كلام عن صديق الطفولة
صديق الطفولة
نكوّن في الطفولة صداقات مع بعض الأشخاص ويكون هناك شخص هو الأقرب، نلعب معه ونعبث معه ونحبه، إنه صديق الطفولة، نتمنى دائماً أن لا نتفارق، وتتسلل ذكریات أصدقاء الطفولة بین الحین والآخر أمامنا لتعیدنا إلى الصفاء والبراءة، فتملأ قلبنا دفئاً وحنیناً، إليكم أجمل كلام عن صديق الطفولة يملؤه الذكريات.
كلام عن صديق الطفولة
- نشتاق دائماً للقائه، نغضب لفراقه، مع أننا أطفال لا نعي معنى الصداقة.
- صديقي نكبر شيئاً فشيئاً وتكبر صداقتنا ونحن ما زلنا لا نعي معنى الصداقة.
- في الغالب صداقة الطفولة بالرغم من جمالها وبراءتها ونقائها إلّا أنها لا تدوم.
- صداقة الطفولة هي الشجرة التي يحتمي بظلها المسافرون في طريق الحياة.
- صداقة الطفولة كلمة تحمل معاني عدّة، أجملها التضحية من أجل الآخر، والتحرر من الانطوائية، والاندماج مع الآخر.
- الصداقة كالمظلة كلما اشتد المطر زادت الحاجة إليها.
- هناك من يكون حضوره في حياتك علامة فارقة، وهناك من يكون علامة فارغة، فانتقِ الصديق الحقيقي، واحذر من الصداقة المزيّفة.
قصيدة رسائل إلى صديق من الحارة القديمة
قصيدة رسائل إلى صديق من الحارة القديمة للشاعر محمد موفق وهبه هو شاعر سوري ولد في دمشق عام 1941م، له ثلاثة دواوين هي: شفاه البنفسج، وديوان شهر زاد، وديوان طيور الأماني، وله مجموعتان قصصيتان، وقد كتب معظم قصائده في الجزائر.
صديقيَ العزيزْ
تحيةَ الأشواقِ منْ فؤادِيَ المُقيمْ
على الوَفا لِلصَّاحِبِ القديمْ
لِذكرياتٍ لمْ تزلْ تحيا بِنا حَميمَهْ
لِعُمُرٍ عِشناهُ في حارَتِنا القديمَهْ
اليومَ يا صديقيَ العزيزْ
وصلتُ للنتيجةِ الحَتْمِيَّهْ
تلك التي كانت على باصرَتي خفيَّهْ
عرفتُ أنَّ كلَّ ما نادتْ بهِ الحكمةُ والأديانْ
عنْ رابطٍ يجمعنا يدعونه الإخاءْ
تَغزِلُهُ ثم تحيكُهُ لنا المَوَدَّهْ
براحَتَي حنانِها مخدَّهْ
قدْ طارَ في الهواءْ
هباءْ
وأنَّ ما قدْ حصَّنَ الإنسانَ بالإنسانْ
في غابرِ الأزمانْ
أجنحةٌ لِطائرِ الحنانْ
كانتْ على هُمومِنا مُمْتَدَّهْ
شِعارُها: الوِدادُ بينَ الناسِ منْ عِبادةِ الرَّحمنْ
وحينما تَبَرَّأَ الإنسانُ من إنسانهِ
وسيطَرَ الشّرُ على إحسانهِ
وأحرق الكونَ لظى عدوانِهِ
ودمّرَ الحُبَّ وخانَ عهدَهْ
هاجر ذاك الطائرُ الحبيب من ربوعِنا
لم تُجدِ في استعطافِه الأنهارُ من دموعِنا
وكم دعونا الله أن يردَّهْ..!
