تعريف الذكاء اللغوي
الذكاء اللغوي في "نظرية الذكاءات المتعددة"
قام العالم هاورد جاردنر بوضع "نظرية الذكاءات المتعددة "، إذ يعتقد هاورد أنه لا يمكن أن يوصفَ الذكاء بمصطلحٍ واحدٍ، بل وفقًا لاختلاف الناس وقدراتهم فإن هناك 7 أنواع للذكاء منها الذكاء اللغوي.
تعريف الذكاء اللغوي (linguistic intelligence)
يُعَرَّف الذكاء اللغوي بأنه مستوى قدرة الفرد على استخدام اللغة بشكل جيد، أو تعلم لغة جديدة، يشمل ذلك التمتع بحصيلة مفردات لغويّة كبيرة، والقدرة على الاستفادة من هذه الحصيلة، واستخدامها على أفضل وجه.
سمات الطفل المُتميز بالذكاء اللغوي
يمكن ملاحظة الطفل الذكيّ لغويًّا، فهذا النوع من الذكاء يسهل ملاحظته، وفيما يلي بعض نقاط القوة (المِيزات) التي تشير لمستوى ذكاء لغويٍّ عالٍ لدى الطفل:
- يحب الكلام.
- يحب سرد القصص والاستماع إليها.
- يحب القراءة والكتابة.
- يحب الألعاب التعليمية التي تضيف إلى المخزون اللغوي لديه مثل: أحجيات الكلمات المتقاطعة، وتركيب الجمل والمسابقات.
- يتميز بقوة الذاكرة، والقدرة على تعلم المجالات المعرفية المختلفة، ويحفظ الأمثال والطرائف بسرعة.
- يُظهر قابلية لتعلم أكثر من لغة، ويستطيع تذكر الكلمات الجديدة واستعمالها بسهولة، ويستمتع بذلك، ويقول البعض أن الطفل الناطق بأكثر من لغة يملك ذكاءً لغويًّا عاليًا، ولكن هذا ليس شرطًا لازمًا.
- يجادل ويناظر ويُكثر من النقاش حول ما يفكر فيه أو يقرؤه أو يسمعه.
- يُعبِّر عن رأيه، ويصف الأشباء بوضوح، ويستطيع أن يختصر الكلام أو يطيله ويكون مُتَحَدّثًا جيدَا (good public speaker).
الفروقات الفردية
تظهر فوارق بين قدرات الأفراد، وإتقانهم لمهاراتٍ معيَّنة، حسابية كانت أو لغوية أو غيرها، ولكن بعض المُختَصّين والباحثين في مجال التعليم و الفروقات الفردية لا يُفضِّلون استعمال العبارات التصنيفيّة (ضعيف، محدود الذكاء، ذكي، غبي) بشكل قاطعٍ، وذلك لأن الفرد الذي يُظهِر قدرةً مُتَدَنّية في جانبٍ ما، قد يتبين لاحقًا أنه أقوى ذكاءاته، هذا إذا أُتيحت له الفرصة لِيَتعلَّم وينمو بشكل سليم، ويُبرِز ما لديه.
تنمية الذكاء اللغوي لدى الفرد
من الممكن أن يُطوّر الإنسانُ مهاراتِه، ويزيد ذكاءه في الجانب اللغوي وغيره نِسبيًّا ليصل لمستوىً مقبول، ولكن علينا معرفة العوامل التي تحدد الذكاءات للفرد، ومُحَفِّزات الذكاء اللغوي ومُثبِّطاته.
العوامل التي تُحدِّد نمو الذكاء
هناك عدة عوامل تُحدّد نمو الذكاء اللغوي أهمها:
- العوامل البيولوجية: تشمل الوراثة، والأمراض التي يعاني منها الشخص، وأي خلل عضوي حدث قبل الولادة أو بعدها.
- تاريخ الحياة الشخصي: يشمل كل الخبرات التي مرّ بها الفرد مع الوالدين والمُدَرِّسين والأصدقاء، والمواقف الاجتماعية، منذ طفولته حتى اللحظة التي يعيشها.
- البيئة المُحيطة بالفرد في كل فترة من حياته: تشمل المكان والزمان الذي وُلِد فيه الفرد وعاش، والظروف الاجتماعية والسياسية والمادّيّة التي أحاطت بالفرد في كل مرحلة من حياته.
مُنَشِّطات الذكاء اللغوي ومُثبِّطاته
هناك عوامل تؤثر في نمو وظهور الذكاء اللغوي إيجابًا أو سلبًا منها:
- الخلفية الاجتماعية، وعوامل أسرية كأن يولَد شخص لأم أو أب إعلاميٍّ أو كاتب فيكون لهذا أثر في تنمية ذكائهم اللغويّ.
- المواقف التي يتعرض لها الفرد كأن يتعرّض للتوبيخ بسبب كتابة موضوع إنشاء لم يُعجب مُدرِّس اللغة، أو تعرّض الطفل للإحراج من المعلِّم بسبب نطقه الخاطئ في اللغة الأجنبيّة، ومن الجدير بالذكر أن مثل هذه المواقف قد يؤدّي إلى توقف نمو الذكاء اللغوي لدى الفرد أو تراجعه، ما لم يتم السعي لعلاج الأثر الذي خلَّفته هذه المواقف على الفرد.
وعند تعلم لغة جديدة، أو حتى عند وجود ضعف في اللغة والقدرة على استخدامها، يسعى الفرد أو ذَووه لتحسين مستواه وتطوير قدراته اللغوية، ومما يفيد في تحقيق ذلك الهدف تشجيع المُتَعلِّم، واستخدام أساليب ممتِعة يُحبها في تعلُّم مهارات التواصل (القراءة والكتابة والمحادثة والاستماع).