تعريف الأمة
تعريف الأمة
إن الوصول لمعنى لفظة "أمة" يلزمه بيانها من عدة وجوه، كما يلزمنا الإلمام بدلالاتها التي وردت في العديد من النصوص، وفيما يأتي تلخيص لذلك:
- معنى الأمة في معاجم اللغة العربية
لقد جاء في معاجم اللغة العربية 18 معناً لكلمة أمة، منها: لواء الشيء، والأصل في كل شيء، والدين، والملة، والرجل المنفرد بالدين، وخلق اللَّه -تبارك وتعالى-، والملك، والنعمة، والعالم، والقوم، والجماعة من الناس أو جماعة العلماء.
- معنى الأمة في القرآن الكريم: وردت لفظة "أمة" في القرآن الكريم خمسين مرة، وجاءت تحمل عدة دلالات؛ وقد بلغت قرابة عشرة أوجه من المعاني اللغوية، منها: الجنس من الخلق، والسنوات الخالية، والرجل الجامع للخير، كما جاءت لفظة "أمة" تشير إلى مجموعة من الجوانب؛ والتي استخدمها القرآن الكريم فيها، وهي:
- الجانب التكويني: بمعنى الأصل، أو المرجع؛ ومثال ذلك ما جاء في كتاب الله -تبارك وتعالى-: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ).
- الجانب الاجتماعي: ومثال ذلك قوله -تبارك وتعالى-: (بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ).
- الجانب الديني: ومثال ذلك قوله -تبارك وتعالى-: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ).
- الجانب التاريخي: ومثاله قوله -تبارك وتعالى-: (وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا).
- الجانب السياسي: ومثاله قوله -تبارك وتعالى-: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ).
- معنى الأمة في الحديث الشريف
إن الناظر في كتب السنة يجد أن لفظة "أمة" وردت قرابة 380 مرة؛ وقد جاءت بمعاني قريبة من معاني القرآن الكريم، كالدلالة على الجماعة من الناس، والتفرد، والأجناس، وغيرها.
الفرق بين الأمة والدولة
إن لفظة "الأمة" ومدلولها أسبق من الدولة؛ التي لم تعرف قبل التاريخ المكتوب، بينما الأمم كانت قديمة الظهور، ويمكننا التفريق بين اللفظتين بما يأتي:
- الأمة
جماعة من الناس، تنتمي إلى عرق واحد، يشتركون بلغة واحدة، وتاريخ واحد، وأرض واحدة شهدت المكوث عليها زمناً طويلاً.
- الدولة
كيان فرضه الواقع القانوني؛ يشمل الأرض والشعب والسلطة، كما أن الدولة قد تجمع تحت ظلها عدة أمم؛ فتتوسع وقد تشمل عدد من الأقاليم المختلفة في العرق، والتاريخ، واللغة، والعقيدة .
أهمية الانتماء للأمة الإسلامية
تظهر أهمية الانتماء للأمة الإسلامية من عدة أمور، نذكر منها:
- الانتماء للأمة الإسلامية فيه رفعة، ونيل لعظيم الدرجة وعلو المنزلة.
- الانتماء للأمة الإسلامية انتماء للأنبياء والرسل -عليهم السلام- عامة، وللنبي -صلى الله عليه وسلم- خاصة.
- الانتماء للأمة الإسلامية يقود إلى الانتماء لدين الله -عز وجل-.
- الانتماء للأمة الإسلامية يُبعد الإنسان عن الغلو والتطرف، والحزبية والقومية، وما شابههما من الانتماءات.
مدح الله تعالى للأمة الإسلامية
لقد مدح المولى -تبارك وتعالى- الأمة الإسلامية في عدة نصوص شرعية، كما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك، وفيما يأتي ذكر لبعض منها:
- قوله -تعالى-: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا).
- قوله -تعالى-: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ).
- ما ثبت عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: ("كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ"، قَالَ: خَيْرَ النَّاسِ لِلنَّاسِ؛ تَأْتُونَ بهِمْ في السَّلَاسِلِ في أعْنَاقِهِمْ حتَّى يَدْخُلُوا في الإسْلَامِ).