تفسير سورة التوبة
تفسير الآيات المتعلقة بالمشركين وعهودهم
- الآيات (1-4):
تتحدث الآيات عن أنّ الله تعالى ورسوله الكريم تبرأوا من المشركين الذين نقضوا عهدهم مع المسلمين، وقد أجاز الله تعالى للمشركين التجول في الأرض كما يريدون حتّى أربعة أشهرٍ والاستعداد للحرب، وأنّ الله تعالى مذلٌّ للكافرين في الدنيا والآخرة، فإن تاب الكفار؛ فالله سيغفر لهم، وإن أصروا على كفرهم؛ فالله سيعذبهم بأعمالهم، والذين لم ينقضوا العهد مع المسلمين ولم يتفقوا مع أحدٍ لقتالهم فليستمر المسلمون معهم بهذه المعاهدة.
- الآيات (7-10):
لن يكون للذين نقضوا عهدهم مع الله ورسوله الأمان، لكن الذين لم ينقضوا العهد لن يقاتلهم المسلمون، وهؤلاء المشركون لن يفوا بعهدهم؛ فهم يكذبون كثيرًا وليس في قلوبهم ذرَّةٌ من إيمانٍ أو وفاءٍ، ثمّ إنّهم أعرضوا عن الإيمان بالله لاتباع شهواتهم في التمتّع بالحياة الدنيا.
- الآيات (30- 34):
إنّ اليهود قالوا عزيرٌ ابن الله، والنصارى قالوا المسيح ابن الله، وهذا سبب قتالهم، ورؤساء اليهود والنصارى هم من يضعون تشريعاتٍ لدينهم، فيحلّون الحرام ويحرّمون الحلال؛ ليكونوا ضد الإسلام، كما بينت الآيات أوصاف اليهود والنصارى التي يتصفون بها لمحاولة إزالة وإبطال دعوة الإسلام.
تفسير الآيات المتعلقة بالجهاد
- الآيات (5-6):
أمر الله تعالى بقتال المشركين بعد انتهاء الأشهر الحرم ؛ وهي: ذو القعدة، وذو الحجة، ومحرّم، ورجب، فإن تاب المشركون وعادوا إلى الله تعالى فليتركوهم وشأنهم، وإن طلب أحدٌ من المشركين الأمان من القتل؛ فيُعطى له الأمان ويُدعى إلى الإسلام.
- الآيات (11-16):
إن تاب هؤلاء المشركون لله وأدوا العبادات؛ فإنّ الله قد أمر المسلمين بعدم التعرض لهم بسوءٍ، لكن إن نكثوا عهدهم فقاتلوهم، ومن يقاتل في سبيل الله فلا يخاف من المشركين، وقتالهم إنّما هو لإذلال المشركين وعزّة المسلمين.
- الآيات (28-29):
المشركون لا يحلّ لهم دخول المسجد الحرام، وجاء الأمر بقتال الكفار حتّى يقدموا الجزية .
- الآيات (41- 45):
الأمر بالجهاد بالمال والنفس، وتوبيخ من تقاعس عن الجهاد، ثمّ إنّ المؤمنين الحقّ لا يعتذروا عن الجهاد، وإنّما ذلك صادرٌ من المنافقين .
تفسير الآيات المتعلقة بالإيمان والعبادات
- الآيات (17-27):
ليس المشركون هم من يقومون بإعمار المساجد، وإنّما المسلمون الذين يؤدّون عبادات ربهم الواجبة عليهم، فلا يستوي المشرك والمسلم، والمؤمنون والمهاجرون في سبيل الله والمجاهدون بأموالهم وأنفسهم؛ هم أعظم وأفضل من المشركين، وهؤلاء المؤمنون المخلصون ستنزل عليهم رحمات الله تعالى ورضوانه، ثمّ إنّه لا يجب موالاة الكافرين أينما كانوا، فالله تعالى ناصر المسلمين، ففي يوم حنين فرح المسلمون بكثرة عددهم، إلّا أنّهم انهزموا، لكن بعد ثبات الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومن معه نصرهم الله تعالى.
- الآيات (36-37):
السنة اثنا عشر شهرًا، ومن هذه الأشهر يوجد أربعةٌ منها حرم، وفي هذه الأشهر الحرم على المسلم ألّا يقع في المعاصي ولا يقاتل فيها، ثمّ تحدّثت الآيات عن أنّ المشركين يُحلّون ما حرم الله تعالى.
- الآيات (38-40):
توبيخٌ لمن تثاقل عن الهجرة في سبيل الله تعالى بعد الأمر به، وبيان المعجزة التي حصلت في هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- مع صاحبه.
- الآيات (91-96):
الضعفاء والمرضى وأصحاب الأعذار ليس عليهم الخروج للجهاد، ولا يُعذر الأغنياء الذين يستطيعون التجهّز للجهاد بالتخلف عنه.
- الآيات (111-122):
في هذه الآيات ذكر الله تعالى صفات أهل الجنة ، حيث دفعوا أنفسهم وأموالهم في سبيل الله تعالى، وأوفوا عهودهم لله تعالى، فبشرهم الله تعالى بالجنّة، ثم ذكرت الآيات كثيرًا من صفات المؤمنين، وأنّ الله تعالى تاب على المهاجرين والأنصار الذين كانوا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في أصعب الأوقات.
- الآيات (100-106):
رضي الله تعالى عن المهاجرين والأنصار ومن اتّبعهم، ولهم جنات النعيم، وهؤلاء المنافقون الذي يعيشون حول المسلمين لا يعلم من هم إلا الله تعالى، ثمّ ذكرت الآيات قصة الثلاثة الذين تخلّفوا عن الجهاد، وصدقوا فيما قالوه للرسول -صلى الله عليه وسلم-، وأنّ الله تعالى قد تاب عليهم.
تفسير الآيات المتعلقة بالمنافقين
- الآيات (46-70):
إنّ المنافقين لو خرجوا مع المسلمين للجهاد مكرهين لن يكون منهم إلّا كلّ سوءٍ؛ فهم أهل الفساد والضلال، فإن أصاب الخير المسلمين اغتاظ المنافقون، وإن أصابتهم مصيبةٌ فرحوا، ثمّ ذكرت الآيات صفات المنافقين، وأنّ لهم العذاب الأليم.
- الآيات (75-89):
الآيات تبيّن كثرة كذب المنافقين والحلف بالله تعالى كذبًا، وذكرت بخلهم والكثير من صفاتهم السيئة، وأنّ الله تعالى يعلم ما يخفونه عن الناس.
- الآيات (97-99):
إنّ سكان البوادي البعيدين عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- كفرهم ونفاقهم أكثر شدَّةً من غيرهم.
- الآيات (107-110):
ذكرت قصة الذين بنوا مسجدًا بقرب مسجد قباء ، فنهى الله تعالى نبيه أن يقوم في مسجد المنافقين.
- الآية (122):
فرض الله الجهاد ضد الكافرين، لكنّ المنافقين ما زالوا على نفاقهم وعداوتهم لدين الإسلام، فكانت إذا نزلت السورة ينظرون إلى بعضهم، ويريدون الهروب من المجلس؛ حتى لا ينكشف أمرهم.