختلف شكل الأوراق داخل الصنف الواحد من النباتات وخاصةً الأشجار الكبيرة؛ ويعود السبب في ذلك إلى ميل بعض الأوراق التي تتعرض لأشعة الشمس المباشرة إلى أن تُصبح أصغر حجمًا وأكثر سمكًا من الأوراق الموجودة في الجزء الداخلي للشجرة أو النبتة.
وتُعد درجة الحرارة، وكمية هطول الأمطار، وكمية الإشعاع الشمسي من العوامل الرئيسية لظهور الأوراق بالحجم المتعارف عليه في جميع أنحاء العالم، وهذا بالضبط ما يُفسر كلًا من الأوراق العملاقة للنباتات الاستوائية مثل السراخس، والأوراق الصغيرة لأشجار الصحراء كشجرة الصفصاف الصحراوي.
الحيوانات
تضم مملكة الحيوانات (Animalia) عددًا كبيرًا من الكائنات الحية حقيقية النواة ومتعددة الخلايا، وتعتمد في غذائها على النباتات وعلى كائنات أخرى، تقسم إلى حيوانات مائية وبرية، حيث تشكل الحيوانات المائية النسبة الأكبر من مملكة الحيوانات ويترواح حجمها من صغير إلى كبير جدًا مثل الحوت الأزرق.
وتتكاثر معظم الحيوانات عن طريق التكاثر الجنسي الذي يعتمد على الإخصاب، ومن أنواعها: الثديات، والبرمائيات، والحشرات، والديدان، والإسفنج، تعتمد على الأكسجين بشكل أساسي في عملية الأيض وتكتسب غذائها من خلال الابتلاع، ويُمكن تصنيف الحيوانات بناءً على عدة تصنيفات، منها الآتي:
وتُقسم الحيوانات من حيث حجمها إلى 3 أقسام كما هو موضح فيما يأتي:
- حيوانات كبيرة الحجم: حيوانات طويلة وسمينة وكبيرة الحجم مثل: الأحصنة والأبقار والجمال.
- حيوانات متوسطة الحجم: مثل القط البري الأمريكي، والثعلب الأحمر، والغزال ذو الذيل الأبيض.
- حيوانات صغيرة الحجم: حيوانات صغيرة الحجم وهي حيوانات سهلة التربية مثل: الأرانب والأسماك والقطط.
أما من حيث البيئة فتقسم الحيوانات إلى حيوانات تعيش على اليابسة وأخرى في الماء، ويُمكن تفصيل ذلك عن طريق الآتي:
- حيوانات تعيش على اليابسة: تُسمى الحيوانات التي تعيش على اليابسة بأنها حيوانات برية، مثل: الكلب، والثعلب، والأسد، والفيل وغيرها الكثير، ويتم تصنيف الحيوانات التي تعيش على اليابسة إلى:
- حيوانات تعيش في الصحراء: حيوانات تتكيف مع بيئة الصحراء بطرق ذكية، فبعضها يخرج ليلًا للاصطياد عندما يكون الجو باردًا، والبعض الآخر يقضي أيامًا من دون شرب الماء، ومن هذه الحيوانات الثعالب، والثعابين، والجِمال.
- حيوانات تعيش في السهول: تعتمد معظم هذه الحيوانات على العشب كغذاء أساسي لها مثل البيسون، والأيائل، والغزلان، أما الحيوانات الأخرى فتُعد حيوانات مفترسة مثل الأفاعي الجرسية و الطيور الجارحة .
- حيوانات تعيش في الجبال: تتكيف هذه الحيوانات في مناخ جبلي بارد وعاصف، ومن الأمثلة عليها نمر الثلج، والأغنام الكبيرة، و الوشق ، والنسر الذهبي، والغوريلا الجبلية، والماعز الجبلي.
- حيوانات تعيش في الماء: تُعرف الحيوانات التي تعيش بالكامل في الماء بالحيوانات المائية، مثل: الأسماك، و قنديل البحر ، والأخطبوط وغيرها، ويُمكن تفصيل ذلك عن طريق الآتي:
- حيوانات تعيش في البحار: حيوانات تتخذ أسلوب التمويه للتكيف في بيئتها البحرية مثل فميات الأرجل (بالإنجليزية: Peacock Mantis Shrimp)، وسمكة الضفدع (بالإنجليزية: Frogfish)، وحيوان الأنقليس الشريطي (بالإنجليزية: Ribbon Eel).
- حيوانات تعيش في المحيطات: حيوانات تعيش في المحيط العملاق مثل الحوت الأزرق، وقرش الحوت، و حوت العنبر .
