تعبير عن الوقت
عرف الإنسان منذ بعيد الزمان قيمة الوقت وحرص على عدم هدره، لأنه يعد من الأشياء الثمينة التي إذا مرت لا تعوض ولا تعود؛ وقد قال الحكماء منذ زمن عن الوقت بأنه كالسيف إذا لم تقطعه قطعك، ولهذا عليك عزيزي القارئ أن تهتم بوقتك وأن تحرص على عدم هدره.
وأوصت الشريعة الإسلامية على الاهتمام بالوقت والتفاني في استغلاله الاستغلال الأمثل والأفضل، ولقد نصت أحاديث من السنة النبوية الشريفة على الاهتمام بالوقت والتنبيه من عدم إهداره، فقال صلى الله عليه وسلم:" لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال عن عمره فيمَ أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن عمله ماذا عمل فيه"، وبهذا تتضح أهمية الوقت الكبيرة في حياة الإنسان، وضرورة ملئه بكل ما هو نافع ومفيد.
إنّ إدراك قيمة الوقت وأهمية تنظيمه واستغلاله جيدًا أمر يؤدي دورًا مهمًا في حياتنا؛ فهو يساعدنا على تنظيم أنشطتنا اليومية وممارستها بإتقان وإخلاص كما ينبغي، لذا إذا فهمنا قيمة الوقت بشكل أفضل يمكننا اكتساب الخبرة وتطوير المهارات مع مرور الوقت، لذلك يجب عليك عزيزي القارئ أن تهتم بوقتك وتعزز العمل بجد، وألا تؤجل الأعمال الواردة لك في يومك وأن تقوم بعملها في حينها، فقال الحكماء في هذا الموضع من الحديث لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد.
إن الحياة اليوم مليئة بالمشاغل الكثيرة ويشتكي الناس في عصرنا من ضيق الوقت، ولكن في الماضي لم تكن الناس تشتكي من ذلك؛ إذاً ما الذي تغير، إن الذي تغير هو أن الحياة فرضت علينا الكثير من الأمور التي لم تكن متواجدة في الماضي والوقت بقي نفسه ولم يتغير، فلقد أصبح الإنسان اليوم منشغلًا بأشياء كثيرة مما لا يستوعبه الوقت.
وهنا لا بدّ من التنبيه والإشارة إلى بعض الأمور التي من الممكن أن تساعدنا على استغلال الوقت بطريقة جيدة، من ضمنها كتابة المهام والأمور التي ينبغي إنجازها خلال اليوم، وأن يسير وفق خطة وطريقة واضحة في ذلك، الأمر الذي من شأنه أن يساعد على مرور الوقت بطريقة منظمة وصحيحة، ويساعد أيضًا على شعور الشخص بالرضا عن نفسه وأهمية ما حققه في يومه.
وبسبب الانفجار السكاني الهائل الذي وصلنا إليه اليوم وعدم القدرة على استيعاب الوقت لكل ما هو مرافق لهذه الزيادة السكانية أقدمت بعض الشركات على دراسة عملية إدارة الوقت، فانطلقت في هذا المجال وحرصت على تهيئة الناس لاستغلال الوقت بأفضل طريقة ممكنة فتكون لديهم فرصة أكبر للعمل والإنجاز، الأمر الذي يؤثر بشكل إيجابي أيضًا على مستوى المجتمع ككل وليس على المستوى الفردي فقط.
وأخيراً كل ما تحدثنا عنه يدل على أهمية الوقت فلا تضيعه واغتنمه، فالوقت الذي يمضي لا يعود.