تحليل معلقة امرئ القيس (قفا نبك)
تحليل معلقة امرئ القيس (قفا نبك)
التحليل الموضوعي
ضمّن امرؤ القيس معلقته موضوعات كثيرة وفق ترتيب معيّن، نذكرها بشيء من التفصيل على النحو التالي:
- النسيب
وكان هذا موضوع المقدمة الطللية، والذي وصف فيه امرؤ القيس حزنه وتوجعه على رحيل حبيبته -المسماة فاطمة-، وطبيعة العلاقة التي تجمع بينهما، ثم وصفه المكان الذي فيه الأطلال.
- ذكريات الحبيبة
وفي هذا المقطع الشعري وصف الشاعر أجمل الذكريات التي عاشها مع محبوبته، وركّز ذلك على يوم خرج فيه معها وأخذ يصف تفاصيل جمالها في أبيات متعددة، فتارة يصف شعرها، وتارة جسدها، وأبرز في وصفه ذاك أدق ما فيها من صفات جمالية.
- وصف ليلته دون حبيبته
ربط الشاعر بين الموضوع الأول -الذي وصف فيه حزنه على رحيل حبيبته- وهذا الموضوع حيث وصف فيه ليلته دون حبيبته، وكيف أنها صعبة وقاسية عليه.
- ركوبه الحصان
يصف الشاعر في هذا المقطع انتظاره حلول الصباح بفارغ الصبر، وذلك حتى يستطيع ركوب حصانه الذي وصفه وصفاً كاملاً بأدق تفاصيله.
- وصفه للطبيعة
لخّص الشاعر في هذا المقطع الشعري الأخير ما سلف ذكره في الأبيات السابقة جميعها، ولقد وصف الشاعر لمعان البرق، وهطول المطر الذي يبعث الحياة في المكان، والصخر الذي في المكان، والسحاب والجبال.
المكان في معلقة امرئ القيس
افتتح امرؤ القيس معلقته بالوقوف على الأطلال، وذلك بهدف رسم معالم المكان الذي فيه الشاعر، وقام بوصفه لتوضيح ملامحه في ذهن القارئ أو المستمع، ويقول الشاعر في مطلع معلقته:
قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيْبٍ وَمَنْزِلِ
:::بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ
فَتُوْضِحَ فَالمِقْرَاةِ لم يَعْفُ رَسْمُهَا
:::لِمَا نَسَجَتْهَا مِنْ جَنُوبٍ وَشَمْأَلِ
ولا شك في أن معلقة من سبعة وسبعين بيتاً لم تقع في مكان واحد، فلقد تضمّنت المعلقة أماكن كثيرة، ومن الأمثلة على الواردة منها في معلقة امرئ القيس ما يلي:
- الماء: المِقراة، دارة جلجل، ضارج.
- الجبل: القَطَن، مأسَل، السيار، المجَيْمِر، القَنان.
- الواد: وجْرَة، الدُخول، الحَومل، تَيماء.
التحليل الفني
اشتهرت معلقة امرئ القيس بما فيها من محاسن جعلتها مضرباً للمثل في الشهرة، نذكرها فيما يأتي:
- أن الشاعر يستخدم الأسلوب المناسب حسب ما يقتضيه المقام منه، فإن كان مقام تغزّل وتشبيب كان أسلوبه رقيقاً عذباً، وإن كان المقام في وصف الجواد والصيد كان أسلوبه متيناً جزلاً.
- أن الشاعر بَرَع في توظيف أسلوب التشبيه في معلقته، وأكثر من استخدام المشبه به المحسوس إذ إنه أقرب للتناول، ويساعد في إرساخ الصورة التشبيهية في النفوس، وتهدف هذه التشبيهات إلى توضيح المعنى المُراد توضيحاً تاماً.
- أنه بَرَع في استخدام أجود الاستعارات ، واختار ما هو لطيف منها لتأدية المعنى المقصود، كما اتصف الشاعر بالبراعة في اختيار أحسن الكنايات وأنسبها للمعنى.
- أنه ماهر في التصوير، سواء أكان تصويراً لما حوله من الطبيعة والجواد وغيرهما، أم تصويراً للخيال أو الأحداث الواقعة في المعلقة.
- أن الشاعر ابتدأ المعلقة بأحسن ابتداء وذلك -كما ذكرنا- بالوقوف على الأطلال والبكاء على الحبيبة، وذكرها وذكر المنزل، وذلك كله في مصراع واحد، وختم امرؤ القيس المعلقة بوصف السيل.