تفسير اسم الله المانع
اسم الله المانع
المنعُ في اللغة ضدُّ العطية، فالمانعُ هو الذي يمنعك ممّا يؤذيك، وهو الذي يكون فيه حيلولة بين شيئين، فالمانعُ أحد أسماء الله الحسنى، وهو الذي يمنع من يستحق المنع، فليس كلّ إنسان يستحق أن يمنعَه الله، ويحميه، ويمنع أهلَ الدين، وينصرهم، ويحميهم، كما يمنع عباده من التقصير في الطاعة والدين، حيث يمنعُ البلاء حمايةً للمؤمن، ويمنع عنه العطاء ابتلاءً له، ودفعاً له للعودة، والتقرّب منه جلّ جلاله، وقد قال بعض العلماء إنّه لا بدّ من قول اسم الله المُعطي مقترناً باسم المانع، فهو مالك المنع، والعطاء، فالمعطي هو من يُمكّن عبادَه من نعمه ، والمانع هو الحائل بينهم وبين نعمه.
عدد أسماء الله الحسنى
اختلفَ العلماء في عدد أسماء الله الحسنى، فقد قال بعض العلماء إنّ العدد هو تسعة وتسعون اسماً، واعتمدوا في ذلك على قول الرسول:(للهِ تسعةٌ وتسعون اسماً، مائةٌ إلَّا واحداً، لا يحفَظُها أحدٌ إلَّا دخل الجنَّةَ ، وهو وِترٌ يحبُّ الوِترَ)،وتمّ الاحتجاجُ بقول مائة إلّا واحداً بأنّه حصرٌ للرّقم تسعة وتسعين، فلو كان له اسم يزيد عن ذلك لقال مئة، بيد أنّ الرأي الغالب، وهو رأي جمهور العلماء، أنّه لا يوجد حصر لأسماء الله الحسنى، حيثُ إنّ الحديث السابقَ قُصد به الإخبار عن دخول الجنة بإحصاء الأسماء، وليس الإخبار عن حصر الأسماء، فقد يقول شخص لدي مئة دينار أتصدّق بها، فذلك لا يعني عدمَ وجود غيرها، بل معناه أنّ هذا المبلغ جُهّز للصدقة ، كما اعتمد أصحابُ هذا الرأي على ما ورد في أنّ الرسول قال:(...اللهمَّ إني عبدُك، وابنُ عبدِك، وابنُ أَمَتِك، ناصيتي بيدِك، ماضٍ فيَّ حكمُك، عدلٌ فيَّ قضاؤُك، أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو أنزلتَه في كتابِك، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك...)،حيث فيه دلالة على أنّ الله جلّ وعلا لديه أسماء أخرى لم يُنزلها في القرآن، فلم يعلمها الخلق، ولم تظهر لهم، فما هو ليس معلوماً، ليس محصوراً.
أسماء الله الحسنى وصفاته
إنّ أسماء الله الحسنى هي الأسماء التي أثبتها الله لنفسه عزّ وجلّ، وأثبتها له رسوله ، وآمن بها المؤمنون، وهي كذلك ما دلّ على ذات الله تعالى مع صفات الكمال، كالعليم، والحكيم، وقد دلّت على ذاته، وعلى ما قام بها من العلم ، والحكمة، أمّا ما يُقصد بصفات الله فهي النّعوت المرتبطة بالكمال، والقائمة بذاتها، كالعلم والحكمة ، ويوضح ذلك أنّ الصفة دلّت على اسم واحد، بينما الاسم دلّ على اثنين، فهو يتضمّن الصّفة، كما ويجب الإيمان بما ثبت من الأسماء والصفات، وبما يليق بجلال وجهه، وعظيم سلطانه، وإيماناً بأنّ الله تعالى لا يُشبهه أحد من الخلق، لا في الصفات، ولا في الذات.