تقرير حول التغيرات المناخية وأثرها على مظاهر الحياة المختلفة
التغيرات المناخية
تحدث التغييرات المناخية طبيعيًا على فترات زمنية طويلة تتمثل في تغيير درجات الحرارة وأنماط الطقس، ولكن بفعل الأنشطة البشرية التي ازدادت منذ القرن التاسع عشر فقد أصبحت هذه التغيرات المناخية تحدثت بسرعة أكبر، ويعود ذلك إلى عمليات احتراق الوقود الأحفوري كالغاز، والنفط، والفحم، وتؤدي هذه الانبعاثات إلى حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري التي تشكل غطاءً يلتف حول الكرة الأرضية ويحبس حرارة الشمس، ويرفع من درجات حرارة الأرض، إضافةً إلى محارق القمامة التي تعد مصدرًا أساسيًا لانبعاثات غاز الميثان، وغيرها من الأنشطة البشرية العديدة التي تحفز حدوث هذه التغيرات.
أثر التغيرات المناخية على مظاهر الحياة
تتأثر العديد من جوانب الحياة الأساسية بفعل التغييرات المناخية المختلفة نذكر أبرز وأهم هذه الجوانب فيما يلي:
الصحة
تشكل التغيرات المناخية خطرًا كبيرًا على البشر، ويعود ذلك بسبب المخاطر المتزايدة فمثلًا تؤدي الانبعاثات الناجمة عن الاحتراق المستمر للوقود الأحفوري إلى ظاهرة الاحتباس الحراري المضرة بالجهاز التنفسي، إذّ تقوم هذه الظاهرة بإطلاق الكربون المضر بجسم الإنسان وعقله، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية فإن تلوث الهواء هذا يقتل ما يقدر عدده بحوالي 7 ملايين شخص حول العالم، كما يؤدي إلى مشاكل نفسية وعقلية مثل: التوتر، والقلق، وحتى اضطراب ما بعد الصدمة بفعل الحرارة المتزايدة.
مكان السكن
تؤثر التغيرات المناخية بشكلٍ كبير على المناطق السكنية وخاصةً على سكان السواحل، ويعود ذلك بسبب ارتفاع منسوب المياه الناجم عن ارتفاع درجة حرارة الأرض التي تقوم بدورها بتذويب الأنهار الجليدية مشكلةً الفيضانات ، وفي بعض هذه الحالات قد يضطر حتى السكان الذين يعيشون بعيدًا عن الشواطئ للرحيل عن أماكن سكنهم.
الغذاء
يؤثر التغير المناخي على الغذاء بصورةٍ ملحوظة، إذّ يؤثر احتراق الوقود الأحفوري والذي يبعث ثاني أكسيد الكربون في تغير عمليات نضج الخضراوات والفواكه، لأن غاز ثاني أكسيد الكربون يزيد من عمليات التمثيل الضوئي والذي يؤدي بدوره بزيادة نسبة السكر في هذه الثمار، ويقلل من العناصر المفيدة كالكالسيوم، والبروتين، والزنك، والعديد من الفيتامينات الهامة للنظام الغذائي الخاص بالإنسان.
الماء
على الرغم من أن التغير المناخي وتأثيره على المسطحات المائية قد يسبب الفيضانات فهو أيضًا يسبب الجفاف والذي سيؤثر بشكلٍ مباشرٍ على قطاع الزراعة مؤديًا إلى فقدان العديد من مناطق الغطاء النباتي.
آلية التعامل مع التغيرات المناخية للحد من آثارها
هنالك العديد من الخطط والاستراتيجيات التي تساهم في التقليل من الآثار المترتبة عن التغييرات المناخية والتعامل معها نذكر بعضًا منها فيما يلي:
- التقليل من التلوث الكربوني، والاستعداد لعواقب الاحتباس الحراري. تفعيل دور التوعية العالمية بالآثار الخطرة.
- المحافظة على الغابات التي تحمي الكوكب بشكل أساسي من مصادر التلوث الرئيسية كثاني أكسيد الكربون.
- حماية الحيوانات البرية المعرضة للانقراض من خلال التأكد من اتفاقيات تغير المناخ العالمية والعمل مع الدول النامية لحماية الغابات المحلية فيها.
- استخدام صور الأقمار الصناعية وتقنيات رسم الخرائط الجوية لتتبع قطع الأشجار غير القانوني.
توقعات الهيئة الحكومية الدولية والمعنية بتغير المناخ (IPCC) لمستقبل التغيرات المناخ عالميًا
يتوقع علماء (IPCC) أن درجات الحرارة ستستمر في الارتفاع مع مرور الوقت، ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى غازات الاحتباس الحراري التي أنتجتها الأنشطة البشرية، حيث سترتفع درجات الحرارة بما يتراوح بين 2.5 و 10 درجات فهرنهايت خلال القرن المقبل، ومن المرجح أن ترتفع تكاليف الأضرار الناجمة عن التغيرات المناخية، وأن تزداد مع استمرار هذه التغيرات.