تلخيص كتاب أقدم لك الفلسفة
ملخص كتاب أقدم لك الفلسفة
هو كتاب فلسفي، يعد مدخلًا لدراسة الفلسفة، من تأليف ديف روبنسون، وجودي جروفز، وترجمه الدكتور إمام عبد الفتاح إمام، ويقع في حدود 204 صفحة، صدر عن المجلس الأعلى للثقافة في الكويت عام 2001م.
واعتمد فيه المؤلفان على توضيح مفهوم الفلسفة، فغالبًا ما يقدم المقبلون على دراسة الفلسفة ملاحظات تتعلق بصعوبة تعريف الفلسفة ، وتعدد المداخل فحاول الكاتبان التغلب على الصعوبات من خلال وضع الصور التوضيحية، واعتماد الرسومات لاستيضاح ما أشكل على الدارسين، واستندوا في ذلك إلى أن أغلب الناس بصريون بطبيعتهم، وهذه القاعدة أثبتها المتخصصون في علم النفس، فالتعلم من خلال النظر أسهل من القراءة المتواصلة.
ولجأ الباحثان إلى توضيح السياق التاريخي الذي ظهرت فيه الفلسفات، وبيان الأسباب الواقعة وراء ظهورها، وتأثُرها بالتيارات الفلسفية السابقة، وتأثيرها على التيارات اللاحقة، ويلاحظ أن الكتاب نال على إعجاب الأساتذة؛ لاعتماده أساليب حديثة في تدريس الفلسفة، ومممتعة في ذات الوقت.
يبدأ الكتاب بحسب التسلسل الزمني للعصور الفلسفية، فأول تيار فلسفي هو التيار الطبيعي في القرن السادس قبل الميلاد، فطرح طاليس سؤالًا حول مصدر العالم، وثم يليه باقي الفلاسفة الطبيعيون والتيارات الما قبل سقراطية، والسفسطائيون، وصولًا إلى أعمدة الفكر اليوناني، وهم سقراط ، وأفلاطون، وأرسطو، والرواقية والأبيقورية ثم الانتقال إلى الفلسفة في العصور الوسطى، ثم الحديثة والمعاصرة.
مفهوم الفلسفة في كتاب أقدم لك الفلسفة
إن أصل كلمة فلسفة مشتق من اللغة اليونانية، وهي كلمة تتكون من مقطعين وهما فيلو، ويقصد به الحب، وسوفيا وتعني الحكمة، ويكون معناها حب الحكمة، وذكرت المصادر أن الحكماء هم الآلهة، ولذلك لا تكون الحكمة صفة بشرية، ولكن حب الحكمة صفة بشرية.
ويبدأ الكتاب بالتوضيح من خلال الرسومات أن مباحث الفلسفة الرئيسية هي الميتافيزيقا ، والأخلاق، والأبستمولوجيا ويقصد بها مبحث المعرفة، والأستطيقا، وهو علم الجمال ، والفلسفة السياسية.
وما يميز التفكير الفلسفي بإجماع الفلاسفة هو الإلزام بإثبات الفكرة، وبيان صحتها عن طريق البرهان، وإذا لم يقم الباحث بهذا الأمر فإن فكرته تخرج من دائرة الفلسفة والمعرفة، وتدخل ضمن أطر وأنساق أخرى.
الفلاسفة الذين تناولهم مؤلفو كتاب أقدم لك الفلسفة
تناول كتاب أقدم لك الفلسفة العديد من الفلاسفة على مر العصور، ومن أهم الفلاسفة الأسماء الآتية:
سقراط
من أهم الفلاسفة اليونان، توفي تقريبًا عام 399 ق. م، أحدث ثورة في تاريخ الفلسفة من خلال التحول إلى مدرسة فلسفية جديدة، فالفلسفات السابقة طرحت التساؤلات حول الوجود لكن من منظور طبيعي ومادي بحت، واختلفوا حول نوعه، فمنهم من ذهب إلى أنه الماء، ومنهم من قال بأنه الهواء، إلا أن سقراط أحدث نقلة نوعية في التحول في طبيعة السؤال الفلسفي.[2]
فلم يعد أصل الكون محورًا بقدر ما أن يتم التساؤل عن المفهوم، وهذا ما اعتمده في محاوراته التي كان يجريها بعفوية، مثلًا، كان يسأل عن مفهوم العدالة ، ويبدأ المحاورة بإلزام محاوره بوضع تعريف لموضوع النقاش، وبعدها يتدرج في الاستنباط والاستنتاج ليصل إلى أن المفهوم غير شامل، وبذلك كان سقراط ممهدًا للفلسفة المثالية عند أفلاطون.
اشتهرت فلسفة سقراط بمعرفة النفس، ومقولة "اعرف نفسك"، كما أكد على أن المعرفة فضيلة، والجهل رذيلة، وفي ذلك تأكيد على قيمة المعرفة كفضيلة أخلاقية، وإنسانية على أن يعرف الإنسان حدود معرفته، فلا تكون معرفته مجرد ادّعاء.
أفلاطون
وهو مؤسس التيار المثالي في الفلسفة اليونانية، عش في الفترة (427 -347ق. م)، وتأثر بأستاذه سقراط، وتعد نظرية المثل من أهم نظرياته، فالنفس بالنسبة له ليست ما يوجد في العالم المادي، بل موجودة في العالم المثالي، ومغاير بالطبيعة للمادة، وعرفت الحقيقة قبل أن تتجسد، وعندما تجسدت بدأت تتذكر ما عقلته في عالم المثل.
وطور الفلاسفة اللاحقون على هذه الفكرة منهم ديكارت الذي رأى أن هنالك أفكار قبلية وهي أساس المعرفة البشرية، أطلق عليها اسم الأفكار الفطرية، كما طوّر هيغل في فلسفته المثالية على المنظومة الفلسفية الأفلاطونية، وعد أفلاطون المعرفة الحسية معرفة ظنية وهي أدنى درجات الحس، ولا يكون الشخص عارفًا إلا إذا كان يعقل المفاهيم المجردة، لذلك تعد المعارف التجريدية مدخلًا لدراسة الفلسفة، وهذا ما ينطبق على الرياضيات.