تعريف رواية ورش بن نافع
تعريف رواية ورش بن نافع
ورش بن نافع: هو عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عمرو بن سليمان بن إبراهيم بن مولى لآل الزبير بن العوام، إمام القراءة بالديار المصرية، ويكنى بأبي سعيد، ونافعاً لقبه ورش لأنه أشبه بالورشان؛ أي طائر يشبه الحمامة، وذلك بسبب شدة بياضه وخفة حركته، ولد سنة مئة وعشر ببلدة من صعيد مصر تسمى قفط وهو في الأصل من القيروان، وشيوخه هو الإمام نافع رحل إليه بالمدينة، وعرض عليه القرآن عدة ختمات.
أصول رواية ورش عن نافع
رواية ورش لها عدة أصول وهي كما يأتي:
- الوصل والسكت بين السورتين ويكون بثلاثة أوجه وكلاهما دون بسملة، وله البسملة بالأوجه الثلاثة، ولا يوجد البسملة بين سورة الأنفال والتوبة.
- روى صلة ميم الجمع إذا وقع بعدها همزة قطع، قال -تعالى-: (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) ، والمد فيها من باب المد المنفصل، وتكون الصلة هنا على الوصل، فإن وقف على الميم فإنه يسكنها.
- في المد المتصل والمنفصل إشباع، وفي مد البدل حالات وهي القصر والتوسط والإشباع.
- له في حرف اللين إذا وقعت بعد همزة متصلة، مثل شيء، سوء، كهيئة التوسط والإشباع إلا ما استثني.
- ورد في الهمزتين في الكلمة الواحدة إذا كانت الهمزة الثانية مفتوحة وجهان وهما الإبدال والتسهيل.
- له في الهمزتين إذا كانتا متفقتين في الحركة وجهان الإبدال والتسهيل.
- له في الهمزتين من كلمتين إذا كانتا متفقتين في الحركة وجهان الإبدال والتسهيل، أما إذا كانت الهمزتين مختلفتين في الحركة فالحكم فيهما له كقالون.
- إبدال الهمزة الساكنة إذا كانت الفاء للكلمة، نحو يؤمن، وإذا كانت الهمزة المفتوحة بعد ضم إذا كانت فاء للكلمة نحو مؤذن.
- روى لفظ النبي بالهمز كقالون.
- نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها وحذف الهمزة، على أن يكون المنقول إليه ساكناً وصحيحاً ومنفصلاً، مثل من آمن.
- إدغام الدال في قد في الضاد، مثل قد ضل، وإدغام الدال في الظاء نحو قد ظلم، وتاء التأنيث في الظاء، نحو كانت ظالمة، وإدغام الذال في التاء نحو اتخذت، وإدغام يس والقرآن، وله في ن والقلم الإظهار والإدغام.
مفهوم علم القراءات ونشأته
علم القراءات: هو العلم الذي يُعنى بكيفية أداء كلمات القرآن الكريم من تشديد وتخفيف، معزواً إلى ناقله، واختلاف ألفاظ الوحي في الحروف، وعلم يعلم منه اتفاق الناقلين لكتاب الله -تعالى- واختلافهم في الحذف والإثبات والتحريك والتسكين، والفصل والوصل، وغير ذلك من هيئة النطق والإبدال وغيرها، وموضوع هذا العلم هو كلمات القرآن الكريم من حيث أحوال النطق بها وأحكامها.
ويُستمد هذا العلم من القراءات الصحيحة المتواترة عن علماء القراءات الموصولة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، والمقرئ هو من علم بها وأداها مشافهةً، فلو حفظها كتابةً لم تصح لأنه لم يؤدها مشافهة عن شيوخه.
ومصدر القراءات القرآنية المتواترة هي جملة ما بقي من الأحرف السبعة التي نزلت على الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومصدرها الوحيد هو الذي نزل به الوحي جبريل -عليه السلام- على النبي محمد عن طريق القراءة الصحيحة المتواترة،قال -تعالى-: (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ*إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ*عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ﴾ .
فوائد تعدد القراءات
تعدد القراءات له العديد من الفوائد التي تعود على المسلمين وهي كما يأتي:
- دلالة على حفظ القرآن الكريم من التحريف والتبديل مع كونه على هذه الأوجه.
- التسهيل والتخفيف على الأمة، بوجود هذه القراءات، وبيان المقصود من بعض الآيات، كقوله -تعالى-: (وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ﴾ ، وقُرئت (كالصوف المنفوش) فتبيّن أن معنى العهن هو الصوف من القراءة الثانية.
- تنوع القراءات فيه من البراهين الساطعة القاطعة أن القرآن الكريم هو كلام الله -عز وجل-، وعلى صدق ما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- فإن هذه القراءات ومهما كثرت وما جاء فيها لا يمكن أن يكون به تناقض.
والقرآن كله معجز، ويصدق بعضه بعضاً، ويبيّن بعضه بعضاً بسبب تنوع قراءاته، ويشهد بعضه بعضاً، وكله على نمط واحد في الأسلوب والتعبير، فهدفه واحد يسمو به إلى أعلى مراتب العلم والهداية، وإعجازه يظهر في كل القراءات وفي كل جزءٍ من أجزائه، وهذا هو كلام الله الذي لا تشوبه شائبة ولا يوجد فيه ما يعيبه فقد حفظه الله وجعل الهداية أصلاً فيه ومنه.