تعبير عن الوطن الجزائر
المقدمة: الجزائر أرض التاريخ
الجزائر دولة عربية إسلامية عريقة، لها تاريخها الممتد في الأعماق؛ إذ تمدّ جذور عراقتها في كلّ مكان، وتكتب التاريخ بأحرفٍ من نور، فهو الوطن الذي ضحى بالغالي والنفيس للصمود في وجه الأعداء والتحرر من قيد المستعمر، والمكان الذي ينهل منه الجميع العلم والمعرفة.
تعاقبت على أرض الجزائر الكثير من الحضارات التي تركت خلفها آثارًا كثيرة، ففي الجزائر الكثير من الأماكن التاريخية التي تروي قصصًا وحكايات لمن مروا فيها وتركوا الكثير من الجمال المطرز بالفخر.
العرض: الجزائر موطن الحرية والأمان
الجزائر وطن الحرية والأمان؛ إذ يشعر كلّ من فيها بأنّه يعيش في أوج الحضارة والرقي والتقدم، فهي بلدٌ للعلم والمعرفة وانتهال الثقافة والتفرّج على الجمال والرقي الموجود فيها؛ لهذا لا يُمكن لأيّ شخص يمرّ بالجزائر أو يعيش فيها إلا أن يشعر بأنّه في وطنه الذي يتنفس فيه حرية وفخرًا.
هو بلد الأمن والأمان والاستقرار الذي يشعر كل شخص يمرّ به بأنّه مرتاح نفسيًا لا يرغب أبدًا بترك هذا البلد الذي منحه شعورًا مختلفًا بالسكينة، والفضل كله لما تتمتع به الجزائر من جمال طبيعي متفرد يريح النفس والبال جدًا.
يتميز الجزائر بأنه وطنٌ تتنوع فيه الطبيعة والحضارات، كما أنّ نسيجه الشعبي نسيجٌ قوي متماسك يزيد من الشعور بالأمان، فيشعر العربي وهو يمشي في شوارع الجزائر بأنّه يمشي في شوارع وطنه ولم يتغير عليه شيء، فهذا الوطن العظيم يحتضن شعبًا يُحب بلاده العربية بكل ما فيها.
هذا بحدّ ذاته يُعزز السكينة والطمأنينة، ويجعل من الجزائر عاصمة للحُب والثقافة والوئام العربي، خاصةً أنّ الشعب الجزائري رغم وجودة في أقصى الغرب من الوطن العربي الكبير إلا أنّه يتعاطف مع جميع القضايا العربية، وإذا أردتَ أن تستشعر المعنى الحقيقي للعروبة فما عليكَ إلا أن تمنح نفسك فرصة لأن تذهب إلى الجزائر وتملأ قلبك بالشعورالمريح والسعادة الكبيرة التي تسكنك.
إنّ الإحساس العروبي الإسلامي متجذرٌ فيها، كما أنّ الشعب العربي الجزائري شعب مِضياف يجعلك تشعر بالقرب والسعادة، وبأنّك لم تُغادر حدود بلدك أبدًا؛ لأنّك ستشعر بالحب والألفة الكبيرة التي لا مثيل لها، حيث تشعر بأنّك في وطنك وبين أهلك، ولا تفصل بينك وبينهم حدود، وهذا بحدّ ذاته إحساسٌ آخر بالأمان لا يعرفه جيدًا إلا من جربه، ليشعر بأنّه واقعٌ في حب الجزائر وأهله وأرضه .
في الجزائر يُمكنِكَ أن تعيش الفرح بتفاصيله كافةً، في مختلف المناسبات التي تمرّ عليه؛ إذ إنّ لشعبه العظيم طقوسًا وعاداتًا وتقاليدًا تُبعدكَ عن عالم الملل والرتابة إلى عالم متجددٍ مفعمٍ بالأمل والحرية والجمال، فتغرق معهم في احتفالاتهم وبهجتهم.
