تاريخ سنغافورة
سنغافورة في فجر التاريخ
سكن الصيّادون، والقراصنة -منذ القِدم- في المنطقة التي تُعرَف اليوم باسم سنغافورة ؛ فهي تُمثِّل جزيرة مُحاطة بالبحار، وقد أصبحت الجزيرة محطّة مُهمّة للإمبراطوريّة السومريّة في مملكة سريفيجايا؛ نظراً لأهمّية موقعها الجغرافيّ، وتُشير الأدلّة الأثريّة من النقوش، والسجلّات إلى أنّ الجزيرة كانت تُعرَف سابقاً باسم (توماسيك)، أو (تيماسيك)؛ وهو اسم مُشتَقٌّ من الكلمة الجاوية (tasek) وتعني: البحر. ومن الجدير بالذكر أنّ جزيرة سنغافورة كانت قد تعرَّضت في عامَي 1025م، و1068م لهجومَين قادهمها راجندرا تشاولا الأوّل، وهو حاكم مملكة تشاولا الهنديّة الجنوبيّة، وفي عام 1275م، قاد الملك كيتاني كريتا ناغارا هجوماً عسكريّاً على سنغافورة، وبعد ذلك، خضعت الجزيرة لسيطرة الإمبراطوريّة الجاوية، وظلَّت خلال منتصف القرن السادس عشر ميناءً ذا شَحن مُزدحِم، وحركة نَشِطة.
سنغافورة تحت الاستعمار البريطانيّ
تمكَّنَ البريطانيّ توماس ستامفورد رافلز (بالإنجليزيّة: Thomas Stamford Raffles) في عام 1819م من إحكام سيطرته على سنغافورة، وأنشأ مرفأ بحريّاً ضخماً يُحقِّق له الأهداف التجاريّة، ومع مرور الوقت، أصبحت جزيرة سنغافورة مستعمرة بريطانيّة في منطقة جنوب شرق آسيا، فشكَّلت لدى البريطانيّين أهمّية كبرى من الناحيتَين: العسكريّة، والاقتصاديّة، وبحلول بداية القرن العشرين، أصبحت الحركة نَشِطة بشكل أكبر على المرفأ البحريّ لسنغافورة؛ حيث ازدادت حركة التصدير للبضائع الخام من دُوَل الشرق إلى دُول الغرب، فتطوَّر اقتصاد الجزيرة بشكل كبير؛ وهو ما دفع عدداً كبيراً من سُكّان الهند، والصين للهجرة إلى سنغافورة؛ بهدف العمل فيها، وكَسْب الرزق، أمّا في عام 1942م، فقد خضعت سنغافورة لسيطرة اليابان، إلّا أنّ حُكمهم للجزيرة لم يَدُم طويلاً؛ إذ انسحبت القُوّات اليابانيّة من سنغافورة في عام 1945م، وذلك عقب انتهاء الحرب العالَميّة الثانية ، وعادت السيطرة البريطانيّة على الجزيرة.
استقلال سنغافورة
أصبحت سنغافورة في عام 1946م مُستعمرة تابعةً للتاج البريطانيّ بعد أن انفصلت عن اتِّحاد الملايو، وقد عانى الشعب السنغافوريّ خلال الحُكم البريطانيّ من نقص الأغذية، والتضخُّم، فبدأت المطالب تزداد بضرورة نَيل الاستقلال، والتخلُّص من السيطرة البريطانيّة، وبذلت كافّة الأحزاب السياسيّة جُهدها في سبيل تحقيق استقلال البلاد، فتحقَّق لها ذلك عام 1959م؛ حيث نالت سنغافورة استقلالها، إلّا أنّ هذا الاستقلال لم يكن تامّاً؛ فشؤون الدفاع، والخارجيّة كانت ما تزال تحت سيطرة المملكة المُتَّحِدة ، كما أنّ اقتصاد سنغافورة كان يعتمد بشكل أساسيّ على حركة التجارة مع الملايو، وعلى الرغم من هذا، فقد تحقَّق الاستقلال الحقيقيّ للبلاد في آب/أغسطس من عام 1965م، وخرجت آخر القُوّات البريطانيّة من سنغافورة في عام 1971م. ومن الجدير بالذكر أنّ سنغافورة تمكَّنت من تحقيق نُموّ اقتصاديّ، واستقرار سياسيّ، وأصبحت واحدة من أكثر الدُّوَل الآسيويّة رفاهيّة، واستقراراً.