تعريف سورة لقمان وسبب نزولها
التعريف بسورة لقمان
تُعَدّ سورة لقمان من سُور القرآن المكّية، كما أخرج البيهقي في الدلائل، وابن الضُّرَيس، وابن مردويه، عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، ونقل النحاس في تاريخه، عن ابن عباس أيضاً أنّها نزلت في مكّة المكرّمة باستثاء ثلاث آياتٍ منها؛ وهنّ آخر ثلاثٍ من السورة المبدوءة بقول الله -تعالى-: (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)، وتتضمّن السورة أربعاً وثلاثين آيةً.
سبب تسمية سورة لقمان
لم يُروَ عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بسندٍ صحيحٍ بيان السبب في تسمية سورة لقمان بهذا الاسم، وإنّما عُرِفت بذلك بين قُرّاء القرآن ومُفسّريه؛ إذ قالوا إنّ سبب تسمية السورة بهذا الاسم يرجع إلى أنّها تضمّنت ذكر لقمان الحكيم، وحِكَمِهِ التي وردت في معرض تأديبه لابنه، ووعظه له.
سبب نزول بعض آيات سورة لقمان
وردت بعض أسباب النزول المُتعلِّقة ببعض آيات سورة لقمان، تفصيل ذلك وبيانه فيما يأتي:
- أخرج جُويبر عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في سبب نزول قول الله -تعالى-: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ)، أنّها نزلت في النضر بن الحارث، ولم يُذكَر اسمه في رواياتٍ أخرى؛ إذ كان يأخذ بالرجال إلى مُغنيّةٍ؛ طمعاً في صدّهم عن الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وما يدعو إليه، وقد كان النضر بن الحارث من أشدّ النّاس عداوة للإسلام والمسلمين، واستغلّ كونه سيّداً من سادات قريش في تأليب الناس على النبي -صلى الله عليه وسلم- ودعوته.
- أخرج ابن جرير عن عكرمة في سبب نزول قول الله -تعالى-: (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)، أنّها نزلت في أهل الكتاب بعد نزول قول الله: (وَيَسأَلونَكَ عَنِ الرّوحِ قُلِ الرّوحُ مِن أَمرِ رَبّي وَما أوتيتُم مِنَ العِلمِ إِلّا قَليلًا)، وقد نزلت بعد أن سألوا النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عن الرُّوح، وبيّن لهم أنّ أمرها إلى الله -سبحانه-.
- أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن مجاهد في سبب نزول قول الله -تعالى-: (إِنَّ اللَّـهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)، أنّها نزلت في واحد من أهل البادية حين سأل النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عن بعض أمور الغيب التي لا يعلمها إلّا الله.
للمزيد من التفاصيل حول تعريف ومصادر أسباب النزول الاطّلاع على مقالة: (( أسباب نزول القرآن الكريم )).
أفكار سورة لقمان
وصف القرآن الكريم
قال الله -تعالى- في بداية سورة لقمان: (الم*تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ*هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ)، وقد ذُكِرت أربعة أقوالٍ في تفسير الآيات السابقة؛ فنُقِل عن يحيى بن سلّام أنّ الكتاب الحكيم هو القرآن الذي أُحكِمت آياته، ومعانيه، بما اشتملت عليه من بيان أمور الحلال والحرام، وغيرها من الأحكام، كما ذُكِر قول عن ابن شجرة أنّ الكتاب الحكيم هو القرآن الذي أُتقِنت آياته، وحُقَّت، فلا باطل فيها، وذكر الضحّاك أنّ المُراد القرآن البيّن الظاهر من عند الله، وقال ابن عيسى أنّ القرآن كتابٌ حكيمٌ بما يُظهره من الحكمة بنفسه، أمّا قول الله -تعالى- في وصف القرآن الكريم بأنّه: "هُدًى" فقد فُسِّر بقولَين؛ فورد عن الشعبيّ أنّ القرآن الكريم يهدي من الضلالة والغواية، وقال يحيى بن آدم إنّه يهدي العباد ويرشدهم إلى الجنّة بسلوك الطريق المُوصل إليها.