لمْ يَبْقَ في الإنسانِ إلا صورةُ الإنسانْ
تملؤها الشُّرورُ والأحْقادُ والأطماعْ
يهوي بها التقهقرُ المخيفُ للضَّياعْ
وكانَ في كوكبِنا يعيشُ فيما بينَنَا في مَرْتَعِ الحَياهْ
في مرتع الإخلاص والعرفانِ والإحسانْ
وحينما أغضبَ في أعمالِهِ الدَّنِيَّةِ الإلهْ
وَاراهُ حيّاً أهلُهُ في جَدَثِ النِّسْيانْ
فلمْ نعدْ نسمعُ عنهُ اليومَ أوْ نَراهْ
فإنْ تسلْ عنهُ نُجِبْكَ كانْ
فيما مضى منْ سالفِ العصورِ والأوانْ
يعيشُ فيما بيننا إنسانْ
رَمَتْهُ مِنْ عَلْيائِهِ.. من عالم النّقاءْ
مِنْ عالمِ الفَضيلَهْ
مِن عالمِ الجمالْ
بَراثِنُ الرَّذيلَهْ
فَغاصَ في الأوحالْ
اليومَ يا صديقيَ العزيزْ
عرفتُ أنَّ كلَّ ما نادتْ بهِ الحكمةُ والأديانْ
عنْ رابطٍ يجمع من في الأرضِ من سُكّانْ
يدعونه الإخاءْ
تَغزِلُهُ المَوَدَّهْ
براحَتَي حنانِها مخدَّهْ
قدْ طارَ في الهواءْ
هباءْ
لم يبق إلا حسرةٌ في الناسِ
فقلتُ حين لم ترَ العينانِ غيرَ خيبةٍ وياسِ
وَا عَجَبي..!
تعرّت الغصون من أزهارها البيضاءْ
وأكل الهوانُ ما في مَرجِنا من يابسٍ وغَضِّ
واقتحمت خناجرٌ مسمومةٌ بالبغضِ
تُمزقُ الجُسومَ والأرواحْ
وا عجبي مِنْ عالَمٍ صارَ بهِ الإنسانُ لِلإنسانِ مُسْتَباحْ..!
في دمهِ ومالِهِ وَالعِرْضِ
وَا عَجَبي ممن براه الله من طين وماءْ..!
فكان جباراً على الأقرانْ
وقلبُهُ من حجرٍ صوّانْ
وا عجبي.. كَأنَّ مَنْ يَحْيَوْنَ في كَوكَبِنا
ليسوا بني الإنسانْ..!
كأنَّ من يَحيَونَ فيما بيننا
من جندِ إبليسٍ ومن سلالة الشيطانْ..!
صديقيَ العزيزْ
تسألُني عنْ ذكرياتٍ لمْ تزلْ في البالْ
فوّاحةً مخضلةَ الأكمامْ
كأجمل الأحلامْ
ما أعجبَ السؤالْ..!
وأنت من شاركني طفولتي السعيدهْ
تلك التي لمْ تستطع مباضِعُ الأيَّامْ
أن تنزع الفتنةَ والجمالْ
عن وجهها فلم تزلْ وليدةً جديدَهْ
ولم تزلْ حديقةً وارفة الظلالْ
نديةً مُزهرةً غنّاءْ
ترتاح في الذاكرة الصفراءْ
أذكرُ أنَّا لمْ نكنْ نعرفُ إلا الحبَّ والسلامْ
لمْ يكنِ الخصامْ
يُبعدُنا عنْ ضحْكِنا وَلَهْوِنا الحلالْ
أكثرَ مِنْ هُنَيْهَةٍ فَريدَهْ
مَهما تشاجَرْنا معَ الأطفالْ
في الحارَةِ الأخرى وفي الأزقَّةِ البعيدَهْ
لا بُدَّ أنْ يسودَ في النِّهايَةِ السلامْ
لابُدَّ أنْ يَلُمَّنا السلامْ
لابُدَّ أن يَضُمَّنا لِصَدْرِهِ الوِئامْ
مازالَ رسمُ حارتي في داخِلي يَطوفْ
يَحضنني، أحضنهُ في أضلُعي، في خاطري ينامْ
يَسكُنُ في بالِيَ لا يَضيعُ مِنِّي لحظةً يلوحُ كالطيوفْ
أبُثُّه الهُمومَ والأشواقَ والهُيَامْ
يُنيرُ دَربي كُلَّما حاصَرَنِي الظلامْ
في غابَةِ المدينَةِ السَّوداءْ
وكلما ادلَهَمَّ أُفْقُها المخيفْ
وأُغلِقتْ نوافِذُ الفضاءْ
بِسُحُبِ الدّخانِ والسُّخامْ
واختنقَ الفُؤادُ لا شَمسٌ ولا هواءْ
وغاصَ في الضَّجيجِ وَالضَّوْضاءْ
