تعريف الثقافة الإسلامية
مفهوم الثقافة الإسلاميّة
سيتم توضيح مفهوم الثقافة الإسلامية لغة واصطلاحًا على النحو الآتي:
- مفهوم الثقافة لغةً
إن مفهوم كلمة ثقافة في اللغة العربية أصلها كلمة ثقف، وتعني تقويم الاعوجاج والاستقامة، ويقال للرمح إذا تم تعديل اعوجاجه بثقف الرمح، ومن معاني كلمة الثقافة الحذق وسرعة الفهم، وأخذ العلم على أتم وجه.ومما لا شك فيه أن أخذ العلم والفهم والمعرفة هو تعديل للإنسان وتهذيب له وصياغة جديدة لشخصيته.
- مفهوم الثقافة الإسلامية اصطلاحًا
هي المعرفة الشرعية، والإحاطة بأمور الدين الحنيف بحيث تكون هذه الثقافة طريقة لحياة المسلم، تشتمل على علم المسلمين بدينهم، وعملهم به وتكوين الفكر الإسلامي القائم على الفهم الصحيح للكتاب والسنة، وبالتالي ينبثق لدى المسلم سلوك يتسم بالاعتدال أي أنها منهج الحياة المتكامل للفرد المسلم.
خصائص الثقافة الإسلامية
للثقافة الإسلامية خصائص ميزتها عن باقي الثقافات الأخرى، حيث جعلتها ذات شخصية مستقلة وصبغة متفردة، وفيما يأتي بيان هذه الخصائص:
ربانية المصدر
تعتمد الثقافة الإسلامية على الوحي من الكتاب الذي أوحى به الله-تعالى- إلى سيدنا محمد-صلى الله عليه وسلم-، بعيدة عن الفكر الفلسفي، وأن هذا المصدر الرباني يتسم بالخلود والصدق والصحة، لأن الكتب السماوية الأخرى دخلها بعض التحريف مما سلب منها هذه الميزة، وبقي القرآن الكريم متفردًا بها، فقد قال-تعالى-: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ).
الثبات
وتعني هذه الخاصية بثبات المصدر المنبثقة منه الثقافة الإسلامية، ووحدة رسالته وهي الإيمان بوحدانية الله -عز وجل- وبوجوده، وقدرته، وكل صفاته وأسمائه، فهذه عقيدة ثابتة لا تتغير؛ أما ثمرة هذه الخاصيّة ضبط حركة الإنسان، وتقييد تصرفاته ضمن إطار محدد وهو لا يتخلى عن الموازين الإلهية.
الشمول
تميزت الثقافة الإسلامية بالشمول؛ لأنها قدمت تصورًا اعتقاديًا كاملًا للفرد، ومنهجًا شاملًا لكل مناحي الحياة، وصالح للتطبيق في كل زمان ومكان، وهذا التصور الشامل يرد الإنسان إلى خالقهِ، فيتلقى منه العقيدة والمبادئ والقيم الثابتة، كما يستطيع الإنسان العيش في إطار هذا التصور لآخرته ودنياه معًا.
التوازن
أي أنها ثقافة لا إفراط فيها ولا تفريط، ولا مغالاة ولا تقصير، والثقافة الإسلامية بهذه الصفة توازن بين عبودية الإنسان لله الواحد -تبارك وتعالى-، وبين مقام الإنسان الكريم في الكون.
فالثقافة الإسلامية هي ثقافة معتدلة، وتقف وسطا بين الثقافات، ولأن الوسطية منهج الإسلام، فقد جاءت الثقافة الإسلامية متماشية مع أصل الدين وفكره القويم؛ والثقافة الإسلامية تخرج أجيالا معتدلة التفكير بعيدة كل البعد عن التطرف الفكري.
وثقافتنا الإسلامية تكسب الشخصية الإسلامية المرونة والقدرة على التكيف مع معطيات الحياة، كما أنها أيضا تمنحنا التوازن؛ لأن شريعتنا هي شريعة متوازنة تجمع بين الحاجات الروحية والحاجات المادية، فليس في الدين حجر على الإنسان أو تضييق على حريته، بل هو دين فيه من التنوع ما يجعله الدين الفطري الذي يتناسب مع الناس جميعا.
الإيجابية
توضح هذه السمة بأن الإنسان يعبد الله-تعالى- له صفات وأسماء وكل هذه الصفات والأسماء تدل بمضمونها على الفاعلية والإيجابية، كالرزاق،البصير، السامع؛ والثقافة الإسلامية إيجابية لأنها تكلف الفرد وفقًا لإمكانياته ومواهبه وقدراته، وتحذر يشده من التخاذل والتكاسل، فلهذا فلس المسلم في عرف الثقافة الإسلامية إنسانًا سلبيًا، بل يعيش لأمته، ويسعى جاهدًا لتغيير كل واقع لا يخضع لحكم الله، ولا يدين بدين الحق.
أهمية الثقافة الإسلامية
للثقافة الإسلامية أهمية كبيرة في حياة الفرد المسلم، وسيتم بيان ذلك على النحو الآتي:
- تعتبر منهجًا ربانيًا كاملًا يسع الحلول لجميع المشكلات التي تعرض للبشر في مسار حياتهم.
- تعتبر سبب السعادة في الدنيا والآخرة بالنسبة لمن التزم بها، وسبب شقاء فيهما بالنسبة لمن أعرض عنها.
- هذا المنهج يقيم الأسس الاجتماعية على الشعور الأخوي، وعلى رحمة الإنسان لكل حي، وعلى أساس التساوي بين الناس، فلا مفاضلة إلا بالتقوى.
- هي السبيل الوحيد للإجابة على جميع التساؤلات التي حيرت الإنسانية الضالة زمنا طويلا بسبب مصدريها الكتاب والسنة النبوية.