تعريف بسورة الطور
التعريف بسورة الطور
سورة الطور من السور المكية ، عدد آياتها تسعة وأربعون آية، وهي بالنزول بعد سورة السجدة، أما ترتيبها في القرآن الكريم فهي السورة رقم (52) بعد سورة الذاريات وقبل سورة النجم، تحدثت السورة عن جزاء المؤمنين والمشركين يوم الحساب، كما ركّزت سورة الطور كباقي السور المكية على الحديث عن الأمور العقدية الثابتة كالوحدانيّة والوحي والرسالة والبعث والحساب والجزاء.
سميّت سورة الطور بهذا الاسم على اعتبار التسمية بالإضافة، بمعنى أنَّها سميت بهذا الاسم إضافة إلى ذِكر الطور فيها، حيث أقسم الله -تبارك وتعالى- بالطور في مطلع السورة الكريمة.
ذكر ابن عباس في سبب نزول سورة الطور: أنَّ قريشاً لما اجتمعوا في دار الندرة للبحث في أمر النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال قائل منهم: احبسوه في وثاق ثم تربصوا به المنون حتى يهلك كما هلك من قبله من الشعراء زهير والنابغة، فإنما هو كأحدهم؛ فأنزل الله -تبارك وتعالى- في ذلك قوله سبحانه: (أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ).
مقاصد سورة الطور
تتضمن سورة الطور عدداً من المقاصد منها ما يأتي:
- التهديد والوعيد بأنَّ عذاب الله -تبارك وتعالى- لا بدّ أنَّه واقع، وأنَّ يوم القيامة لا محالة سيكون يوم عذاب للمشركين المكذبين بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وما جاء به -عليه الصلاة والسلام- من إثبات للبعث، وبسبب تكذيبهم بالقرآن الكريم، وقولهم إنَّه سحر.
- بشرى للمؤمنين المتقين، وبيان صفة النعيم الذي سيخلدون فيه.
- الثناء على إيمان المؤمنين وخشيتهم لله -سبحانه وتعالى-، وبيان ثناء المؤمنين على الله بما منّ عليهم.
- تسلية النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإبطال أقوال المشركين فيه وانتظارهم موته.
- تحدي فصحاء العرب عن القدرة على الإتيان بمثل القرآن الكريم، وبيّان أنَّه معجزة الحبيب -عليه السلام- الخالدة.
- بيان كذب المشركين حين ادّعوا القدرة على إعادة الخلق، وقالوا إنَّ الملائكة بنات لله -تبارك وتعالى-.
- إبطال تعدد الآلهة وبيان وحدانية الله -تبارك وتعالى-.
- إعانة النبي -صلى الله عليه وسلم- ووعده بالتأييد، وأمره بشكر ربه -سبحانه وتعالى- في جميع الأوقات، وعدم الحزن بتكذيب المكذبين وإعراضهم عن الإيمان بالله -تعالى-.
ما يستفاد من سورة الطور
يمكن لمتدبر سورة الطور استخلاص مجموعة من الفوائد، من أهمها ما يأتي:
- قسم الله -عز وجل- في أول سورة الطور بخمسة أشياء، وهذا يدل على أنَّها عظيمة.
- بيان ما أعده الله -تعالى- للمتقين من النعيم والجنات، بالإضافة إلى ما يتلذذون به من أصناف النعيم.
- دعوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المداومة على تبليغ رسالته.
- توبيخ الكافرين والمشركين وتسفيه معتقداتهم الفاسدة وبيان ضلالهم.
- إبطال وتفنيد أكاذيب الكافرين الجاحدين؛ وذلك بإعادة الخلق و ببعثة الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
- تأكيد حقيقة البعث والقيامة ويوم الدين، مع تقديم بعض مشاهد من يوم الدين للكافرين الجاحدين، وبعض مشاهد للمؤمنين المتقين.