تحية الجيش العربي
شرح قصيدة تحية الجيش العربي
تحية الجيش العربي؛ قصيدة من تأليف الشاعر عبد المنعم الرفاعي، وهو شاعر ولد في "صور" اللبنانية في الجنوب عام 1917م، وهو من أب حوراني من جنوب سوريا وأم لبنانية، ونشأ في فلسطين وطاف كثيرًا من البلدان العربية، مثل: سورية ومصر، ليستقر في الأردن، تُوفي في العاصمة الأردنيّة عمّان عام 1985م.
كتب عبد المنعم الرفاعي قصيدته هذه تحيّة إلى الجيش العربي على عادته في النَّفَس القومي الذي يملأ شعره، وجاءت القصيدة على البحر الخفيف، أحد أنواع بحور الشعر في اثني عشرَ بيتًا، يقول فيها:
- لك هذا المدى بعيدًا بعيدا
- والهضاب الغضاب حمرًا وسودا
يقول الشاعر مخاطبًا الجيش العربي إنّ السماء والأفق له، يمشي فيها أنّى شاء، فكلّ الأراضي والسماوات التي تظلّهم في وطنهم هي أرضهم يمشون فيها ما شاؤوا، وذلك كناية عن اتساع رقعة بلاد العرب.
- يتسامى إلى علاك خيالي
- فأغنيك للحياة نشيدا
يقول الشاعر هُنا إنّ الجيش يستحوذ على خيال الشاعر، فيُردّده كأغنية يحلو له الترنّم بها وإنشادها.
- أيّها الجيش من كتائب حطيـ
- ـن وقد عانق القديم الجديدا
يُخاطب الشاعر الجيش هُنا بتذكيره بماضي العرب والمسلمين القديم، فيذكره بمعركة حطين التي حرّر المسلمون من خلالها بيت المقدس وفلسطين، فيقول للجيش إنّه يجب تكرار أمجاد الماضي.
- نسلت جندك الكماة من الصِّيـ
- ـدِ فجردتهم كماةً وصيدا
يقول الشاعر إنّ جنود هذا الجيش قد جاؤوا من نسل الفرسان القدامى، فكان قوام هذا الجيش من الفرسان والشجعان.
- نزلوا كل شاهق فالروابي
- أوشكت تحت بأسهم أن تميدا
يقول الشاعر إنّ هذا البيت الروابي والجبال تكاد تهتزّ تحت وقع أقدام هؤلاء الجنود البواسل، وفي ذلك إشارة لقوّة أولئك الرجال وكثرة عددهم وعدتهم وعتادهم.
- يتنادون فالمناكب والأغوا
- رُ جُنَّت من رجعهم ترديدا
يصوّر الشاعر هُنا قوة هُؤلاء الجنود البواسل، فيقول إنّهم حين ينادي بعضهم بعضًا فإنّ الوديان والأغوار والمرتفعات كلّها يُصيبها شيء من المس والجنون لشدة الخوف من ذلك الصوت المرعب، وفي البيت كذلك كناية عن كثرة عددهم.
- خالدٌ خَلْفَ جَمعِهم والمثنى
- وشرحبيل يحملون البنودا
يُقارن الشاعر هنا بين إنجازات هذا الجيش وإنجازات الجيوش التي سبقته، فيقول إنّ هذا الجيش هو نتاج عمل طويل لقادة الجيوش الإسلامية الأوائل، فيذكر صفوة القادة من الصحابة والتابعين، مثل خالد بن الوليد الذي قاتل المرتدين وفتح أجزاء من بلاد فارس والشام، ويذكر كذلك القائد المثنى بن حارثة الشيباني الذي حارب الفرس مع قومه وغيرهم.
- أيها الجيش يا هوى الأمل الظ
- ظامي متى ترجع الحمى المفقودا
بعد أن ذكّر الشاعر الجيش بأمجاد أسلافه توجّه إليه بالخطاب أن متى يستطيع هذا الجيش استعادة الديار المسلوبة التي وقعت تحت مخالب الاحتلال.
- ونرى بندك المركّز في السـ
- ـساحِ ونختالُ يومك المشهودا
يردف الشاعر بالقول إنّه يتمنى لو يرى ذلك اليوم الذي تعود فيه أرض العرب إلى أحضانهم، ويكون سلاح الجيش العربيّ مَوجَّهًا صوب صدور الأعادي الذي نقلوا الويلات إلى بلادنا.
- وتطوف الجحافل الغر بالأقـ
- ـصى تحييه ركَّعًا وسجودا
يُتابع الشاعر تصوير ما يتمنى بل ما يرجو حدوثه، وهو أن تصل جحافل الرجال الفرسان من جيش العرب إلى رحاب المسجد الأقصى بعد أن تحرّره من دنس العدو الغاشم، ويُصلي فيه الناس بأمان واطمئنان.
