تعريف التكنولوجيا
تعريف التكنولوجيا
التكنولوجيا هي كلمة يونانيّة الأصل، تتألّف من مقطعين، وهما: "تكنو"، التي تعني فن، أو حرفة، أو أداء، أمّا المقطع الثاني فهو "لوجيا"، أي دراسة، أو علم، وبذلك فإنّ كلمة تكنولوجيا تعني علم المقدرة على الأداء، أو التطبيق.
تُعرَّف التكنولوجيا كذلك بأنَّها مصدر المعرفة المكرّسة لصناعة الأدوات، وإجراء المعالجة، واستخراج المواد، ويُعدّ مصطلح التكنولوجيا من المصطلحات الواسعة التي تتباين في فهمها بين الأفراد، ويتّم استخدامها لإنجاز المهام المختلفة في الحياة اليوميّة؛ لذا يُمكن وصفها على أنّها المنتجات، والمعالجات المُستخدمة لتبسيط الحياة اليوميّة.
وتُعد التكنولوجيا تطبيقًا للعلوم المُستخدمة لحل المشكلات، ويُشار إلى أنّ التكنولوجيا والعلوم موضوعان مختلفان عن بعضهما بعضًا، ولكنهما يعملان معًا لإنجاز مهام مُعينة، أو حل المشكلات.
يُمكن تطبيق التكنولوجيا في جميع مجالات الحياة اليوميّة، إذ تُستخدم في العمل، والاتصالات، والنقل، والتعليم، والتصنيع، والتجارة، وغيرها من الاستخدامات التي تُفيد الإنسان إذا تمّ استخدامها بشكل صحيح، وتضره إذا تمّ استخدامها بشكل خاطئ.
تاريخ وتطور التكنولوجيا
مرّت التكنولوجيا بكثير من التّطورات عبر العصور، فكانت التكنولوجيا متواجدة طالما تواجد الإنسان، وكانت أبرز التطورات التكنولوجية في التاريخ كالآتي:
- العصر الحجري
ظهرت أول أشكال التكنولوجيا في العصر الحجري، وكانت بتحويل أدوات طبيعية لأدوات مُفيدة يستخدمها البشر كالعصي والحجارة.
- العصر الحجري الحديث
تطورت الأعمال البشرية كثيرًا في الفترة 3000-500 قبل الميلاد، وظهر العديد من الحرفين والخبراء الذين طوّروا أدوات لخدمة البشر، وهذه نقطة التحول التكنولوجي الأولى في التاريخ.
- العصور الوسطى
خلال العصور الوسطى المُمتدة ما بين أعوام 500-1500 قبل الميلاد ازداد عدد سُكان الأرض كثيرًا، وظهرت الكثير من الحِرف والأعمال، ومنها ظهرت أدوات وآلات تكنولوجية بسيطة تخدم هذه الأعمال.
- العصر الإسلامي
توسّع العالم الإسلامي عسكريًا ومساحةً بعد القرن السابع الميلادي، ومع هذا التوسع انتشرت اختراعات تكنولوجية وعلميّة كثيرة بواسطة التّجارة والبعثات العلمية، وكان العلماء المُسلمين مصدر هذه التكنولوجيا، أصبح العالم الإسلامي حضارة ذات طاقة توسعية هائلة في القرن السابع.
من وجهة نظر الانتشار التكنولوجي، تكمن أهمية الإسلام في الاستيعاب العربي للإنجازات العلمية والتكنولوجية للحضارة اليونانية، والتي أضافت إليها إضافات مهمة، وأصبحت التكنولوجيا تنتشر من خلال الاتصالات التجارية مع بلاد الشام وشمال إفريقيا.
- الثورة الصناعية
اعتُبرت النهضة التكنولوجية الفعلية فترة عصور النهضة، وخاصةً اختراع المُحرّك البخاري عام 1709 ميلاديًا، بهذا الاختراع تطورت جميع الآلات وأُدخل نظام الأتمتة شيئًا فشيئًا في جميع الصناعات وأشكال التجارة، ثم اخترعت المحركات البخارية ومحركات الوقود، وتم اختراع الكهرباء ليتغير شكل العالم تكنولوجيًا وعسكريًا .
