تطبيقات نظرية بياجيه على تعليم الأطفال
تطبيقات نظرية بياجيه في التعليم الأطفال
إن نظرية بياجيه في التعليم لها أمثلة تطبيقية كثيرة، يمكن تناول بعض الأمثلة حسب طبيعة المرحلة النمائية، ومنها ما يلي:
المرحلة الحسية الحركية
تتكون المعرفة لدى الطفل وفهم العالم المحيط من خلال استخدام الحواس، وفي تلك المرحلة يجب توفير بيئة محفزّة، ومن هذه الأنشطة توفير ألعاب للأطفال تصدر أصواتاً، فكلما ضغط عليها الطفل أصدرت صوتاً ما، ومع الوقت يدرك الطفل العلاقة بين السبب والنتيجة.
مرحلة ما قبل العمليات
من الجيد تشجيع الأطفال على اللعب ببعض المواد متغيرة الشكل مثل المعجون، والرمل، والطين، والمكعبات، واستخدم الحروف لبناء الكلمات، فذلك سيساعدهم على تكوين مفهوم الاحتفاظ. كما يفضّل التقليل من الأنشطة الكتابية والإكثار من الأنشطة والمهارات الحركية.
مرحلة العمليات المادية
في هذه المرحلة يجب مساعدة الطلبة على القيام بتجارب بسيطة تحتوي على عدد محدود من الخطوات، كما يمكن أن يمارس الطلبة بعض الأنشطة الصفيّة مثل تصنيف الأشياء والأفكار على مستويات أكثر تعقيداً، كما يمكن للمعلم أن يستخدم المقارنات لإظهار علاقة المادة الجديدة بالمعرفة المكتسبة بالفعل.
مرحلة العمليات المجردة
يحتاج الطلاب في هذه المرحلة إلى فرصة لاستكشاف المواقف الافتراضية المختلفة، لذا يجب تشجيع الطلبة في هذه المرحلة على العمل في مجموعات في المدرسة لشرح ومناقشة بعض الموضوعات، مثل القضايا الاجتماعية وطرح الأفكار المختلفة، كما يمكن للمعلم أن يطلب منهم كتابة قصة قصيرة حول موضوع ما، بالإضافة لتشجيع الطلبة على التعامل مع المشكلات وتقديم الحلول المناسبة لها.
مراحل التطور المعرفي عند بياجيه
لقد أشار بياجيه إلى أربع مراحل في التطور المعرفي منذ مرحلة الطفولة وصولاً إلى مرحلة المراهقة ، حيث تتميز كل مرحلة ببنية وخصائص معرفية عامة تؤثر على تفكير الطفل كله وقدرته على التعلّم، وكل مرحلة تمثّل تصوراً لتفكير الطفل وتطوره وسماته، كما أكّد بياجيه في نظريته على أنّ ذلك التطور محكوم بمجموعة من المتطلبات التي لا بد للطفل أن يقوم بها في مستوى التعلّم والفهم والإدراك لديه حتى ينتقل للمرحلة اللاحقة بنجاح.
فخلاصة نظرية بياجيه في النمو والتطور المعرفي تقوم على أهمية الاختلال وعدم التوازن في المعرفة لدى الفرد والتي تؤدي دوراً محفزاً للطفل من أجل أن يقوم بعملية إعادة التوازن والبناء للوحدات المعرفية لديه، مما يقود إلى التعلّم والمعرفة.
بياجيه والتعليم
لقد كان لنظرية بياجيه تأثيراً كبيراً على ممارسة التعليم وتطبيقاته التربوية، حيث قدّم أفكاراً وأساليب ساعدت في إعداد وبناء طرق وأساليب في التعليم قادرة على تقديم دعم ومساندة التربويين والمعلمين في تصميم المناهج وتقديم المادة العلمية بما يتناسب مع قدرات الطالب البدنية والمعرفية والبيئة التربوية المتوفرة، وكذلك وفقاً لاحتياجات الطلبة الاجتماعية والعاطفية والنفسية.
ويمكن استخدام نظرية بياجيه في التطور المعرفي لتحسين الصفوف الدراسية والتعلّم، فمثلاً، يتعلم الأطفال بشكل أفضل من خلال التعلم الذي يسمح لهم بالاستكشاف النشط بما يسمى "التعلم بالاكتشاف" وهي من المفاهيم التي أشار إليها بياجيه في النمو المعرفي والتعلّم.