وابتَلَعَتْهُ أبحرُ الزِّحامْ
وكادَتِ الأقدامْ
تَدوسهُ فَيَأتي رسمُها العتيقْ
منْ داخِلي تَأتي إلَيَّ حَارَتِي، يَأتي إلَيَّ طَيفُها الرَّفيقْ
يَنْتَشِلُ الغَريقْ
مازِلْتُ يا صَديقْ
بالرغم من جَورِ الزمانْ
بالرغم مما صنعَت جنودُه بجسميَ الضعيفْ
في غزوها العنيفْ
بالرغم من ذاكرتي السقيمَهْ
أذكُرُ كلَّ ساكِنٍ في حارَتي القَديمَهْ
وَكُلَّ منْ قدْ رَحَلوا عنها ولمْ يَعودوا
وكلَّ منْ طاب له من بعدهم مربعُها وظلها الممدودُ
ورابطُ الوئام والإخاءِ والعيشُ الرغيدُ
جميعُهم لم ينزحوا عن جنة الوجدانْ
لا الشيخُ لا الفتى ولا الوليدُ
ما زلتُ أحيا معهم في ظلها الوريفْ
كأننا لم نفترق ولم تشتت شملنا الأنواءْ
لم تبتلع طيوفَهم مَغاوِرُ النسيانْ
وإنما قد غَيَّبتْ أجسادَهم في جوفِها المخيفْ
عمالِقُ الإسمنت في المدينة الشّوهاءْ
قدْ يشمخ البِناءُ في مدينةِ الدّخانْ
لكنّ جوفه الكبيرَ لا يحوي سوى أجسادْ
جمعها المكانْ
لم يربطِ الوِئامْ
أرواحَها التاهَت بغيرِ وادْ
فها أنا في محشرٍ يغصُّ بالأنامْ
ومنْ يعيشونَ مَعي يُحْصَونَ بالألوف والألوفْ
لكنني أعيش بينهم بلا فؤادْ
أعيش بينهمْ وروحي عنهمُ بعيدَهْ
هاربةٌ شريدَهْ
تجول في فدافدِ الزمانْ
دائمةَ المسعى وقلبي خلفها رديفْ
على جناحٍ دائم الرفيفْ
لا يَنِيانِ يبحثانْ
عن منبع الحنانِ والودادْ
عن جنةٍ مفقودَهْ
داست على رفاتها المدينة الحقودَهْ
شتان بين أمسنا وهذه الأيامْ
يجمعنا المكانْ
كأنَّنا في الكُتُبِ الكَلامْ
واندَلَقَ الحبرُ على أوراقِها، فليس إلا برقعُ السّوادْ
لاشيءَ مِمَّا كانَ في حاراتِنا القديمَهْ
يَلمُّنا يضمنا بأضلع الحنانْ
والمهجةِ الحانيةِ الرحيمَهْ
خواطر عن صديق الطفولة
الخاطرة الأولى:
بعد أن نكبر.. تحكمنا الظروف في الغالب على عدم الالتقاء كثيراً.. تقل اللقاءات إن لم تنعدم ..نلتقي ونحن كبار .. نتعانق ونسأل عن الصحة والأحوال.. ونعي معنى الصداقة.. ولكننا لسنا أصدقاء الطفولة.
الخاطرة الثانية:
المسافات لا تقرب أحداً.. ولا تبعد أحداً.. وحدها القلوب تفعل ذلك.. أحبكِ يا صديق طفولتي حباً نقياً صادقاً.. مغلف بدعواتٍ أرسلها إلى رب السماء في كل حين.
الخاطرة الثالثة:
ما أجمل أن تجد قلباً يحبك دون أن يطالبك بشيء.. سوى أن يراك دائماً بخير .. فصداقة الطفولة مواقف وليست عشرة عمر .. هي التي لا تنتهي أبداً .. تبقى بداخلك إلى الأبد.. هي شمس لا تغيب وفرحة لا تنطفئ.
رسائل عن صديق الطفولة
الرسالة الأولى:
صداقة الطفولة..
قصر مفتاحه الوفاء ..
وغذاؤه الأمل..
وثماره السعادة..
الرسالة الثانية:
أصدقاء الطفولة..
أرواح شفافة..
تربطنا بهم صلة قوية..
تجعل قربهم مصدر راحة وسعادة دائمة..
الرسالة الثالثة:
صديق الطفولة..
وطن صغير..
وأخ لم تلده أمك ..
ونعمة عظيمة لن يشعر بها إلّا من يقدرها..