تحليل رواية اللؤلؤة
تحليل رواية اللؤلؤة
رواية اللؤلؤة هي رواية صغيرة كتبها المؤلف والكاتب الأمريكي جون ستاينبيك عام 1947م، وتدور حول صائد لؤلؤ اسمه كينو، ويتناول جون في روايته طبيعة النفس البشرية، والطمع والشر الكامن فيها بسبب الثروة.
وقد تم تحويل الرواية إلى فيلم مكسيكي يدعى اللؤلؤة عام 1987م، وهذه الرواية اشتهرت كثيرًا وصارت رمزية يتم تدريسها على نطاق واسع في صفوف المدرسة الثانوية، ويمكن تحليل رواية اللؤلؤة في ضوء ما يأتي:
فكرة الرواية
تشمل فكرة الرواية الرئيسية اكتشاف كينو للؤلؤة العالم، وتتصاعد الأحداث منذ اكتشافها، فيواجه كينو لصوص يرغبون في سرقتها ويقتل أحدهم، ثم يقتل عدة متعقبين آخرين، ويكتشف حينها كينو أن ابنه الوحيد كويوتيتو مات، فيعود للمنزل عازمًا على التخلص من اللؤلؤة.
الرمزية
رمزية الرواية تظهر من خلال شخصياتها، إذ إن كينو رمز الاستقلال ويمثل هو وزوجته قصة الإنسان "آدم وحواء"، بينما يمثل الطبيب الجشع، والتجار رمز لابتزاز المجتمع، كما يمثل خوان توماس الحكمة.
الصراع
هناك نوعين من الصراعات في رواية اللؤلؤة، الصراع الخارجي الذي يدور بين كينو والأشخاص الذين يحولون بينه وبين الثروة ، والصراع الداخلي الذي يدور في ذهن كينو حول ما إذا كانت اللؤلؤة شر كما صرحت زوجته أم لا.
الشخصيات
شخصيات رواية اللؤلؤة تحتوي على الشخصيات الثابتة السطحية التي لا تغير نفسها، والشخصيات التي لا يمكن التنبؤ بها، يمثل النوع الأول كينو، بينما يمثل النوع الثاني شقيقه خوان توماس.
الأسلوب
يستخدم الكاتب في الرواية أسلوب الراوي بضمير الغائب، وهنا الراوي هو المؤلف نفسه حيث يمكنه رؤية الأشياء من مختلف وجهات النظر، كما أنه يتبع أسلوب التجسيد، أي أنه ينسب الأفعال والعواطف البشرية إلى أشياء غير حية.
المكان
أحداث الرواية تدور في مدينة لاباز في المكسيك، حيث يعيش كينو وعائلته، وتشمل الأحداث أيضًا المنطقة الساحلية والطريق إلى العاصمة.
نبذة عن مؤلف رواية اللؤلؤة
كتب رواية اللؤلؤة الكاتب الأمريكي جون شتاينبيك (1902م-1968م)، الذي ولد في ولاية كاليفورنيا لعائلة متوسطة الدخل، بدأ حياته الأدبية حين كتب بعض الروايات و القصص القصيرة ، لكنه لم يصبح معروفًا حتى عام 1935م حين كتب رواية شقة التورتيلا.
ويمكن أن تصنف جميع روايات شتاينبيك على أنها روايات اجتماعية جدية، تتميز في أغلب الأحيان بقوة نقدها الاجتماعي اللاذع، ومن أشهر رواياته ومؤلفاته: شرق عدن عام 1952، شتاء السخط عام 1961م، رحلات مع تشارلي عام 1962م وغيرهم.
اقتباسات من رواية اللؤلؤة
أبدع جون شتاينبيك في روايته "اللؤلؤة" التي صور فيها الصراع داخل النفس البشرية بعبارات قوية ومؤثرة، استطاع بها جذب القارئ وزيادة تعلقه بالرواية، ومن أجمل الاقتباسات التي ذكرت في الرواية على سبيل المثال ما يأتي:
- ليس من الجيد أن تريد شيئًا أكثر من اللازم، لأن هذا كفيل بدفع الحظ بعيدًا في بعض الأحيان، يجب أن تريد الأشياء بشكل معقول بما يكفي فقط.
- لأنه يقال أن البشر لا يرضون أبدًا، وأنك حين تمنحهم شيئًا واحدًا يريدون أشياء أكثر، فإن هذا يقال كنوع من الاستخفاف، لأن هذه الميزة واحدة من أعظم المواهب التي يمتلكها النوع البشري، والتي جعلته متفوقًا على الحيوانات التي ترضى بما لديها.
- سيقرأ ابني الكتب ويفتحها، وسيكتب ابني وسيعرف الكتابة، وسيصنع ابني أرقامًا، وستجعلنا هذه الأشياء أحرارًا لأنه سيعرف - سيعرف ومن خلاله سنعرف.
- نظرت إليه، وعيناها باردة مثل عيني لبؤة، كان هذا هو أول طفل لخوانا، كان هذا كل شيء تقريبًا في عالم خوانا، ورأى كينو تصميمها، وبدت موسيقى العائلة في رأسه بنبرة قوية.
- ها هي لؤلؤتك، لقد وجدتها في الطريق، هل تستطيع سماعي الآن؟ ها هي لؤلؤتك، هل تستطيع الفهم؟ لقد قتلت رجلًا، يجب أن نذهب بعيدًا، سوف يأتون من أجلنا، هل يمكنك أن تفهم؟ يجب أن نذهب قبل أن يأتي ضوء النهار.
- آه يا أخي، لقد تعرضت إلى إهانة أعمق من حياتي، لأن زورقي على الشاطئ محطم، وبيتي محترق، وفي الغابة يرقد رجل ميت، ويتم قطع كل سبل الهروب علي، يجب أن تخفينا يا أخي.
- طوال الوقت، كانت خوانا تحاول إنقاذ شيء من السلام القديم الذي كان لديهم في ذلك الوقت قبل ظهور اللؤلؤة، لكنه ذهب الآن، ولم يكن هناك أمل في استعادته، ومعرفة ذلك جعلها تتخلى عن الماضي على الفور.