تحليل رواية الفقراء لدوستويفسكي
تحليل الزمان والمكان في رواية الفقراء لدوستويفسكي
حصلت أحداث الرواية في مدينة سانت بطرسبرغ في روسيا تتحدث عن أهالي فقراء، لم يتسنَ لهم فرصة الهروب من هذا البؤس، فكانت حياة الشخصيات في الرواية ليست بالحياة البعيدة عن الحياة التي عاشها دوستوفسكي ، إذ تتحدث الرواية عن رسائل المتبادلة بين رجل مع فتاة اسمها فرانكا تكون صديقته الوحيدة وهو رجل بسيط وفقير يعيش مع أسرته التي تتكون من زوجته وابنه.
ورد في الرواية: "إنّ أعمال البّر والإحسان صارت تتم في أيامنا هذه يا أميمتي بطريقة عجيبة وغريبة، وربما كانت تتم دائمًا على هذا النحو فمن يدري؟ إمّا أنّ الناس لا تعرف كيف تتصرف في فعل الخير، أو أنّها حاذقة في فعل ذلك بكيفية كبيرة ولا شيء غير تينك الأمرين".
تحليل اللغة والسرد في رواية الفقراء لدوستويفسكي
روى الكاتب أحداث القصة بطريقة رسالية، تميزت بأسلوب لغة سهلة يستطيع القارئ العادي فهمها، فهي موجهة لفئة عامة (الشعب والفقراء)، وهو يتبع شخصيتين تعيشان على هامش المجتمع في سانت بطرسبرغ، يُكافحان الفقر بشكل كبير، فديفوشكين أليكسيفيتش مؤلف إعلانات يعمل في مكتب، وباربرا أليكسيفنا التي تعمل خياطة، حيث يُخبرنا دوستويفسكي إنّ هؤلاء أناس لا يحترمهم أحد بسبب الطبقة الاجتماعية والفقر الذي يعيشون فيه.
يقول الكاتب: "على المرء أن يعترف بأنّه قد يحدث له أن يعيش في الحياة، وهو لا يعلم بأنّ هناك على مقربة منه كتابًا يتضمن مجموع تفاصيل حياته، وقد سُلّط عليها الضوء كتابًا يتضمن جميع ما لم ينتبه إليه من قبل هو بالذات، أبدًا، وما أن يشرع في قراءة ذلك الكتاب، حتى يأخذ في تذكر الماضي، ويستعيده، ويستوعبه شيئًا فشيئًا".
كما ورد: "ففي الساعات التي ينوء فيها القلب بعبء الشقاء، حين تستبد كآبة ثقيلة بالنفس التي صارت من المحن في ظلام، تأتي الذكريات فتنعش النفس وتحييها، مثلها كمثل تلك القطرات من الندى التي تضعها رطوبة المساء على الأزهار بعد نهار خانق، فتبعث الحياة في هذه الأوراق الحزينة التي كادت تمحوها أشعة الشمس المحرقة".
تحليل الحبكة والصراع في رواية الفقراء لدوستويفسكي
إنّ الرواية تنقل لنا الصراع الدرامي والنفسي لأبطال القصة الذين يُعانون من الفقر، إذ تتمحور عقدة البطل بأمنيته في تحقيق العدالة ، وأن يثبت نفسه حتى ولو بالإيذاء والقتل، ونقل الكاتب صورة عن المعيشة العصبة التي يُعانيها الفقراء، وذلك بالحديث عن تفاصيل حياتهم اليومية بأسلوب فلسفي فريد من نوعه، وتعمق في خبايا النفس البشرية ، ففسر دوافعها وتناقضاتها.
ورد في الرواية: "تمر بي أحيانًا بعض اللحظات التي أشعر خلالها بالراحة وأنا وحيدة ومستسلمة على مهل للحزن ومذعنة من غير شريك للكمد، وقد أخذت هذه اللحظات تتكرر عندي بوتيرة عالية هذه الايام، ثمة شيء ما في ذكرياتي غير قابل للتفسير بالنسبة لي، شيء ما يمتصني بكيفية شديدة، حتى إنّي لأبقى لساعات طويلة غير مبالية بما يُحيط بي، وغافلة عن كل الامور التي تُؤثث حاضري".