تحليل الشخصية السيكوباتية
تعريف الشخصية السيكوباتية
الشخصية السيكوباتية والتي تُعرف أيضًا بالاعتلال النفسي ( Psychopathy )، على الرغم من أن مصطلح السيكوباتية لا يُعد تشخيصًا رسميًا من قبل الصحة العقلية، إلا أنه يستخدم في الإعدادات القانونية والسريرية، وهو اضطراب عقلي خطير ينتج عنه سلوكيات غير نمطية، وتشتمل السيكوباتية على أعراض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، مثل الاندفاع، وعدم التعاطف مع الآخرين و الشخصية النرجسية ، إلا أن السيكوباتي إنسان جذّاب يتظاهر بعكس ذلك ويستخدم شخصية أخرى للتستر على سلوكياته الحقيقية والتي من الممكن أن تكون إجرامية.
أنماط الشخصية السيكوباتية
يوجد العديد من أنماط الشخصية السيكوباتية، والتي تظهر على الشخص إلى أن تصبح جزءًا من تكوينه الشخصي، ومن أبرز هذه الأنماط:
- السيكوباتي العدواني: تشير إلى المضطربين غير المستقرين الذين تحتوي حياتهم على كثير من الخلافات والشجارات الجسدية، غالبًا ما يكون أصحاب هذا النمط ممن يمتلكون ميول سيادية، وميول إجرامية.
- السيكوباتي الناشز: يضم هذا النمط من يخالفون القواعد والقوانين المجتمع، ومن يمارس العنف والقوة على أفراد عائلته وأقاربه.
- السيكوباتي الخارج: يضم هذا النمط السيكوباتيين الذين يبدو عليهم الضعف، والشعور بعدم الأمان نفسيًا، كما أنهم يظهرون بعض التصرفات الغريبة.
- السيكوباتي المتجول: يضم هذا النط من لا يملكون القدرة على التحكم برغباتهم الشخصية، خاصةً رغبة الانتقال من مكان إلى آخر بدون وجد سبب حقيقي لذلك.
- السيكوباتي المتعصب: تتضمن هذه الفئة عادةً الأشخاص أصحاب النشاط الديني والإصلاحي المُتشدد، ويتصف هؤلاء الأشخاص بأنهم سريعو الغضب، ومتشوقون للعظمة.
- السيكوباتي المتعب: تضم هذه الفئة المضطربون الذين لا يستطيعون إدراك وفهم مشاعر الناس من حولهم، ولا يتمكّنون من إبداء الرحمة، لا يهتمون سوى بأنفسهم.
- السيكوباتي الانفجاري: يتصف السيكوباتيين من هذه الفئة بعدم الإحساس، وتتضمن المجرمين الذين يتصفون بالغضب الانفجاري.
- السيكوباتي صاحب النقص العقلي: يتصف السيكوباتيين من هذه الفئة بقدرتهم على القيام بالأعمال العقلية، إلا أنهم لا يستطيعون التمييز بين الصواب والخطأ، لأنهم أنانيون، ولا يراعون مصالح وحقوق الآخرين.
علامات الشخصية السيكوباتية
تظهر أعراض السيكوباتية في سن مبكرة، وتتطوّر مع الوقت تدريجيًا، كما وجدت الدراسات أن حوالي 29% من الناس تظهر عليهم صفة أو أكثر من صفات السيكوباتية، إلا أن من ينطبق عليهم وصف السيكوباتي حوالي 0.6% من السكان، ومن أبرز علامات الشخصية السيكوباتية ما يأتي:
الجاذبية المؤقتة
يعتمد السيكوباتي على الإغواء، وعادةً ما يتمتع بجاذبية وسحر في البداية، حيث أنهم متحدثون جيدون، ويظهرون رغبة بالتعرف على الآخرين، إلى أن تظهر شخصيتهم الحقيقية.
الكذب المرضي
يلجأ السيكوباتي إلى الكذب في كثير من الأحيان ليظهر بصورة جيدة، وللتستر على أكاذيبه السابقة، غالبًا ما يجد الشخص صعوبة في تذكُّر الأكاذيب، لذلك عندما يتم الإمساك به فإنه يغيّر القصة لتناسب الموقف.
النرجسية
يشعر السيكوباتي بقيمة ذاتية كبيرة، وأنه شخص مهم، وأن القوانين والقواعد العامة لا تنطبق عليه، وأن عليه العيش وفقًا لقواعده الخاصة.
نمط الحياة الطفيلي
يعتمد السيكوباتي على قصصه الحزينة وما تعرض له من إيذاء حتى يحصل على لطف الآخرين، ويتمكّن من الاعتماد عليهم ماديًا.
البراعة الجنائية
ينظر السيكوباتي إلى القوانين والقواعد على أنها قيود ومعيقات، لذلك فإنهم غالبًا لا يلتزمون بها، ويميل إلى القيام بالمخالفات القانونية مثل أعمال العنف، والانتهاكات المالية، ويمكن أن يعمل البعض منهم في أعمال مشبوهة وممارسات غير أخلاقية لا تؤدي إلى القبض عليهم.
التلاعب
يعد الشخص السيكوباتي شخصاً ذكي وقادر على إقناع الآخرين بما يريده لتحقيق مصالحه الشخصية.
عدم التعاطف
يُكافح السيكوباتي لمحاولة فهم مشاعر الحزن والقلق وغيرها من المشاعر عند الآخرين، إلا أنه قادر على فهمها، وينظر إليها كمشاعر غير منطقية، لذلك فإنه يبدو كشخص غير مبالي حتى بالنسبة لأقرب الناس له.
عدم الندم
يفتقر السيكوباتي إلى مشاعر الندم كنتيجة لتأثير أفعاله على الآخرين وإنما يلجأ إلى تبرير أفعاله، ولوم الآخرين واتهامهم بالمبالغة.
الشعور بالملل والحاجة إلى التحفيز
يشعر السيكوباتي بالملل لذلك فإنه يبحث دائمًا عن الإثارة، واغتنام الفرص للانخراط بالأعمال الخطرة، وعلى الرغم من أن سلوكه مُسبّب للقلق إلا أن البعض ينجذب إلى هذه التصرفات.
أسباب الشخصية السيكوباتية
يعتقد الخبراء في علم النفس أن الشخص السيكوباتي يمتلك استعداداً وراثيًا للمرض، لذلك غالبًا ما يولد بهذا الاعتلال، وعلى الرغم من ذلك يُمكن أن تُساهم الصدمات التي يمر بها الإنسان في مرحلة الطفولة في حدوث وتطور الاعتلال النفسي، بالإضافة إلى أن الاعتلال مرتبط بالتغييرات الفيسيولوجية للدماغ، حيث أظهرت الأبحاث أن السيكوباتيين لديهم مكونات دماغ مختلفة عن الإنسان الطبيعي، وقد تكون هي المسؤولة عن تنظيم العاطفة والتحكّم بالانفعالات.
علاج الشخصية السيكوباتية
يُعد علاج الاعتلال النفسي أمرًا غير محدد، حيث وجد بعض الباحثين أن العلاج غير فعّال مع المرضى، بينما يعتقد البعض الآخر أن العلاج يُخفف من السلوكيات الناتجة عن الاعتلال، مثل العنف، وأن أسلوب العلاج المُتّبع مع الإناث يختلف عن الذكور، كما أن غالبية الأبحاث تم إجراؤها على فئة معينة من المرضى مثل مرتكبي الجرائم والعلاج الذي يجدي معهم يمكن أن لا يجدي مع غيرهم.