تعريف حلف الفضول
تعريف حلف الفضول
يعتبر حلف الفضول أحد الأحلاف الجاهلية التي شهدتها قبيلة قريش، حيث تم عقد هذا الحلف في دار عبد الله بن جدعان القرشي، وهو من أسياد قبيلة قريش وكان الحلف بين عدد من عشائر القبيلة في مكة المكرمة، في شهر ذي القعدة قبل البعثة بعشرين سنة، وذلك حدث بعد انتهاء الحرب بين قيس عيلان وكنانة سميت بحرب الفجار.
وقد شهد الرسول محمد -عليه الصلاة والسلام- ذلك الحلف قبل البعثة، حيث كان عمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- 20 سنة، وقال النبي الكريم في وصف حلف الفضول: (لقد شَهِدتُ مع عمومَتي حِلفًا في دارِ عبدِ اللَّهِ بنِ جُدعانَ ما أُحبُّ أن لي بهِ حُمْرَ النَّعَمِ ، ولَو دُعيتُ بهِ في الإسلامِ لأجَبتُ).
وتم عقد حلف الفضول بين خمسة أفخاذ من قبيلة قريش وهم كما يأتي:
- عشيرة بني هاشم بن عبد مناف.
- عشيرة بني المطلب بن عبد مناف.
- عشيرة بني أسد بن عبد العزى.
- عشيرة بني زهرة بن كلاب.
- عشيرة بني تيم بن مرة.
سبب حلف الفضول
جاء رجل من منطقة "زبيد" وخرج في تجارة فاشتراها منه العاص بن وائل، وكان له قدر كبير في مكة المكرمة وشرف فحبس حقه عنه؛ فقام الزبيدي بالاستدعاء الأحلاف لنصرته عليه، وهم: مخزوم وسهم وعبد الدار وجمح وعدي؛ فلم يقوموا بإعانته على "العاص بن وائل" وقاموا بانتهاره؛ فقام الزبيدي بالصعود على جبل أبي قبيس خلال طلوع الشمس، وقبيلة قريش في أنديتهم حول الكعبة المشرفة وقام بالنداء بأعلى صوته قائلاً:
يَا آلَ فِهْرٍ لِمَظْلُومٍ بِضَاعَتُهُ
- بِبَطْنِ مَكَّةَ نَائِي الدَّارِ وَالنَّفَرِ
وَمُحْرِمٍ أَشْعَثٍ لَمْ يَقْضِ عُمْرَتَهُ
- يَا لَلرِّجَالِ وَبَيْنَ الْحِجْرِ وَالْحَجَرِ
إِنَّ الْحَرَامَ لِمَنْ تَمَّتْ كَرَامَتُهُ
- وَلَا حَرَامَ لِثَوْبِ الْفَاجِرِ الْغُدَرِ
نص حلف الفضول
قام الزبير بن عبد المطلب القرشي بالدعوة إلى حلف الفضول حيث قال: "ما لهذا منزل"، فقام كل من تيم بن مرة، وزهرة، وهاشم بالاجتماع في دار عبد الله بن جدعان القرشي حيث كان سيد قبيلة قريش، وقام بصنع الطعام لهم، وكان ذلك في شهر ذي القعدة؛ فتم التعاقد والتعاهد بالله أن يكونوا يداً واحدةً مع الشخص المظلوم على الظالم.
وذلك ليرجع إليه حقّه ما بل بحر صوفة، وما رسا حراء وثبير مكانهم، واتفقوا على التأسي في المعاش، فقامت قريش وسمت هذا الحلف بحلف الفضول، حيث قالوا: "لقد دخل هؤلاء في فضل من الأمر"، ثم ذهبوا إلى العاص بن وائل فأخذوا منه تجارة الزبيدي ودفعوها إليه، وقال الزبير بن عبد المطلب القرشي:
حلفت لنعقدن حِلْفًا عَلَيْهِمْ
- وَإِنْ كُنّا جَمِيعًا أَهْلَ دَارِ
نسمّيه: الفضول إذا عقدنا
- يعزّبه الْغَرِيبُ لَدَى الْجِوَارِ
وَيَعْلَمُ مَنْ حَوَالِي الْبَيْتِ أَنّ
- أُبَاةُ الضّيْمِ نَمْنَعُ كُلّ عَارِ