تاريخ علم الأحياء الجزيئي
تاريخ علم الأحياء الجزيئي
على الرغم من مكانة علم الأحياء الجزيئي البارزة في علوم الحياة المعاصرة، إلا أن الأحياء الجزيئية هي مجال حديث نسبياً في الوقت الراهن، وهو علم نشأ في ثلاثينيات القرن العشرين وما بعدها، ونشأ مجال الأحياء الجزيئية من تقارب عمل علماء الوراثة والفيزيائيين والكيميائيين حول مشكلة شائعة ألا وهي طبيعة الوراثة.
في أوائل القرن العشرين استخدم توماس هانت مورغان وزملاؤه ذبابة الفاكهة ككائن حي نموذجي لدراسة العلاقة بين الجين والكروموسوم؛ فأقرّ هيرمان جيه مولر بأن الجين هو أساس الحياة، ولذا شرع في التحقيق في هيكله عام 1926م، فاكتشف مولر تأثير الأشعة السينية على ذبابة الفاكهة، واستخدم هذه الظاهرة كأداة لاستكشاف حجم وطبيعة الجين، وبالرغم من قوة الطفرات ، أدرك مولر أنه كعالم وراثة، كان محدودًا في مدى شرح الخصائص الأساسية للجينات، وأنهى مقاله عام 1936م.
علم الأحياء الجزيئي في العصر الحديث
في العقد الأخير شهد العالم ظهور العديد من علماء الفيزياء المشهورين الذين وجهوا انتباههم إلى طبيعة الوراثة ، وفي عام 1944م اقترح الفيزيائي إروين شرودينغر طرقًا يمكن من خلالها لمبادئ فيزياء الكم أن تساعد على تفسير مبدأ استقرار الجين، وقابليته للتغير.
اكتشف علماء الأحياء الجزيئية بعد ذلك وشرحوا من خلال تحديد وتوضيح الآليات، مثل تكرار الحمض النووي، وتخليق البروتين، وآليات التعبير الجيني التي لا تعد ولا تحصى ابتداءً من التسعينيات.
هنالك عدد من التطورات الرئيسية في البيولوجيا الجزيئية في السنوات القليلة الماضية حيث بدأ هذا العلم يستخدم في عملية ربط قطعتي الحمض النووي (DNA) مع بعضهما، كما يستخدم في عملية تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) وهي عملية غايتها الأساسية هي تضخيم العينات الصغيرة جدًا من الـ(DNA) لكميات يمكن استخدامها لاحقاً.
إنّ علم الأحياء الجزيئي يمتاز أيضاً بامتلاكه استخدامات عملية واسعة كما في الطب الشرعي لتحديد الهوية (بواسطة مرتسم الـDNA)، وتشخيص بعض الأمراض، كما تستخدم في عملية الرحلان الكهربائي وهي عملية لفصل جزيئات ال DNA والبروتينات، ولقد استخدمت كل من التقنيات السابقة بالتزامن مع تقنيات أخرى لمساعدة العلماء على عملية ربط الجين ببروتين معيّن للتأكد من أن المورثة قد أُدخلت بالشكل الصحيح.
تعريف علم الأحياء الجزيئي
علم الأحياء الجزيئي هو مجموعة دراسات تركز على بنية جزيئات الكائنات الحية ووظائفها، وبشكلٍ أساسي على المواد الوراثية، والخصائص الوراثية التي تنتقل من جيل لآخر، والأنماط الجزيئية وتركيب البروتينات والتفاعلات التي تحدث بين الحمض النووي، والحمض النووي الريبوزي ، وبالتالي فإن هذا المجال من الدراسة يغطي جزءًا كبيرًا من التخصصات الأخرى مثل الكيمياء والأحياء والفيزياء، وعلم الوراثة والكيمياء الحيوية.