أحلى قصيدة حب
المطر الأول
في رذاذ المطر الناعم
كانت شفتاها
وردة تنمو على جلدي
وكانت مقلتاها
أفقا يمتدّ من أمسي
إلى مستقبلي
كانت الحلوة لي
كانت الحلوة تعويضا عن القبر
الذي ضم إلها
وأنا جئت إليها
من وميض المنجل
والأهازيج التي تطلع من لحم أبي
نارا وآها
كان لي في المطر الأول
يا ذات العيون السود
بستان ودار
كان لي معطف صوف
وبذار
كان لي في بابك الضائع
ليل و نهار
سألتني عن مواعيد كتبناها
على دفتر طين
عن مناخ البلد النائي
و جسر النازحين
وعن الأرض التي تحملها
في حبّة تين
سألتني عن مرايا انكسرت
قبل سنين
عندما ودّعتها
في مدخل الميناء
كانت شفتاها
قبلة
تحفر في جلدي صليب الياسمين
تذكرتُ ليلى والسنين الخواليا (المؤنسة)
تَذَكَّرتُ لَيلى وَالسِنينَ الخَوالِيا
- وَأَيّامَ لا نَخشى عَلى اللَهوِ ناهِيا
وَيَومٍ كَظِلِّ الرُمحِ قَصَّرتُ ظِلَّهُ
- بِلَيلى فَلَهّاني وَما كُنتُ لاهِيا
بِثَمدينَ لاحَت نارُ لَيلى وَصُحبَتي
- بِذاتِ الغَضى تُزجي المَطِيَّ النَواجِيا
فَقالَ بَصيرُ القَومِ أَلمَحتُ كَوكَباً
- بَدا في سَوادِ اللَيلِ فَرداً يَمانِيا
فَقُلتُ لَهُ بَل نارُ لَيلى تَوَقَّدَت
- بِعَليا تَسامى ضَوءُها فَبَدا لِيا
فَلَيتَ رِكابَ القَومِ لَم تَقطَعِ الغَضى
- وَلَيتَ الغَضى ماشى الرِكابَ لَيالِيا
فَيا لَيلَ كَم مِن حاجَةٍ لي مُهِمَّةٍ
- إِذا جِئتُكُم بِاللَيلِ لَم أَدرِ ماهِيا
خَليلَيَّ إِن لا تَبكِيانِيَ أَلتَمِس
- خَليلاً إِذا أَنزَفتُ دَمعي بَكى لِيا
فَما أُشرِفُ الأَيفاعَ إِلّا صَبابَةً
- وَلا أُنشِدُ الأَشعارَ إِلّا تَداوِيا
وَقَد يَجمَعُ اللَهُ الشَتيتَينِ بَعدَما
- يَظُنّانِ كُلَّ الظَنِّ أَن لا تَلاقِيا
لَحى اللَهُ أَقواماً يَقولونَ إِنَّنا
- وَجَدنا طَوالَ الدَهرِ لِلحُبِّ شافِيا
حسنها كل ساعة يتجدد
حسنُها كلَّ ساعةٍ يتجَدّدْ
- فلهذا هَوايَ لا يَتَحدَّدْ
إِنَّ عِشْقي كَحُسنِها ليس ينـ
- ـفكُّ وهَمِّي كَهَجرِها ليس يَنْفَدْ
غير أَنَّ الخيالَ يأْتي فيا طو
- لَ حيائِي منْ طُول مَا قَدْ تَردَّد
بات ذاكَ الخيالُ في العين لَكِنْ
- مِسْكُ أَرْدَانِه تعلَّق في اليَدْ
غادَةٌ عادةٌ لها الفتكُ فِينا
- ولكلٍّ مِنْ دَهْرِه ما تَعوَّدْ
هِيَ لا شَكَّ مُعْصِرٌ غيرَ أَن الـ
- ـقَدَّ مِنْها يَقُولُ لِي هِيَ أَمْرَدْ
حملَتْ زينةَ الفَريقين فوقَ النـ
- ـهدِ عِقدٌ وفي الجفونِ المُهَنَّد
قدْ رَوى السحرَ لحظُهَا فهو يُمْلي
- كلَّ يومٍ منه علينا مُجَلَّد
وقرأَنَا الغريبَ من فمِها الكا
- مِلِ حُسْناً والثَّغْرُ فيه المبرّدْ
كَحَلُ الجَفْنِ مَازَجَ الكُحلَ فيه
- فَشرِبْنا مِنه السُّلافَ مُوَلَّدْ
هي من حُسنها تُميتُ وتُحيي
- وَهْي من لِينِها تَحِلُّ وتَعْقِد
إِنْ أَرتْنا بوجْهِها ساعةَ الوصْـ
- ـلِ أَرتْنا بفرعِها ليلَة الصَّد
فَتَنَتْني بأُقحوانٍ مُندَّىً
