تضخم الكبد عند الاطفال
تضخم الكبد عند الأطفال
يعتبر اتساع الكبد طبيعياً في حال تراوح ما بين 4-5 سم لدى حديثي الولادة، وما بين 6-8 سم لدى الأطفال الذين تبلغ أعمارهم ما يُقارب 12 عاماً، ويمكن تعريف حالة تضخم الكبد (بالإنجليزية: Hepatomegaly) على أنّها نزول حافة الكبد إلى أسفل الحافة الضلعية بما يُقارب 3.5 سم في حديثي الولادة، وبما يُقارب 2 سم لدى الأطفال الأكبر سناً.
أسباب تضخم الكبد عند الأطفال
يمكن القول إنّ تضخم الكبد لدى الأطفال يحدث نتيجة خمس عمليات أساسية، أمّا أولها فتتمثل بالتهاب الكبد وإصابته بالعدوى (بالإنجليزية: Infection)، مثال ذلك حالات التعرّض للعدوى البكتيرية، أو الفيروسية، أو الطفيلية، أو الفطرية، وكذلك حالات الالتهاب الناتجة عن الإصابة بأمراض المناعة الذاتية وعندها يُعرف بالتهاب الكبد المناعي الذاتيّ (بالإنجليزية: Autoimmune hepatitis)، وقد يحدث التهاب الكبد نتيجة لتناول بعض أنواع الأدوية. أمّا العملية الثانية التي تُسفر عن المعاناة من تضخم الكبد فتتمثل بوجود مشاكل في قدرة الكبد على تخزين نواتج عمليات الأيض ، مثل الجلايكوجين (بالإنجليزية: Glycogen)، وفرط تيروزينِ الدَّم (بالإنجليزية: Tyrosinemia)، وداء غوشيه (بالإنجليزية: Gaucher's disease)، وكذلك وجود اضطرابات في تخزين الدهون، والحديد، والنحاس. أمّا بالنسبة للمُسبّب الثالث فيُعرف بالارتشاح (بالإنجليزية: Infiltration)، ويعني ملء المساحة المعنيّة بالخلايا السرطانية، ومثال ذلك ما يحدث في حالات الإصابة بأورام الكبد الأولية (بالإنجليزية: Primary hepatic tumors) وحالات انتشار السرطان عن طريق الدم أو الخلايا الليمفاوية. أمّا بالنسبة للمُسبّب الرابع فيتمثل بتجمع الدم في الكبد، وذلك نتيجة للمعاناة من فشل القلب الاحتقانيّ (بالإنجليزية: Congestive heart failure)، وبعض أشكال التهاب التامور، ومتلازمة بود كياري أو بود شياري (بالإنجليزية: Budd chiary Syndrome). وأخيراً يمكن أن يحدث تضخم الكبد نتيجة وجود انسداد في الجهاز الصفراويّ كما هو الحال عند ظهور حصى المرارة (الإنجليزية: Gallstones).
أعراض تضخم الكبد عند الأطفال
في الحقيقة غالباً لا تظهر أية أعراض أو علامات على الأطفال المصابين بتضخم الكبد في الحالات المبكرة من المرض، ولكن باستمرار الكبد بالتضخم وزيادة حجمه، فإنّه قد يُحدث ضغطاً في المنطقة، فيبدأ المصاب بالشعور بألم في البطن، وتعتمد شدة ألم البطن على مدى تضخم الكبد، فكلما كان التضخم أكبر، كانت شدة الألم أكبر، وإلى جانب ذلك تظهر على الطفل أعراض اصفرار الجلد وبياض العين، وهذا ما يُعرف باليرقان (بالإنجليزية: Jaundice)، وقد يُعاني الطفل المصاب بتضخم الكبد من أعراض أخرى مثل الشعور بالتعب والإعياء العام، وقد يُلاحظ فقد أو نقص في وزنه ، وقد يشعر بالألم عند تحسس المنطقة التي يوجد فيها الكبد.
إلى جانب ذلك، هناك بعض الأعراض والعلامات التي قد تظهر على الأطفال المصابين بتضخم الكبد بحسب المُسبّب، يمكن بيانها فيما يأتي:
- الحمّى.
- الغثيان والاستفراغ.
- فشل النموّ (بالإنجليزية: Failure to thrive).
- تراجع في مستوى قدرات الجهاز العصبيّ .
