تحليل رواية الشيخ والبحر
تحليل رواية الشيخ والبحر
رواية الشيخ والبحر، أو العجوز والبحر (بالإنجليزية: The Old Man and the Sea) كانت آخر عمل روائي لهيمنغواي، تحكي قصة الصياد سانتياغو الكوبي المسن، والذي يتعارك مع سمكة مارلن عملاقة قبالة ساحل كوبا في سبيل اصطيادها، وهي قصة مليئة بالحكمة و الاستعارات الفنية والرمزية. وفيما يأتي تحليل لتلك الرواية:
نبذة عن الرواية
من تأليف الأديب والصحفي الأمريكي آرنست همنغواي (بالإنجليزية: Ernest Hemingway)، الفائز بجائزة نوبل للأدب عام 1952م، وترجمت هذه الرواية العالمية إلى عدة لغات، تتألف النسخة العربية من 111 صفحة، ونشرت لأول مرة في 1 أيلول عام 1952م، وتصنف من كتب الأدب الكلاسيكي الخيالي، وقد كتبها همنغواي خلال إقامته في مقاطعة هافانا التابعة لجزر البهاما.
زمان ومكان الرواية
تدور أحداث القصة في شهر أيلول، على مدى 3 أيام، في أوائل الخريف، بعد انتهاء موسم السياحة الحار في الصيف، وقبل بدء موسم الشتاء البارد والممطر، قبل ثورة فيديل كاسترو، في هافانا عاصمة كوبا، على شاطئ البحر الكاريبي المتميزة بتوافر أسماك الصيد.
بطل الرواية
في الصفحات الأولى من الكتاب، يتم التعريف بسانتياغو، وهو رجل عجوز يعيش وحيداً ومنبوذاً ومعزولاً، أحياناً يلقي التحية على الصيادين، رغم أن معظمهم يسخرون منه بسبب رحلاته البحرية غير المثمرة، فجميعهم يعلمون بأنه عانى فترة ما تقرب من 84 يوم، أي ثلاثة أشهر دون صيد واحد، إلا أنه مصمم على المخاطرة والاستمرار في المحاولة.
الفكرة العامة من الرواية
هي قصة عالمية، تمتدح أخلاق القوة والحكمة والصداقة عند البشر، وتعرف القارئ بالمصاعب التي يواجهها الصيادون، كما توضح الرواية فكرة مقاومة الإنسان للحظ السيء المرافق له ونضاله، بالإضافة إلى توضيح فكرة علاقة الإنسان بعناصر البيئة، والكائنات الحية الأخرى، والتحديات التي تفرضها الطبيعية على الإنسان، كما يلاحظ في الرواية بعض الإشارات للمعتقدات الدينية عند الإنسان، فرغم أن بطل الرواية ليس شخصاً ملتزماً دينياً، إلا أنه يرفض الخطيئة كالقتل.
كما يلاحظ أن الكاتب كان دقيق الشرح في وصف التقنيات والمعدات المستخدمة في الصيد، كما أنه ركز على ذكر قدرة الرجل الصياد المسن على فهم إشارات الطبيعة وظواهرها المختلفة، وكيف أنه استخدم جميع مهاراته وخبراته الحياتية السابقة وكل المصادر التي يمكنه تسخيرها، في سبيل خدمته لكي لا يهزم وهو يدافع مستشرساً عن حياته.
مقتبسات من رواية الشيخ والبحر
فيما يأتي بعض الاقتباسات من رواية الشيخ والبحر:
- " يمكن للرجل أن يحطم، ولكن لا يمكن أن يهزم. "
- " كم من أفواه النّاس سيأكلُ من لحم هذه السمَكة؟ ولكنْ، أهذهِ الأفواه أهل لأكلها؟ لا، طبعاً لا، إنّ هذهِ السَمَكة بعظمَتها و براعة تصرّفها لا تجدُ من هو أهل لأكلها، إنّني لا أحسنُ فهمَ هذه الأمور، ولكن من حسن الطالع أن لا ينبغي لنا أن نحاولَ قتل الشمس والقمر والنجوم، حسبُنا أن نعيشَ على الماءِ، ونقتل أخوَتنا الصادقين في الودّ. "
- " وظلّ الطائرُ يتطلّعُ لهُ إذ هو يتكلّم، ثمّ راحَ يقبض بقدميه الرقيقتين على الحبل، فقالَ لهُ العجوز: إنّه ثابتٌ كلّ الثبات، وما كان لك أيّها العزيز ان تتجشم كلّ هذا العناء في ليلةٍ كهذه، بلا ريح، ولكن حدّثني، لماذا تأتي الطيورُ إلى هُنا؟"
- " إنّها حماقة أن يسيطر اليأس على الإنسان، وفي اعتقادي أن اليأس نفسه خطيئة، كما أنى لا أعتقد بان اليأس حقيقة، ولست واثقاً أنني أفكر باليأس أو أؤمن به، هناك في الحياة أفراد يعيشون للتفكير في اليأس، دعهم يفكرون فيه، أمّا أنت أيّها العجوز، فلقد خلقت لتكون صياداً عظيماً. "
- " ما أعرفه هو أن الفعل الأخلاقي هو الذي تحس بعده بالراحة، وغير الأخلاقي هو ما تحس بعده بعدم الراحة. "