تعريف التسامح الفكري
التسامح الفكري
هو تقبل واحترام آراء الآخرين فكرياً من النواحي الثقافية، والاجتماعية، والسياسية، والدينية لتعزيز مفهوم العفو عند المقدرة والتصالح والتعايش السلميّ بين الأفراد والمجتمعات، والعمل على رفع المستوى الأخلاقي والإنساني بينهم، وهذا لا يعني تبني أفكار ومعتقدات الآخر، وإنما تقبلها والتسامح معها، فالتكوين المجتمعي يحتاج إلى ذلك بسبب اختلاف معتقداته، وعاداته، ودينه، وطوائفه، وبالتالي يتولد التنوع الفكري تحت إطار الحرية والديموقراطية.
أهمية التسامح الفكري
يكمن التسامح الفكري في القلوب وتحقيق القيم الفضلى لكونه فرصة لغرس معاني الحب، والعفو، والازدهار المجتمعي، والاقتصادي، والعاطفي، ويخلق مجتمعاً يشعر به الناس بالتقدير والاحترام من خلال رفع الوعي الثقافي والأخلاقي، ولكل شخص فيه أفكاره وأحلامه التي لا يتدخل فيها أحد، كما يعد التسامح الفكري مهماً لأنه يشمل جانباً أساسياً لبناء مجتمع صحي وحيّ، ويضمن بناء المجتمعات عن طريق القضاء على التعصب بجميع أشكاله، والامتثال لله عز وجل، والشعور بالسكينة والاطمئنان والراحة النفسية.
كيفية إثراء مفهوم التسامح الفكري في المجتمعات
يمكن إثراء مفهوم التسامح الفكري في المجتمعات من خلال عدة طرق، أهمها ما يأتي:
- الاستماع: فهو وسيلة للتفاهم والاحترام بإعطاء مجال للشخص الآخر للتعبير عن رأيه بكل سلاسة وحرية.
- إعطاء مساحة للتفكير: وتتمثل هذه العملية من خلال التفكير في وجهة نظر الشخص الذي يناقشه الفرد، وفي استيعاب السبب الذي جعله يفكر بهذه الطريقة.
- التعلّم: وذلك عن طريق البحث عن معلومات جديدة والتعرّف على حياة الآخرين ورفع المستوى الثقافي.
أمثلة على التسامح الفكري
هناك العديد من الشخصيات المؤثرة التي رسّخت مفهوم التسامح الفكري في أذهان أفراد المجتمعات، نذكر بعضًا منهم فيما يلي:
- مهاتما غاندي: تمكّن مهاتما غاندي من مقاومة أحكام بريطانيا العظمى التي فرضت الضرائب، عن طريق إيمانه بالتسامح وعدم اللجوء إلى العنف، واستطاع الوصول إلى حقوقه المشروعة من خلال المقاومة السلمية.
- نيلسون مانديلا: والذي كان رئيسا لدولة جنوب إفريقيا، وهو من الشخصيات التي مثّلت مفهوم الإنسانية والرحمة، فقد سجن لمدة 27 عاماً من أجل مقاومة التمييز العنصري ونشر التسامح والوئام في جنوب إفريقيا.
- ابن تيمية: يُعرف ابن تيمية بالتسامح والاحترام فهو لا يحمل الضغينة والحقد على أحد، وتوجد بعض المواقف التي تشهد تسامحه منها موقفه مع علي بن يعقوب البكري؛ فعندما ألّف ابن تيمية رسالة مختصرة بعنوان (الاستغاثة) وتشمل أحكام شرعية في الاستغاثة اختلف معه بعض العلماء وناقشوه بأسلوب محترم مدعم بالأدلة والبراهين، باستثناء الشيخ الصوفي علي البكري الذي كانت ردة فعله باتهامه بالكفر والخروج من ملة الإسلام؛ إلا أن ابن تيمية قابله بالتسامح والعفو والكرم.