- تغيرات على مستوى الجلد، وغالباً ما تتمثل بأورام الأوعية الدموية الجلدية (بالإنجليزية: Cutaneous hemangioma)، وظهور ما يُعرف علمياً بالفرفرية (بالإنجليزية: Purpura)، بالإضافة إلى الْتهاب جلد الأطراف الطِّفْلِي الحَطاطيّ (بالإنجليزية: Papular acrodermatitis).
- مشاكل على مستوى العين، وتتمثل في العادة بمعاناة المصاب من السّاد (بالإنجليزية: Cataract)، وحلقات كايزر-فلايشر (بالإنجليزية: Kayser–Fleischer rings)، والتهاب المشيمية والشبكية (بالإنجليزية: Chorioretinitis)، وقوس القرنية الخلفية (بالإنجليزية: Posterior embryotoxon).
- تغيرات على مستوى البطن، وتتمثل بتضخم الطحال (بالإنجليزية: Splenomegaly)، وظهور صوت غير طبيعيّ عند وضع سماعة الطبيب على كبد المصاب، بالإضافة إلى إمكانية تحسس كيسة في المنطقة.
تشخيص تضخم الكبد عند الأطفال
حتى تتم عملية تشخيص المصاب بشكلٍ صحيح، لا بُدّ من تقييم حالته بشكلٍ سليم بسؤال أهل الطفل وذويه عن عمر الطفل، وتاريخه الصحيّ والظروف التي تعرّض لها، وفحصه بدنياً، بالإضافة إلى ضرورة إجراء بعض الفحوصات، ويمكن تلخيص ذلك فيما يأتي:
- تاريخ المصاب: يجدر بالطبيب المختص معرفة التاريخ الصحي للمصاب، بما ذلك إصابته باليرقان، وفيما إن كان يُعاني من التهاب في الكبد، أو مشاكل في القناة الصفراء، أو نزف على مستوى الجهاز الهضميّ، أو أعراض ترتبط بوجود التهاب على مستوى الأمعاء . بالإضافة إلى ضرورة معرفة التاريخ العائليّ للفرد من حيث وجود أمراض للكبد، أو مشاكل في عمليات الأيض، أو اختلالات عصبية وغير ذلك. ويجدر بالطبيب معرفة فيما إن كان الطفل قد تعرّض لأنواع معينة من الأدوية، أو لديه عوامل خطر الإصابة بأيّ من أنواع التهاب الكبد الوبائيّ الفيروسيّ الخمسة، والسؤال عن تطوره ونموه وقدراته، وأخيراً لا بُدّ من معرفة فيما إن كانت الأم قد تعرّضت أثناء حملها بهذا المولود لأيّ من أنواع العدوى (بالإنجليزية: Infection).
- الفحوصات المخبرية: مثل تحليل البول (بالإنجليزية: Urinalysis)، والعدّ الدمويّ الشامل (بلإنجليزية: Complete blood count)، وتحليل الكهارل (بالإنجليزية: Electrolytes)، وسكر الدم ، والبروتين، والألبومين، وإنزيمات الكبد .
- التصوير: مثل التصوير المقطعي المحوسب (بالإنجليزية: CT- Scan)، والتصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: Magnetic Resonance Imaging)، والتصوير بالموجات فوق الصوتية (بالإنجليزية: Ultrasound).
- الخزعة: وذلك بأخذ عينة من نسيج الكبد.
علاج تضخم الكبد عند الأطفال
بما أنّ هناك مجموعة من العوامل والظروف التي تتسبب بمعاناة الطفل من تضخم الكبد، فإذن يمكن القول إنّ علاج المُسبّب يترتب عليه علاج تضخم الكبد، ومن الجدير بالذكر أنّ الطبيب المختص في بعض الأحيان وخاصة في الحالات البسيطة من تضخم الكبد يقوم بصرف بعض مضادات الالتهاب (بالإنجليزية: Anti-inflammatory Drugs) للسيطرة على المرض، ولكن في الحالات الشديدة للغاية والمتقدمة يمكن اللجوء لخيار زراعة الكبد (بالإنجليزية: Liver Transplantation).
فيديو هل تضخم الكبد خطير؟
نظراً لأنه أكبر عضو داخلي في جسم الإنسان، هل ممكن أن يعتبر تضخمه خطيراً؟ :