تعريف بسورة الفرقان
تعريف بسورة الفرقان
معلومات عن سورة الفرقان
تُعدُ سورة الفرقان من السور المكيّة، وجاء عن ابن عباس وابن الزُّبير أنها نزلت في مكة، وتبلُغ آياتها سبعٌ وسبعون آية، وهي السورة الخامسة والعُشرون حسب ترتيب المُصحف، وهي السورة السادسة في المجموعة الثالثة من قسم المئين، وجاء عن ابن عباس وقتادة أنها مكية إلا ثلاثُ آياتٍ منها فقد نزلت في المدينة، وقال الضحاك: إنها مدنيّة إلا أولها فهي مكيّة، وقيل: إنها مكية إلا آية ثمانية وتسعةٌ وستون، والآية سبعون منها فهي مدنيّة، وأمّا عدد كلماتها فتبلُغ ثمانُ مئة واثنين وسبعون كلمة، وأمّا عددُ حُروفها فتبلُغ ثلاثةُ آلاف وسبعُ مئة وثمانين حرفاً.
تسمية سورة الفرقان
سُمّيت سورة الفُرقان بهذا الاسم؛ لِوقوع لفظ الفُرقان فيها ثلاث مرات، فقد وردت في أولها، وأوسطها، وآخرها، وأطلق المؤدبون من أهل تُونس عليها اسم تبارك الفُرقان، ويُطلق العُلماء لفظ الفُرقان على القُرآن؛ أي أن كلامه فارقٌ بين الحق والباطل، والفُرقان مصدرٌ يُطلقُ على القُرآن فصار علماً عليه، لِقولهِ -تعالى-: (تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً).
وجاء في سبب تسميتها بهذا الاسم؛ لأن الله -تعالى- ذكر في بدايتها الكتاب المجيد الذي أنزله على رسوله، فكان نعمة البشر الكُبرى، كما أن الله -تعالى- فرّق به بين الحق والباطل والكُفر والإيمان، فاستحق أن يُطلق عليه فُرقاناً؛ ليكون تخليداً له ولذكره، ويُثبت ذلك أن السورة تدور حول إثبات صدقه، وبيان عاقبة المُكذبين به.
نزول سورة الفرقان
تُعدُ سورة الفُرقان من السور المكيّة، وكان نُزولها بعد سورة يس، في السنة العاشرة من بعثة النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-، فهي من السور التي نزلت بين الهجرة إلى الحبشة وبين رحلة الإسراء والمعراج ؛ وتميزت هذه الفترة بقسوة المُشركين على الإسلام والمُسلمين، فكانت من باب الإيناس للنبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-، والتطمين له.
وجاء عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنّ السبب في نُزول آية: (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ)، أنها نزلت عندما قام المُشركون بتعيير النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- بالفقر، فحزن النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-، فنزل عليه جبريل -عليه السلام- وقال: "السلام عليك يا رسول الله، ربُّ العزَّة يُقرئك السلام، وقرأ عليه الآية، فسمعا صوتاً، فقال جبريل -عليه السلام-: يا محمد، فتح باب من أبواب السماء ولم يكن فتح قبل ذلك اليوم، وإني أخاف أن يعذب قومك عند تعييرهم إياك بالفاقة، فبشره أنه رضوان يُبشره بالرضا من الله، وقال للنبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: يا محمد، ربُّ العزَّة يقرئك السلام، ومعه سقط من نور يتلألأ، ويقول لك ربك: هذه مفاتيح خزائن الدنيا مع ما لا ينتقص لك مما عنده في الآخرة مثل جناح بعوضة".
تناسب سورة الفرقان مع السورة التي قبلها
تناسبت سورة الفُرقان مع السورة التي قبلها وهي سورة النور ، في عددٍ من المواضيع، ومنها ما يأتي:
- انتهت سورة النور بالحديث أنّ الله مالك السماوات والأرض، وبدأت سورة الفُرقان بالحديث عن تعظيم الله الذي له ملك السموات والأرض من غير ولد ولا شريك في الملك، كما ذكر الله -تعالى- في آخر سورة النور وُجوب طاعة النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-، ووصفت سورة الفُرقان طريق هذه الطاعة؛ وهو القُرآن الكريم المُرشد إلى أفضل الطُرق.
- تحدثت سورة النور عن توحيد الألوهيّة ، وأحوال السماء والأرض، وإنزال المطر، وأحوال الحيوانات، وذكرت سورة الفُرقان بعض المخلوقات التي تدُل على التوحيد، كالظل، والليل، والرياح، والماء.
- الحديث في كلتا السورتين عن أعمال الكافرين والمُنافقين يوم القيامة، وأنها تكون باطلة.
- الحديث في سورة النور عن القضاء، وبدأت سورة الفُرقان بالثناء على الله الذي يكون له المُلك والفصل المُطلق.
- الحديث في سورة النور عن كثيرٍ من الأحكام، كحُكم الزنا، والِلعان، والاستئذان، والحجاب، ثُمّ ذكرها عن المُنافقين وما يضمرونه للمُسلمين، فكانت هذه التوجيهات والأحكام الربانيّة بمثابة الفُرقان للمؤمنين، فذكر الله -تعالى- في بداية سورة الفُرقان أنه الفُرقان الذي فَرّق الله -تعالى- به بين الحق والباطل، وبين الإيمان والكُفر، وتحذير المُسلمين من المُنافقين والتشبه بهم.
- الحديث في كلتا السورتين عن العقيدة الإسلاميّة الصحيحة بجوانبها الثلاث الإلهيات، والنبوات، والسمعيات، مع ذكر الأدلة على كُلِ واحدةٍ منها.
مواضيع سورة الفرقان
تناولت سورة الفُرقان العديد من الموضعات، ومنها كما يأتي:
- امتنان الله -تعالى- على عباده بإنزال القُرآن عليهم، وتنزيه الله عن الولد والشريك، وذم الأوثان، وذكرها لطعن المُشركين في الأنبياء والمُرسلين، وطلبهم للمُعجزات منهم.
- إذلال المُشركين بالعذاب، وعزة المؤمنين بالجنة، وخطاب الله -تعالى- مع ملائكته يوم القيامة يكون فيه تهديد للكافرين والطُغاة، وتبشير المُجرمين بالعُقوبة، وبُطلان أعمال الكافرين عند نصب الموازين.
- بشارة المؤمنين بمكانتهم في الجنة، كما تحدثت عن انشقاق السماء، وندامة الظالمين يوم تتحدث أعضائهم، وحديثها عن بعض أحوال الأُمم السابقة.
- الثناء على الله -تعالى-، وتقريرها أن النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- مبعوثٌ من الله -تعالى-، وأنّ الله مالك السماوات والأرض من غير شريكٍ أو ولد، وأن خلق الكون على أدق ترتيبٍ وحِساب.
- الحديث عن الكافرين الذين يتخذون آلهةً من دون الله لينفعوهم، فبينت الآيات أن هذه الآلهة لا تضر نفسها أو تنفعها، ولا تملك الموت ولا الحياة ولا النُشور.