- وسبَتْنِي بِيَاسمينٍ مُورَّد
وأَرَادَتْ بالسِّحر قَتْلي ولم تد
- رِ بأَنِّي مؤيَّدٌ بالمؤيَّد
مَنْ رآه فقدْ تأَيَّد لكن
- جودُه في نَداه مَا يَتَأَيَّد
ملكٌ جودُه تقرَّب مِنَّا
- مثلمَا فَضْلُه إِليْنا تَوَّدد
يهتدي القاصِدونَ في ظُلم الليـ
- ـلِ بنورٍ من نجمِ دين مُحَمَّد
قد كَساهُ الإِلهُ نوراً ولكنْ
- هو في نصرِ دينه قد تَجَرَّد
أَنجَدَ الدِّينَ عَزْمُه فِلهذَا
- ذِكْرُه في الزَّمان غَار وَأَنْجد
هو أَحْمى مِمَّا تَدَرَّعَ في الحر
- ب وهْوَ أَمْضَى مِنْ مَشْرِفيٍّ مُهند
خاطِرٌ حاضِرٌ وبأْسٌ شديدٌ
- وعُلاً شامِخٌ وعِزٌّ مُشَيَّد
فهناهُ عيدٌ أَتى وأُهَنِّيـ
- ـهِ وقَدْ صَام أَلْفَ عامٍ وَعَيَّدْ
فلنا البِرُّ عِنْده والعَطَايا
- ولَه المَدْحُ والثَّناءُ المُخَلَّد
أُحبُّكِ حتى ترتفعَ السماءُ قليلاً
كي أستعيدَ عافيتي
وعافيةَ كلماتي
وأخْرُجَ من حزام التلوُّثِ
الذي يلفُّ قلبي
فالأرضُ بدونكِ
كِذْبَةٌ كبيرَهْ
وتُفَّاحَةٌ فاسِدَةْ
حتى أَدْخُلَ في دِينِ الياسمينْ
وأدافعَ عن حضارة الشِّعر
وزُرقَةِ البَحرْ
واخْضِرارِ الغاباتْ
أريدُ أن أحِبَّكِ
حتى أطمئنَّ
لا تزالُ بخيرْ
لا تزالُ بخيرُ
وأسماك الشِعْرِ التي تسْبَحُ في دَمي
لا تزالُ بخيرْ
أريدُ أن أُحِبَّكِ
حتى أتخلَّصَ من يَبَاسي
ومُلُوحتي
وتَكَلُّسِ أصابعي
وفَرَاشاتي الملوَّنَةْ
وقُدرتي على البُكَاءْ
أريدُ أن أُحبَّكِ
حتى أَسْتَرجِعَ تفاصيلَ بيتنا الدِمَشْقيّْ
غُرْفةً غُرْفةْ
بلاطةً بلاطةْ
حَمامةً حَمامَةْ
وأتكلَّمَ مع خمسينَ صَفِيحَةِ فُلّْ
كما يستعرضُ الصائغُ
أريدُ أن أُحِبَّكِ، يا سيِّدتي
في زَمَنٍ
أصبحَ فيه الحبُّ مُعاقاً
واللّغَةُ معاقَةْ
وكُتُبُ الشِعرِ، مُعاقَةْ
فلا الأشجارُ قادرةٌ على الوقوف على قَدَميْهَا
ولا العصافيرُ قادرةٌ على استعمال أجْنِحَتِهَا
ولا النجومُ قادرةٌ على التنقُّلْ
أريدُ أن أُحبَّكِ
من غُزْلان الحريَّةْ
وآخِرُ رسالةٍ
من رسائل المُحِبّينْ
وتُشْنَقَ آخرُ قصيدةٍ
مكتوبةٍ باللغة العربيَّةْ
قلبي من الحب غير صاح
قَلبي مِنَ الحُبِّ غَيرُ صاحِ
صاح
وَإِن لَحاني عَلى المِلاحِ
لاحِ
وَإِنَّما بُغيَةُ اِقتِراحي
راحي
وَإِن دَرى قِصَّتي وَشاني
شان
وَبي مِنَ الحُبِّ قَد تَسَلسَل
سَلسَل
في صورَةِ الدَمعِ بَعدَما اِنهَل
منهَل
وَالعودُ عِندي لِمَن تَأَوَّل
أَوَّل
وَالحُسنُ فيهِ عَلى المَثاني
ثانِ
يا أُمَّ سَعدٍ بِاِسمِ السُعودِ
عودي
وَبَعدَ حينٍ مِنَ الهُجودِ
جودي
عَلى مَليكٍ تَحتَ البُنود
نودي
فَقالَ إِنّي بِمَن دَعاني
عانِ
وَناظِرٍ ناضِرِ المُحَيّا
حَيّا
أَراكَ مِن قَولِهِ إِليا
لَيّا
فَأَنشَدتهُ لِمَن تَهيّا
هَيّا
واحِدٌ هُوَ يا أُمي مِن جيراني
راني
وَناطِقٌ بِالَّذي كَفاها
فاها
وَبَعدَما راغِباً أَتاها
تاها
وَبِالجَمالِ الَّذي سَباها
باهى
قَالَت عَلى الحسنِ مَن سَباني
باني