تعبير عن أهمية السياحة في مصر
مصر حضارة عريقة وتاريخ مشرف
تعد مصر من أقدم الحضارات في العالم ، إذ يعود تاريخها إلى سبعة آلاف عام مضت، كانت فيها مصر هي البلد الأكثر عراقة بين جميع البلدان، ويعود سبب ذلك إلى موقعها الجغرافي المتميّز؛ فهي تصل ما بين قارتي إفريقيا وآسيا وقارة أوروبا، وفيها نهر النيل الذي سقى الأرض فدبّ فيها الحياة بإذن الله تعالى، فتتالت الحضارات منذ العصر الفرعوني حتى الجمهورية الحالية تتعاقب عليها الأمم فتنسخ كل أمة ما حلا لها من الحضارات وتترك فيها تاريخًا عامرًا بالآثار التي تدل على الأمم السابقة وكيف عاشوا وما هي الحروب التي خاضوها.
الآثار المصرية مقصد السياح في مصر
تعد آثار مصر واحدة من أهم الحضارات التاريخيّة التي تستقطب السياح إليها بل تشدّ الرحال إليها، إنّها تستقطب دارسي علم الآثار والتاريخ، وكثير من السياح الأجانب الذين ينذرون حياتهم من أجل تعقب التاريخ بين أهرامات مصر وغيرها، عدا عن السياح العاديين الذين يرغبون في رؤية الأبنية الشاهقة التي لم تتهدّم منذ آلاف السنين، كأنّها تقول للعالم: إنّ الحضارة بدأت في العالم العربي وقد حسُنت فيه، ولا يخفى على إنسان، ما في مصر من الآثار التي يعجب لها الناظر بل يقف العلم حائرًا أمامها أنْ: كيف شيّدت تلك الحضارة؟ وكيف بُنيت؟ وهل يمكن أن يُبنى مثلها في هذا العصر مع التطور الهائل الذي حظي به العلم والإنسان؟
إنّ أهرامات الجيزة لتقف شاهدة على دهشة الزائرين منها، كأنها تحفة فنية كلما تعاقبت عليها الحقب كلما ازدادت جمالًا وتألقت، ثلاثة أهرامات بنيت على الضفة الغربية لنهر النيل ، كانت كافيةً لتغيير الاتجاه السياحي إلى مصر دون غيرها من الدول العربية والعالمية؛ فهي تحوي بين جنبيها حاضرة فرعونية منقطعة النظير، وصُنّفت تلك الأهرامات واحدة من عجائب الدنيا السبعة في قديم الزمان، أمّا هرم سنفرو المائل فلا يخفى على أحد إعجاز بنائه وجماله، وسمي بالمائل أو بالمنحني بسبب ميلانه من الأعلى إذ يبدو أنه قد تقرر بناؤه بدرجة زاوية معينة ثم لمّا وصلوا في بنائه إلى المنتصف قللوا من تلك الدرجة ما يزيد عن عشر درجات فأصبح مائلًا.
أمّا أبو الهول فقد شكّل قبلة للدارسين من العالم العربي أو حتى من الدول المتقدمة، التمثال الذي يحوي على جسد أسد ووجه إنسان وقد شيد مكان الأهرامات الثلاثة التي يستمتع الناظر برؤيتها معًا وكأنّها تثبت للإنسان عجزه في العصر الحالي عن بناء مثل تلك الحضارة منقطعة النظير، إنّ المسألة ليست في تشييد بناء حسب فلو كان ذلك لفعل كثرٌ مثل هذا لكن تكمن المسألة في إتقان ذلك العمل حتى تعاقبت عليه السنون ولم يتضرر أو لم يحدث له أي شيء، على النّقيض من ذلك تمامًا فإنّه مثل اللؤلؤة التي كلما تقادم عهدها، ازدادت قيمتها.
أمّا معبد حتشبسوت فقد جذب السائحين إليه فهو من أحسن المعابد التي بقيت منذ ما يزيد على ثلاثة آلاف عام، هناك بنت الأسرة المصرية الثامنة عشر هذا المعبد فكان قبلة لهم وفيما بعد كان قبلة للسائحين يتأملون بديع ما صنعته الأيدي البشرية، لقد أشرفت الملكة حتشبسوت على بناء هذا المعبد بنفسها إذ كان على الضفة الغربية المقابلة لطيبة، وقد استخدمت فيه أيدي المهرة والعمال المتقنين والمشيدين المهَرة، فكان شاهدًا على إتقان كل من عمل فيه حتى هذه اللحظة.
إنّ مصر هي أم السياحة في العالم العربي؛ بسبب كثرة المعالم السياحية التي احتوتها بين جنبيها وجذبت الناس إليها باسم التاريخ الذي شغل الكثير من الناس، إنّ التاريخ هو امتداد للحاضر وحري بالإنسان أن يعتز بتاريخه، فهناك في مصر إذ تعاقبت العصور والحضارات والحُكّام والدول، إلا أنّ ما بقي من الآثار كان شاهدًا على عظمة تلك الحضارات التي مرت في هذا المكان، ولم تقتصر الحضارة في مصر على الفرعونية حسب، فهناك ما تركه اليونانيون والرومانيون الذين سكنوا تلك المنطقة وشيدوا فيها الجمال.
ولا يخفى على أحد جمال مقابر الأنفوشي التي تعود إلى نهايات العصر البطلمي وبدايات العصر الروماني إذ اكتشفت في مصر عام 1972م ويكمن العجب في هذه المقبرة التي تضم مجموعة من القبور هو نحتها من الصخر وتزيينها بمجموعة من الزخارف التي ما تزال في حال جيدة حتى هذه اللحظة وكأنّه قد قرئ عليها تعويذات الخلود فهي لا تبلى مع تعاقب الزمن، إنّ السياحة في مصر لا تفيد منها مصر قدر ما يستفيد منها الزائرون الذين يبحثون متلهفين عن الجمال بين تلك المعالم.
أمّا كنيسة العذراء التي تعود إلى الأقباط؛ فهي معجزة جمالية وحدها، فقد بنيت عام 1924م والتي حاكت في بنائها مسجد آيا صوفيا في إسطنبول في تركيا لكن بشكل مصغر، وقد استقطبت هذه الكنيسة الزوار من كل مكان بسبب إتقان صنعها وجمال بنائها الذي لم يشهد له مثيل، بخاصة أنّه قد استقطبت أيد ماهرة من أجل إتمامها من كل أنحاء العالم.
السياحة إنعاش للاقتصاد المصري
إنّ السياحة في مصر تؤدي إلى انتعاش الاقتصاد المصري ودخول العملات الجنبية إلى البلد من خلال السياح الذين يعملون على الآثار والتحري حولها وتحقيقها وغير ذلك، عدا عن العرب الذين يزورون مصر بشكل دائم من أجل الاطلاع على جمالها وآثارها، التي تهفو لها النفوس وكأن أهل تلك الحضارة قائمون بأنفسهم يحدثون عن تاريخهم وحياتهم، لقد ساهمت السياحة في رفع الاقتصاد المصري، وحاولت الحكومة دعم القطاع السياحي بشكل دائم، وسهلت الخدمات في الأماكن السياحية، كل ذلك من أجل أن يكون الحاضر امتدادًا للماضي فيتكاملان معًا لينسجا أجمل الحضارات وأحسنها.