- العصر الحديث
خلال العصور الحديثة وفي آخر العقود اختُرِعت أعداد هائلة من الآلات التكنولوجية المُفيدة للبشرية، أبرزها الإنترنت وعلوم الفضاء والتكنولوجيا النووية، وغزت التكنولوجيا المستوى المعيشي وطريقة العيش لكثير من المُجتمعات، وأصبحت العلاقة الرئيسية في تطور أي حضارة أو دولة تُعبّر عنها التكنولوجيا.
فوائد التكنولوجيا
هُناك العديد من الفوائد للتكنولوجيا في حياتنا ، والتي تعود بالنفع على الفرد والمجتمع، ومن ضمن هذه الفوائد ما يأتي:
التواصل مع الآخرين
ساهمت شبكة الإنترنت والأجهزة المحمولة في التواصل مع أي شخص في العالم، وإقامة علاقات مع أشخاص على مسافات بعيدة.
زيادة فرص العمل
ساعدت التكنولوجيا وأجهزة الكمبيوتر في زيادة فرصة القيام بالعديد من الوظائف عن بعد، حيث أصبح العديد من الأشخاص قادرين على العمل من المنزل في الأوقات التي يفضلونها.
زيادة الثروة المعلوماتية
أصبح بالإمكان الوصول إلى جميع أنواع المعرفة بسهولة ويسر، فلم تعد الكتب الوسيلة الوحيدة للمعرفة.
زيادة الترفيه
أصبح لدى الأشخاص خيارات رائعة من الأفلام، والعروض، والألعاب، والموسيقى، وغيرها من الخيارات المتوفرة في جميع الأوقات.
توفير الوقت والجهد
أصبح بالإمكان إجراء العمليّات الحسابيّة المعقدة بسرعة فائقة، هذا كما تمّ تحقيق إنجازات طبيّة، وكيميائيّة، وفلكيّة بسبب أجهزة الكمبيوتر، ولم يقتصر الأمر على ذلك فقد وفّرت التكنولوجيا السيارات، والغسالات، والخدمات المصرفيّة، والعديد من الأجهزة الأخرى التي ساعدت على توفير الوقت والجهد.
أضرار التكنولوجيا
هُناك العديد من الأضرار للتكنولوجيا في حال استخدمت بشكل خاطئ، ومن ضمن هذه الأضرار ما يأتي:
التلوث
أدّى الاستخدام المُفرط للتكنولوجيا إلى زيادة النفايات في البيئة، الأمر الذي أدّى إلى التلوث، إذ إنّ زيادة عدد المركبات، وما ينتج عنها من انبعاثات يُعدّ أحد الأسباب الرئيسيّة في تلوث الهواء، كما أنّ الاستخدام المفرط للمبيدات الحشريّة الزراعيّة أدّى إلى تآكل التربة.
هدر الوقت
ساهمت التكنولوجيا في إضاعة الوقت والطاقة بأعمال غير منتجة، فعلى سبيل المثال، أتاحت التكنولوجيا للأشخاص التصفح على الإنترنت؛ للحصول على المعلومات المطلوبة، لكن بعض الأشخاص يدمنون الأنشطة المتنوعة المتاحة على الإنترنت؛ كاللعب، والتصفح، وغيرها من مُهدِرات الوقت.
التبعية المفرطة
ساهم الاعتماد المُفرط على التكنولوجيا في جميع المهام إلى الشعور بالعجز، وعدم القدرة على الإنجاز في حال عدم توفر الوسائل الحديثة.
التأثير على الصحة
تساهم التقنيات الحديثة في التأثير على الصحة، إذ إنّ الضوضاء الناتجة عن أصوات المركبات والمصانع تؤثر على الحواس السمعيّة عند الإنسان، كما أنّ الاستخدام المُفرط للهواتف المحمولة يؤدي إلى مشاكل صحيّة متعددة؛ كالتوتر، والإجهاد، وغيرها من المشاكل.