تأخذ جزءًا من هذا الفرح وتُخبئه في قلبك بكلّ سرور، وتحسد نفسك على أنّك تمكنت من عيش مثل هذه اللحظات الجميلة التي لا ينقصها شيء، ويظهر هذا في جميع مواسم الأعياد الدينية والوطنية، وكل ذكرى مرت بها الجزائر وأحرزت انتصارًا كبيرًا.
عندما تقرأ تاريخ الجزائر تشعر بالكثير من الفخر والسعادة والانتماء والولاء إليها، وتتنفس الحرية التي تخرج من بين هذه الحكايات الكثيرة؛ إذ إنّ أبطال الجزائر الذين قضوا شهداء في دفاعهم عنها يجعلون القلب يشعر بالأمان أكثر فأكثر، ويجعلون الروح تشعر بالانتماء إليها أكثر.
من يقرأ تاريخ القائد الجزائري عبد القادر الحسيني و تاريخ جميلة بوحيرد وغيرهما يتأكد ويثق من أنّ هذا البلد بُني على أكتاف الثائرين المدافعين عن الحق، والذين أخذوا عهدًا على أنفسهم أن يبقى علم الجزائر خفاقًا عاليًا دومًا.
بمجرد أن تقف على أحد جسور الجزائر المعلقة تشعر بأنّكَ في عالمٍ آخر مسكون بالجمال والأناقة والتاريخ، فتغمض عينيك لتذهب في رحلة زمنية لا تعرف إن كنت ترغب بالعودة منها أم لا، لكنك تشعر بمزيجٍ من المشاعر المتقدمة التي تجعلك تحب الجزائر أكثر وتفرح بينك وبين نفسك بأنك في وطنٍ حر لا يهاب أيّ شيء، لأنّه وطنٌ يحتفظ بمبدأ الخير والنية السليمة والقوة في الحق.
لا يُمكن أن تجد موقفًا واحدًا للجزائر لم يكن فيه مناضلًا ومدافعًا عن دينه وعروبته، بل إنّ هذه سمة أساسية وطنية ودائمة فيه، فالجزائر العظيم وطنٌ شامخ كما النخل الذي يمدّ جذوره في أعماق التربة، ويكبر وينمو كي يُطاول عنان السماء ويُلقي بأشهى الثمر، وهكذا هو الجزائر العظيم وطن الشهادة والنصر والإباء.
هو الوطن الذي تعجز الكلمات والحروف عن وصفه، وتنحني له المعاني؛ لأنّه وطن مؤمن بالحياة، ويُؤمن بالعدالة وسلامة النية والقلب، وهذا بحدّ ذاته كافيًا كي ينتصر الجزائر دومًا ويكون وطنًا ذا قيمة عظيمة كما هو الآن دومًا.
أجمل الدعوات وأفضلها بأن يبقى الجزائر منارةً لكل العرب والمكان الذي تنشد عنه القلوب وتفكر به العقول، وسيبقى هذا الوطن المعطاء حرًا كريمًا لا يمدّ يده إلا للخير والسلام، ولا يأخذ من أحد شيئًا دون وجه حق؛ لأنّ الجزائر وطن الفخامة العربية الأصيلة المتجددة التي لا تتغير أو تتبدل مهما تغيرت الأيام، فالجزائر في القمة دائمًا، والعودة إليه تُشبه العودة إلى حضن الأم اللطيفة الرحيمة.
الخاتمة: الجزائر وطن الشهداء
في الختام، لا يُمكن أن ينسى أحدٌ أنّ الجزائر بلد الشهداء ووطن الأحرار الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم لأجل رفعة أوطانهم، أولئك الذين وضعوا اسم الجزائر في الأعالي ورسموه بخيوط الشمس على وجه القمر حتى أصبحت الجزائر معروفة بوطن المليون شهيد.
هذا قليلٌ جدّا في حق هذا الوطن العابق بالحب في كلّ شبرٍ فيه وفي كلّ ذرة ترابٍ داستها أقدام الشهداء حتى ارتقت أرواحهم وهم يدافعون عنه، ويجعلون من أجسادهم جسرًا وحصنًا منيعًا ضدّ الأعداء الجبناء الذين لم ينالوا من الجزائر أبدًا.