كما وصف الله القرآن بأنّه: "رحمةً"؛ أي أنّ القرآن فيه رحمةٌ؛ بما يشتمل عليه من الزجر عن استحقاق العذاب، وفُسِّر ذكر كلٌّ من الهدى والرحمة في الآيات السابقة على وجهَين؛ الأول: وصف القرآن الكريم بأنّه كذلك، والثاني: مدح القرآن بما يشتمل عليه من آيات الرحمة والهدى، أمّا قول الله -تعالى-: "لِّلْمُحْسِنِينَ"؛ فقد وردت في تفسير الإحسان ثلاثة وجوهٍ؛ فذكر ابن شجرة أنّ المقصود الإيمان الذي يتحقّق به إحسان المرء إلى نفسه، وذكر الحسن أنّ الإحسان هو الصلاة والصِّلة التي افترضها الله -سبحانه- على عباده، والوجه الثالث الذي فُسِّر به الإحسان؛ أنّه أعلى مراتب الإيمان، وقد ذُكِر فيما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، عن عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه-، أنّ جبريل جاء إلى النبيّ في صورة رجلٍ يُعلّم المسلمين أمر دينهم، فسأل النبيّ عن الإحسان، فقال النبيّ: (أنْ تَخْشَى اللَّهَ كَأنَّكَ تَراهُ، فإنَّكَ إنْ لا تَكُنْ تَراهُ فإنَّه يَراكَ).
وصف المؤمنين وجزاؤهم
وصف المؤمنين
تناولت سورة لقمان في ثناياها عدداً من صفات المؤمنين، وفيما يأتي عرضٌ لبعضها:
- إقامة المؤمنين للصلاة، وإيتائهم الزكاة ، وإيمانهم بالغيب بيقينٍ دون شكٍّ أو ريبٍ؛ فقد وصف الله -تعالى- عباده المؤمنين بأنّهم: يُقيمون الصلاة ؛ أي يؤدّونها على الوجه الذي أراده الله؛ بحفظ وقتها، وأركانها، والخشوع فيها، والالتزام بآدابها، ويُؤتون الزكاة؛ أي يدفعونها إلى مُستحِقّيها عن طيب نفسٍ؛ طمعاً في نيل رضا الله -سبحانه-، والتقرُّب منه، كما أنّهم يؤمنون بالأمور الغيبيّة غير المُشاهدة، وأهمّها: اليوم الآخر؛ ولذلك فقد التزموا طريق الهداية، فهم على نورٍ وبصيرةٍ من ربّهم، فنالوا الفلاح والفوز بموعود الله الذي أعدّه للمؤمنين في الآخرة ؛ بدخول جنّات النعيم.
- الانقياد لأمر الله -تعالى-، ولزوم ما أمر به من الشرائع، والانتهاء عمّا نهى عنه، والإخلاص القلبيّ في الإيمان، فمن حقّق ذلك فقد استمسك بالعُروة الوُثقى؛ أي الميثاق الغليظ من الله؛ بإبعادهم عن العذاب، ووقايتهم منه.
ثواب المؤمنين
قال الله -تعالى- في سورة لقمان ذاكراً جزاء المؤمنين الصالحين: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ*خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّـهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)، فذكر الله جزاء مَن آمن به حقّ الإيمان، فامتثل شريعَته، وانقاد لأمره، وعمل الصالحات، ولَزِمَها، إذ يُكرمه الله بأن يُدخله جنّات النعيم؛ حيث ينعم فيها ولا يبأس، ويخلد فيها فلا يفنى، ويتقّلب في مختلف أنواع النعيم وأشكاله.
وصف الكافرين وجزاؤهم
ذكر الله -سبحانه- في سورة لقمان صفات للكافرين، وبيّن جزاءهم على تلك الأفعال، وبيان ذلك فيما يأتي:
- إضلال الكافرين عن سبيل الله؛ إذ كانوا يستخدمون كلّ وسيلةٍ للصدّ عن سبيل الله، ومنع الناس من اتّباع الهدى، فقد كان النضر بن الحارث يسافر إلى بلاد فارس ليشتري كُتبهم، ويأتي بها إلى المسلمين، ويحدّثهم بما ورد فيها، فينشغلوا بتلك الأحاديث عن الكلام الحقّ، وبالقصص الواردة في تلك الكتب عن القصص الواردة في كتاب الله ، كقصص عادٍ، وثمود، والأقوام السابقين.
- مجادلتهم للمؤمنين دونٍ علمٍ، فبالرغم من وضوح الدلائل، وسطوع البراهين على إثبات توحيد الله، إلّا أنّ الكافرين يُصرّون على مجادلة أهل الحقّ دون علمٍ يستندون إليه، أو حُجّة يُحاجّون بها، قال الله -تعالى- واصفاً حالهم: (أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّـهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ).