- وتفوح الزهور بالأرجِ الحلـ
- ـو وقد عطَّرَ الشهيدُ الشهيدا
عندها سيكون المكان عابقًا برائحة النصر الممزوجة برائحة دم الشهداء الذي سقطوا واحدًا تلو الآخر دفاعًا عن الأرض المقدسة للعرب والمسلمين.
- أنتَ أنتَ العُلا حدته الأماني
- فازدهى حول جيدها معقودا
يُخاطب الشاعر خِتامًا الجيش بقوله: إنّ هذا الجيش هو الجيش المأمول الذي تتطلّع إليه عيون العرب بأمل كبير أن يكون التحرير والنصر على أيدي أبنائه بإذن الله تعالى.
معاني مفردات القصيدة
وردت في القصيدة بعض المفردات التي تحتاج إلى شرح، ومنها ما يأتي:المفردة | معنى المفردة |
المدى | المدى هو المسافة والأفق ونحوها. |
الهضاب | الهضاب جمع هضبة وهو سهل مرتفع فوق الأرض. |
يتسامى | التسامي هو الترفّع عن الرذائل وعن كل وضاعة. |
كماة | الكماة جمع كمي وهو الشجاع. |
صيد | الصيد جمع أصيد وهو الذي لا يستطيع الالتفات للخلف لمرض في عنقه، وهنا كناية عن الإقدام وعدم الفرار. |
تميد | ماد الشيء إذا دارَ أو تمايل. |
الأغوار | الأغوار جمع غور وهي الأرض المنخفضة. |
البنود | البنود جمع بند وهو العلم الكبير. |
الجحافل | الجحافل جمع جحفل، وهو الجيش الكبير الجرار. |
الظامي | الظامي تخفيف لكلمة ظامئ وهو العطشان. |
نختال | الاختيال هو التكبر، واختال الرجل في مشيته إذا سار بتكبّر وافتخار. |
حدَتْه | الحِداء في الأصل هو السير أمام الإبل والغناء لها، وهنا كناية عن الانجرار وراء الآمال. |
جيدها | الجيد هو العنق أو موضع لبس القلادة في العنق. |
الصور الفنيّة في القصيدة
في القصيدة كثير من الصور الفنية، منها ما يأتي:
- الهضاب الغضاب
شبّه الهضاب بإنسان يغضب، فحذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه، تُعدّ الصورة الفنيّة استعارة مكنية .
- يتسامى إلى علاك خيالي
شبه الخيال بشيء مادي يعلو، فحذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه، فالاستعارة مكنية.
- المناكب والأغوار جنّت
شبّه المناكب والأغوار بإنسان يُجَن، فحذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه، فالاستعارة مكنية.
الأفكار الرئيسة في القصيدة
تتلخص الأفكار الرئيسة في القصيدة فيما يأتي:
- اتحاد العرب أمل التحرير.
- الجيوش العربية هي الأمل الوحيد في استرجاع الأرض.
- ما أخذ بالقوة لا يُستردّ إلّا بالقوة.
- ضرورة تضافر جهود العرب من أجل تحرير الديار المسلوبة.
كلمات قصيدة: تحية الجيش العربي
يقول الشاعر عبد المنعم الرفاعي في هذه القصيدة:
لك هذا المدى بعيدًا بعيدا
- والهضاب الغضاب حمرًا وسودا
يتسامى إلى علاك خيالي
- فأغنيك للحياة نشيدا
أيّها الجيش من كتائب حطيـ
- ـن وقد عانق القديم الجديدا
نسلت جندك الكماة من الصِّيـ
- ـدِ فجردتهم كماةً وصيدا
نزلوا كل شاهق فالروابي
- أوشكت تحت بأسهم أن تميدا
يتنادون فالمناكب والأغوا
- رُ جُنَّت من رجعهم ترديدا
خالدٌ خَلْفَ جَمعِهم والمثنى
- وشرحبيل يحملون البنودا
أيها الجيش يا هوى الأمل الظ
- ظامي متى ترجع الحمى المفقودا
ونرى بندك المركّز في السـ
- ـساحِ ونختالُ يومك المشهودا
وتطوف الجحافل الغر بالأقـ
- ـصى تحييه ركَّعًا وسجودا
وتفوح الزهور بالأرجِ الحلـ
- ـو وقد عطَّرَ الشهيدُ الشهيدا
أنتَ أنتَ العُلا حدته الأماني
- فازدهى حول جيدها معقودا