تعبير عن المحافظة على البيئة
تعبير عن المحافظة على البيئة
عند الحديث عن البيئة لا بد من الإشارة إلى أنها الغلاف الذي يحيط بالإنسان وغيره من الكائنات الحية، وهذا يعني أنها تؤثر بالإنسان وتتأثر به، ما يعني أن الإنسان يلعب دورًا في المحافظة على البيئة أو في عدم المحافظة عليها، وذلك تبعًا للسلوك والعادات التي يتبعها.
في العقود الأخيرة بات أثر البيئة والتغييرات البيئية جليًّا على حياة الإنسان، لذلك زاد الاهتمام العالمي بالبيئة، كما زاد الوعي بأهمية المحافظة عليها، كيف لا وتأثير البيئة يكاد يصل إلى كل ما يحيط بالإنسان، بل إنه يتعدى كل ذلك ليؤثر على الإنسان بشكل مباشر.
من الضروري الإشارة إلى أن كل سلوك بشري يؤثر على البيئة، بغض النظر عن مدى انتشار هذا السلوك، وسواء أكان تأثيره على نظافة اليابسة أو الماء أو الهواء لذلك يجب علينا ألا نستهين بأي سلوك من شأنه أن يضر بالبيئة أو يحافظ عليها.
تخيل لو أن كل فرد في المجتمع يعتاد على إلقاء الأوراق والمخلفات من نوافذ السيارات بحجة عدم وجود مكان لإلقائها أو بدعوى أن هذه الورقة الصغيرة لن تؤثر، سيصبح الشارع وكأنه مكب نفايات، وهذا لا يقتصر تأثيره على شكل الشارع فقط بل إنه يتسبب بتلوث الهواء في المنطقة، كما أنه يؤدي إلى تجمع الحشرات، وفي حال وجود تربة قريبة أو مصدر مائي فلا شك في أنه سيتأثر أيضًا، عدا عن تأثير ذلك على الحيوانات التي قد تأكل من هذه النفايات، كل تلك الأضرار تترتب على إلقاء ورقة واحدة من مخلفات الأطعمة أو أي نوع آخر من النفايات، فلنا أن نتخيل حجم الأذى الذي سنبعده عن البيئة عند إدراك أهمية إلقاء النفايات في المكان المخصص لها.
لا بد وأننا نتساءل عن أسباب ظهور المشكلات البيئية بشكل واضح في السنوات الأخيرة، وإن الإجابة عن هذا السؤال تكمن بحجم التطورات الهائلة والثورة الصناعية الضخمة التي انفجرت في العالم؛ إذ أدى ذلك إلى زيادة تلوث البيئة بمختلف أشكالها؛ من تلوث الهواء بفعل الغازات السامة الخارجة من المصانع الكيميائية، أو تلوث المياه بسبب اتخاذها مكبًّا للتخلص من نفايات المصانع، وغيرها الكثير من أشكال التلوث التي لم تعرفها البيئة إلا في القرون الأخيرة التي شهدت تطورًا كبيرًا في حياة الإنسان على مختلف الأصعدة.
من الضروري أن ندرك حجم الضرر الذي يخلفه التلوث على البيئة، إذ إنه سبب في الاحتباس الحراري العالمي، وفي ثقب الأوزون،
وهاتين المشكلتين على وجه التحديد تمثلان معضلتان عالميتان، فثقب الأوزون سبب في تعرض الإنسان لأشعة شديدة التضرر تسبب السرطانات، والاحتباس الحراري سبب في ذوبان الجليد في الأماكن القطبية وبالتالي تشكل الفيضانات، وهذه أمثلة فقط على الأضرار العديدة المترتبة على تلوث البيئة.
إن الخطوة الأولى التي ينبغي أن نخطوها في سبيل المحافظة على البيئة هي الوعي بأهمية الأمر، وإدراك خطوة فعل عكس ذلك، إذ إن الإنسان الذي يدرك ويعي حجم تأثيره على البيئة وتأثره بها لا بد أنه أفضل من يعرف كيف يحافظ عليها.