تفسير سورة القارعة للأطفال
التفسير الموضوعي لسورة القارعة
تعد سورة القارعة واحدة من السور القصيرة والتي يسهل على الأطفال حفظها، وما أجمل أن يجتمع فهم السورة الكريمة مع حفظها، وهنا سنورد تفسير سورة القارعة بطريقة تتناسب مع الأطفال، وبحسب المواضيع الواردة في السورة الكريمة.
تفسير الآيات المتعلقة بقسم الله تعالى
قال الله -تعالى-: (الْقَارِعَةُ* مَا الْقَارِعَةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ)، افتُتحت السورة الكريمة بلفظ القارعة، والقارعة اسم من أسماء يوم القيامة ، ومعنى القارعة أيّ من القرع وهو الصوت الناتج عن ضرب جسمٍ بجسمٍ آخر، ويُراد بها صيحة النفخة في الصور، وهي حادثة عظيمة فظيعة.
وفي هذا الافتتاح تشويق للسامع فالله -سبحانه وتعالى- يقسم بهذا اليوم العظيم، وبعد القسم يأتي السؤال في الآية الثانية مستفهماً عن هذا اليوم.
وبينما يتساءل الناس عن هذا اليوم، يأتي الجواب في الآية الثالثة: وما أدراك، أيّ وما أعلمك بحقيقة هذا اليوم، وفي هذا الجواب مزيد من التعظيم لهذا اليوم العظيم.
تفسير الآيات المتعلقة بأهوال يوم القيامة
قال الله -تعالى-:(يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ* وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ). تتحدّث الآيتان الكريمتان عن أحداث يوم القيامة وأهوالها.
والأهوال هي الأحداث العظيمة التي تحدث في يوم القيامة؛ ففي يوم القيامة يخرج الناس من قبورهم، ويكون خروجهم من غير معرفة منهم للاتّجاه الذي يسلكونه، فهم يخرجون في كل اتّجاه بسبب حيرتهم واضطرابهم.
وقد وصفت الآية الكريمة خروجهم هذا بالفراش المنتشر والمتفرّق، وفي هذا التشبيه دلالةٌ على الكثرة والضعف والذلّة التي يكون عليها الناس.
أمّا الحدث الثاني فهو تفتت الجبال وتطايرها، ووصفت الآية الكريمة تطاير الجبال بالصوف المنفوش في ضعفه وهشاشته، وفي ذكر هذه الأحداث والأهوال تخويفٌ للناس من هذا اليوم وتحذير لهم.
تفسير الآيات المتعلقة بجزاء المؤمنين
قال الله -تعالى: (فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ* فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ)، تذكر الآيتان الكريمتان فريق المؤمنين وجزاء أعمالهم يوم القيامة.
ومن صفات المؤمنين يومئذٍ أنّ أعمالهم توزن بالميزان فترجح كفة الحسنات والأعمال الصالحة على كفة السيئات، ولهذا يكون ميزانهم ثقيل بالحسنات.
والله -سبحانه وتعالى- يجازي هذا الفريق المؤمن يوم القيامة بأن يجعل عيشتهم راضية، وهي الجنة التي جمعت كل أنواع النعيم للمؤمن من طيب العيش والرضى، فلا حزن، ولا نكد، ولا تعب، ولا مشاكل ولا هموم.
تفسير الآيات المتعلقة بعاقبة الكافرين
قال الله -تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ* فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ* نَارٌ حَامِيَةٌ)، تذكر الآيات الكريمة فريق الكافرين وجزاء أعمالهم يوم القيامة.
ومن صفة الكافرين أنّ أعمالهم توزن بالميزان فترجح كفة سيئاتهم وشركهم على كفة الحسنات، ولهذا وصفتهم الآية الكريمة بأنّ ميزانهم خفيفٌ فلا أعمال صالحة تثقل ميزانهم.
ثم تتحدّث الآيات الكريمة عن جزاء هذا الصنف الكافر؛ فمصيره جهنم يهوي في قعرها، ووصفت الآية الكريمة هذا المصير بالأمّ؛ لأنّ الأم هي المأوى لأولادها، وكذلك نار جهنم هي مأوى الكافرين.
والهاوية اسمٌ من أسماء النار، سمّيت بذلك لطول عمقها، والاستفهام عنها في الآية التالية يفيد التعظيم والتخويف منها، ثم يكون الجواب في الآية التالية وهي نار شديدة الحرارة، أعاذنا الله -تعالى- وإياكم منها.