- حيوانات تعيش في الأنهار: الأنهار موطنًا للعديد من الحيوانات مثل السلاحف، والبط، وثعالب الماء، والتماسيح، والأسماك.
وهُناك أنواع من الحيوانات يُمكن لها العيش على اليابسة وفي الماء، وتُسمّى ب البرمائيات ، مثل الضفادع، وبعض أنواع السلمندر.
- حيوانات تعيش في الجليد: يوجد بعض الحيوانات التي تعيش في القارة المتجمدة والتي تشمل القطب الشمالي والقارة الجنوبية القطبية، ويغطي سطحها الثلج والجليد، ومن هذه الحيوانات الدب القطبي، والبطاريق، وأرنب القطب الشمالي.
نوع التغذية
تتنوع الحيوانات من حيث طبيعة ما تأكله، وتكون كالآتي:
- الحيوانات آكلة الأعشاب: تعتمد الحيوانات العاشبة في غذائها على الثمار والبذور فقط، متجاهلةً السيقان والأوراق والجذور، وتمتلك قنوات هضمية خاصة بها ومصممة للتعامل مع أنواع مختلفة من النباتات التي تأكلها مثل: الأغنام، والماعز، والسناجب.
- الحيوانات آكلة اللحوم والنباتات: تُسمى الحيوانات التي تأكل كلًا من الحيوانات والنباتات معًا آكلات اللحوم والنباتات، حيث يتمتع هذا النوع من الحيوانات بميزة الاختيار الواسع من الطعام لإشباع احتياجاتها الغذائية، حيث تتغذى على الفاكهة والمكسرات التي تنمو على النباتات خلال فصل الصيف، وتصطاد اللحوم خلال مواسم أخرى من العام مثل الدببة والكلاب.
- الحيوانات آكلة اللحوم: هي الحيوانات التي تتغذى على لحوم الحيوانات الأخرى فقط حيث يتعين عليها أن تأكل الكثير من اللحوم للحصول على الطاقة التي تحتاجها، وفي بعض الأحيان تُضطر هذه الحيوانات إلى قضاء معظم أيامها في الصيد؛ فقط من أجل الحصول على ما يكفيها من الطعام مثل: الأسود، والنمور، والذئاب.
طريقة التكاثر
تتنوع الطرق التي تتكاثر فيها الحيوانات، ومنها الآتي:
- عن طريق البيض: تُعرف الحيوانات التي تتكاثر بالبيض ب الحيوانات البيوضة مثل العصافير، والثعابين، وتقوم هذه الحيوانات بوضع بيوضها، ثم تفقس في غضون أيام قليلة حيث يكسر الصغار البيض ومن ثم يخرجون.
- عن طريق الولادة: تُسمى الحيوانات التي تلد صغارًا على أنها حيوانات ولود، مثل الكلاب.
تصنيف الحيوانات
وتصنف الحيوانات إلى عدة تصنيفات، وهي كالآتي:
- اللافقاريات: حيوانات تفتقر إلى العمود الفقري والهياكل العظمية الداخلية، وتُمثل اللافقاريات حوالي 97% من الحيوانات وتشمل الديدان، والحشرات، والمفصليات، و الرخويات ، والأخطبوط.
- الثدييات: يبلغ عدد أنواعها 5000 نوع، وتتميز الثدييات بفرائها وحليبها الذي ترضعه لصغارها، بالإضافة إلى أنها من ذوات الدم الحار، وتعيش هذه الحيوانات في بيئات متنوعة كالمحيطات، والصحاري، والقطب الشمالي.
- الأسماك: تُعد الأسماك حيوانات متطورة من اللافقاريات ، وتعيش في المحيطات والبحار والأنهار، وتُصنف الأسماك إلى ثلاثة أنواع رئيسية وهي الأسماك العظمية مثل أسماك التونة، و الأسماك الغضروفية مثل أسماك القرش، والأسماك عديمة الفك مثل أسماك الجلكي.
- الطيور: حيوانات من ذوات الدم الحار، وتتميز بالريش الذي يُغطي كامل جسدها، وقدرتها على التكيف في بيئات مختلفة كالسهول مثل طائر النعامة، والمناطق الجليدية في القطب الشمالي مثل البطاريق.
- الزواحف: تُشكل الزواحف نسبة بسيطة من الحيوانات، وتُعد من الحيوانات ذات الدم البارد، وتقسم إلى أربعة أنواع أساسية وهي التماسيح، والسلاحف، والثعابين، والسحالي.
- البرمائيات: حيوانات فقارية وتتميز بنمط حياة شبه مائي؛ حيث تعيش بالقرب من المسطحات المائية لتُحافظ على رطوبة جلدها ولكي تضع بيوضها في الماء، ومن الأمثلة عليها الضفادع، والسمندل.