تطبيقات على التكنولوجيا
تطورت التكنولوجيا كثيرًا في السنوات الأخيرة، واعتمدت على أدوات عديدة، مثل: الإنترنت، والبريد الإلكتروني، والمُكالمات المُعالجة، وجداول البيانات، وقواعد البيانات الإلكترونية، والأتمتة، وتحولت هذه التكنولوجيا لأمر يسود الحياة ولا يُمكن الاستغناء عنها في الأعمال التجارية والحياة العامة، كما أصبح للتكنولوجيا الكثير من التطبيقات مثل:
- تقنيات الاتصال
تٌعد الاتصالات البعيدة المدى أهم تطبيقات التكنولوجيا الحديثة، وأحدثت هذه الاتصالات ثورة كبيرة في مجالات العمل، فالشركات قديمًا كانت تعتمد على الفاكسات والبريد العادي والاتصالات الهاتفية، أما حاليًا فتبدلت بالاتصالات المرئية والبريد الإلكتروني والرسائل النصية وبرامج الدردشة، مما قلل من التكلفة المادية ومن الزمن اللازم للقيام بالعمل.
- العمل المكتبي
أثرت التكنولوجيا على طريقة العمل، فأصبح القيام بجميع الأعمال والمكالمات مُتاحًا من المكتب، واستخدامها تحول لأمر روتيني واعتيادي لأغلبية الموظفين، مما أدى لتحول كامل بتفضيل العمل المكتبي السريع عن العمل الميداني.
- حفظ السجلات واسترجاعها
تحولت طريقة حفظ الملفات بفضل انتشار التكنولوجيا ولمعظم الشركات لقواعد البيانات الإلكترونية، بدلاً من الملفات الورقية، فأصبح الوصول للمعلومات وتخزينها سهل جدًا، كما أصبح التعامل مع الموظفين وبيئة العمل يسيرًا وسريعًا.
- العمل اللامركزي والحوسبة السحابية
سهّل انتشار التكنولوجيا و أجهزة الحاسوب المحمولة واللوحية وأجهزة الهواتف الذكية على تغيير فكرة مكان العمل، فأصبحت بيئات العمل أكثر مرونة، ومن المُمكن إنجاز جزء كبير من الأعمال في المنزل، أو الانتقال للعمل الحر، واستفاد هذا التوجه باعتماد تخزين المواد والتطبيقات على خادم واحد سحابي.
- التحليلات وهياكل القرار الجديدة
ساعدت التكنولوجيا بإيجاد أدوات حديثة لجميع وظائف الأعمال المُختلفة، فمثلًا يتطلب التسويق من المتخصصين استخدام أدوات كثيرة وبشكل روتيني لتحليل أعمال ونشر الإعلانات، وحاليًا تتوفر هذه الخصائص كُلها ببرنامج واحد يوفر جميع الأدوات اللازمة، وتوجد برامج خاصة بموظفي الموارد البشرية تتبع طلبات التوظيف وأداء الموظفين بشكل أوتوماتيكي.
- أمن المعلومات
تُعدُّ حماية بيانات العملاء والأعمال أحد أهم الأمور في مجالات العمل المُختلفة، ومع تطور التكنولوجيا انتشرت الهجمات الإلكترونية الأمنية على الشركات، ولكن توفرت الكثير من البرمجيات والتطبيقات لحماية معلومات الشركات.
- الأتمتة والروبوتات
تطورت التكنولوجيا بشكل كبير، ودخلت الأتمتة في مُعظم الأعمال تقريبًا، ففي القطاع الصناعي الحديث عملت الروبوتات جنبًا لجنب مع العمال، وأصبح وجودها بأعداد مُتزايدة في المستودعات، والأعمال اللوجستية، وحتى في المجالات الأمنية والصحية.