تبذة عن كتاب التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة
التعريف بكتاب التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة
كتابٌ كتبه الإمام أبو عبد الله شمس الدين القرطبي المُتوفى سنة 671هـ ليكون واعظاً للناس ومُذكراً لهم بأمور الآخرة، وقد بدأ أبو عبدالله كتابه بموضوع فقهي وهو حكم تمنّي الموت، ثمّ تلاه بأبوابٍ وعظيّة تُذكّر بالموت وتزهد بالدنيا، ثمّ بيّن أحوال الإنسان عند الموت، و صفة ملك الموت عند دخوله على الإنسان.
وما يلي ذلك من دخول القبر، وسؤال الملَكين، وعذاب القبر، وحال المؤمن في قبره، وحال الكافر في قبره، و حياة البرزخ وصولاً للبعث والحساب، ثمّ دخول أهل الجنة الجنةَ ودخول أهل النار النارَ وصفة الجنة والنار، وذكر في طيّات الكتاب الردّ على المُلاحدة الذين يُنكرون البعث والحساب، كما ذكر أشراط الساعة وأهوال القيامة.
التعريف بالمؤلف
أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي، درس الفقه، والحديث، والتفسير، وعلم اللغة حتى برع فيها، وُلد في قرطبة الأندلسية وإليها نُسب، ورحل واستقرّ في مصر وله عددٌ من المُؤلفات العظيمة أبرزها: الجامع لأحكام القرآن الكريم وهو تفسيرٌ عظيم استفاد منه المُفسرون من بعده، وكتاب الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام وغيرها من المُصنّفات.
منهج المُؤلف في كتابه
كان موضوع الكتاب الرقائق والوعظ ولأجل هذا اهتمّ بهذا الجانب في كتابه فحوى كتابه عدداً من الأحاديث الضعيفة، لأنّ الصحة في الحديث لا تُشترط في باب الوعظ والسِيَر على عادة المُحدَثين، وكان قليل التخريج لأحاديث كتابه إلّا أنّه تحرّى الأحاديث الصحيحة في أصول أبوابه لأنّها من العقائد، والعقائد لا يقبل فيها إلا ما صحَّ من الأحاديث، وقد بيّن القرطبي أنّه سيقوم بإيراد أقوال العلماء في هذا الباب.
اقتباسات من الكتاب
من اقتباسات كتاب التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة:
- روى مسلم «عن أنس قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، فإن كان لا بد متمنياً فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي» أخرجه البخاري، وعنه قال: «قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يتمنين أحدكم الموت ولا يدع به من قبل أن يأتيه، إنه إذا مات أحدكم انقطع عمله، وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيراً»
- قال العلماء: الموت ليس بعدم محض ولا فناء صرف وإنّما هو انقطاع تعلق الروح بالبدن ومُفارقته وحيلولة بينهما، وتبدل حال وانتقال من دار إلى دار، وهو من أعظم المصائب، وقد سماه الله تعالى مصيبة، وفي قوله {فأصابتكم مصيبة الموت} فالموت هو المصيبة العظمى والرزية الكبرى.
- قال علماؤنا: وأعظم منه الغفلة عنه، والإعراض عن ذكره، وقلّة التفكر فيه، وترك العمل له، وإنّ فيه وحده لعبرة لمن اعتبر وفكرة لمن تفكّر، وفي خبر يروى عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لو أنّ البهائم تعلم من الموت ما تعلمون ما أكلت منها سميناً.
- وأنشدوا في بعض الشجعان مات حتف أنفه:
جائته من قبل المنون إشارةً
- فهوى صريعاً لليدين وللفم