تفسير آية (مرج البحرين يلتقيان) في المنام
تفسير رؤية آية (مرج البحرين يلتقيان) في المنام
إنّ لهذه الرؤيا دلالات طيّبة، ومع ذلك لا يُمكن الجزم بدلالاتها؛ إذ إنّ تفسيرها يبقى أمراً ظنّيا اجتهادياً، ولا يُبنى عليه حكماً في الواقع، لكن قد يستأنس بها الرائي وتُطمئن قلبه، و أن يرى الرائي نفسه يقرأ هذه الآية التي تتضمّن معجزة مرئية أمام العين لمن دواعي السرور على قلب من رآها أو سمعها أو تلاها في المنام، ولها بعض الدلالات والإشارات الحسنة والمبشّرة بالخير -بإذن الله تعالى-، ومن أهم دلالاتها ما يأتي:
- قد تدل الرؤيا على أهمية تلاوة الآيات الكريمة بخشوع وتدبّر؛ لما فيها من الدلالات والمعاني الرائعة، وتدعونا إلى المزيد من الفهم والتفكّر بآيات الله العظيمة وأهميتها في حياتنا العلمية والعملية.
- قد تُرشد الآية الكريمة مَن رآها أو تلاها في المنام أو حتى سمعها على أهمية اتّخاذ القرار المناسب في المكان المناسب والوقت المناسب؛ مِن أجل الالتقاء في نقطة معينة والتعايش فيها بتسامح مهما كانت الظروف المحيطة بالرائي كما بينت الآية الكريمة.
- الآية الكريمة تدل حقيقة على قدرة الله -تعالى- بالتقاء البحرين؛ الماء العذب الزلال مع الماء المالح الأجاج من غير أن يختلطا، وهذا إعجاز قرآني عظيم وله دلالاته الواقعية، وفي المنام قد يشير ذلك إلى أن صاحب الرؤيا عليه أن لا يتجاوز حدّه مع الآخرين احتراماً لحدود الله وأوامره، فلا يبغي على أحدٍ ولو كان الرائي قوياً، كما البحران يلتقيان بقوة لكن لا يمتزجان معاً، وتبقى خصائص كل واحد منهما كما هي -بأمر الله تعالى-.
- قد تدعو الآية الكريمة صاحبها لالتسبيح والتهليل والتحميد لعظمة وقوة هذه الآية الكريمة، وتذكّرنا بعظمة الله الخالق -سبحانه وتعالى-، استناداً لقوله -تعالى-: (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) .
- قد تُرشد الآية الكريمة صاحب الرؤيا إلى أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، باستخدام قوة البيان والعقل الكبير والدلالة الواضحة، وهذه الآية الكريمة من الدلالات الواضحة على صدق القرآن الكريم وأن لله خالق عظيم، فيرد على المنكرين بهذا الإعجاز ويزداد هو ثباتاً وقوة وإيماناً، ويبقى مؤمناً قويا كما أن التقاء للبحرين ثابتٌ وقويٌ، وهذا شأن المؤمن القوي.
تفسير رؤيا آية (مرج البحرين يلتقيان) للمتخاصمين
إن هذه الرؤيا الجميلة قد تبشّر صاحبها بالخير والفرح وانشراح الصدر بتحقيق بعض الأهداف الجلية الواضحة وضوح الشمس في حياته القادمة، والتي من أهم دلالاتها ما يأتي:
- على الصعيد الشخصي إنّ للآية الكريمة دلالاتها في حل بعض المشاكل التي تواجهه مع بعض الشركاء أو الأصدقاء أو غيرهم بعقلانية وهدوء ووعي وتفكير، حتى وإن بقي فكرهم على حاله ولم تتحسّن رؤيتهم له أو لما يقوم به من عمل أو دعوة إلى دين الله.
- قد تحث الرؤيا صاحبها على المزيد من الصبر والجهد لإيصال كلمته إليهم، وذلك بأن يقول الحق والحقيقة ويجادلهم بالتي هي أحسن، ويبقى ثابتاً على موقفه، ثمّ يدع أمرهم في النهاية إلى الله -تعالى- من غير تعدٍّ أو إيذاء؛ فالآية تدعوه إلى الصبر واحتساب الأجر إلى الله -تعالى-.
- قد تدل على أهمية بذل المزيد من الجهد والوقت والتفكير، والصبر على أن يكون مجتهداً ومجاهداً في سبيل قضيته وأهدافه من غير ملل، فالبحران يلتقيان لكنهما لا يتجانسان ويحافظ كل منهما على صفاته -بأمر الله تعالى-.
تفسير رؤية آية (مرج البحرين يلتقيان) للمسافر
إنّ لهذه الرؤيا تمهيداً لمن أراد السفر إلى أي دولة قريبة أو بعيدة لأهداف سامية علمية أو طبية أو اجتماعية أو صناعية أو غيرها، فقد يسهّل الله -تعالى- له الطريق بدلالة الآية الكريمة، والتي من أهم دلالاتها للمسافر ما يأتي:
- قد تبشّره بسلامة الوصول إلى البلد المنشود، وقد يلتقي بأشخاص من أهله ولكن يكونون من غير لغته أو دينه ولكنهم من كبار المسؤولين أو العلماء أو الباحثين أو الأطباء أو المستشارين أو غيرهم من كبار الشأن -بفضل الله تعالى-.
- قد يكون طرقه صعباً ولكن الله -تعالى- يمهّد له الطريق، فيلتقي بأهدافه المنشودة بفضل الله -تعالى- ورعايته.
- قد تدل الرؤيا صاحبها على ضرورة السعي للتغيير الطيب في حياته وحياة الآخرين في بلاده وأمّته، وذلك بجلب ما يمكن الانتفاع به من دول الجوار أو غيرها.
- قد تحث الرؤيا صاحبها على أهمية التمسّك بدينه وأهدافه مهما مرّ به من الصعاب؛ فإنما النصر صبر ساعة.
- قد تدل الرؤيا على أخلاقه كعربي مسلم بتقديره للعلم والعلماء؛ لأن هذا الدين لا ينتشر إلا بتلقي العلم والمعرفة وحسن الخلق، فلينتفع ولينفع غيره بقوةٍ وثباتٍ وتوكُّلٍ على الله -تعالى- كما البحر القوي والغني، ولا يختلط بغيره فيفسد ويتكبّر وإنما يمضي كما أمره الله -تعالى-.