آيات قدرة الله
تجلّت في آيات سورة لقمان البراهين والأدلّة على إثبات وحدانيّة الله، وعظمته، ومنها: قدرته على الإحياء، والإماتة، والبعث والنشور بعد الموت، وخلق الإنسان بعدّة مراحل، وخلق السّماوات والأرض وما بينهما، في حين تعجزُ الأصنام التي اتّخذها الكافرون آلهةً عن فعل شيءٍ من ذلك، فضلاً عن كونها عاجزة عن جلب نفع أو دفع ضرّ لأيّ أحدٍ، وبذلك تبطل دعوى المشركين بالله، وتثبت الدعوة إلى الحقّ والصراط السويّ، قال الله -تعالى-: (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ*هَـذَا خَلْقُ اللَّـهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ)، ومن الآيات التي دلّت على عظمة الله -سبحانه-، وقدرته في الآفاق: خلق السماوات دون عمدٍ قائمةً بأمرٍ من الله، وخلق الجبال التي تثبّت الأرض، فتمنعها من الاضطراب، إضافةً إلى ما بثّه الله في الأرض من الدوّاب مختلفة الأنواع، وما أنبت فيها من زُروعٍ مُتنوّعة الأصناف المَرويّة بماءٍ واحدٍ.
وقد بيّنت آيات سورة لقمان قدرة الله -سبحانه- على بعث الخلق من جديدٍ بعد إماتتهم؛ فإحياء كلّ الناس عنده كخلق نفسٍ واحدةٍ، وتتجلّى قدرة الله وعظمته في اطّلاعه على البواطن كاطّلاعه على الظواهر، كما أنّه عليمٌ بمفاتح الغيب، فلا يعلمها إلّا هو؛ فيعلم وقت الساعة، وما في الأرحام، وما تكسب النفوس، وفي أي أرضٍ تموت، كما أنّه القادر على إنزال الأمطار، قال -تعالى-: (إِنَّ اللَّـهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).
وصايا لقمان لابنه
تضمّنت سورة لقمان عدداً من الوصايا التي أوصى بها لقمان ابنَه، وبيان بعضها فيما يأتي:
- النَّهي والزجر عن الشِّرك بالله؛ فكان النَّهي عن الشِّرك الذي يُعدّ أكبر الذنوب أوّل وصيّةٍ من لقمان لابنه، كما حثّه على توحيد الله وعبادته؛ إذ إنّ عبادة الله وحده هي المّهمة الأساسية للإنسان في الحياة الدنيا، فما خلق الله الإِنس والجِنّ إلّا لعبادته، قال -تعالى-: (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّـهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ).
- الحثّ على بِرّ الوالدَين؛ فقد عطف لقمان على الدعوة إلى ترك الشِّرك بالحثّ على برّ الوالدَين، ممّا يدلّ على اقتران التوحيد والعبادة بالبرّ والإحسان إلى الوالدَين؛ لمكانتهما العظيمة، ومنزلتهما الرفيعة، وقد خصّ الله -سبحانه- الأمّ بالإحسان والبِرّ؛ لمِا تُعانيه أثناء الحمل والولادة من المُكابدة والمَشقّة، وما تمرّ به أيضاً من الجهد والعناء في حضانة الولد، وكلّ ذلك يستدعي إظهار الرفق واللين لهما، قال -تعالى-: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ).
- مخالفة أوامر الخلق إن كان في اتّباعها معصيةٌ للخالق؛ فلا طاعة لمخلوقٍ في أيّ أمرٍ يخالف أوامر الشريعة ، مهما بلغت منزلة ذلك المخلوق ومكانته، حتى وإن كان أحد الوالدَين، مع التأكيد على وجوب مُصاحبَتهما بالمعروف والإحسان ، قال -تعالى-: (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ).
للمزيد من التفاصيل عن وصايا لقمان لابنه الاطّلاع على مقالة: (( ما هي وصايا لقمان لابنه )).
الحَثّ على تقوى الله
تضمّنت سورة لقمان الحثّ على لزوم تقوى الله ؛ إذ إنّ العبد ينال بسببها الأجور العظيمة يوم القيامة، ولا تنفعه شفاعة أحدٍ من الأقارب؛ ولهذا لا ينبغي للمسلم أن يضعف عن الإعداد لذلك اليوم؛ بما تُسوّفه له النفس من الآمال، أو بما يقذفه الشيطان في قلبه من الوساوس، أو بما تُزّينه الحياة الدنيا من الملاهي والمُغرَيات، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّـهِ الْغَرُورُ).