تاريخ بلاد الرافدين
تاريخ بلاد الرافدين
تُعتبَر الحضارة التي نشأت على أرض بلاد الرافدين من أقدم الحضارات في العالَم؛ فقد سبقَت في قِدَمها حضارة الهند، وحضارة النيل، والحضارة اليونانيّة، والصينيّة، وغيرها من الحضارت، حيث نشأت على أرض بلاد الرافدين العديد من الحضارات التي لا تزال آثارها شاهدة على عَبقها، وقِدَمها، كالحضارة البابليّة، والسومريّة، والآشوريّة، والأكاديّة، وغيرها.وتجدر الإشارة إلى أنّ بداية ظهور الحضارة في بلاد الرافدين (فجر الحضارة) كانت في حوالي عام 5000 قَبل الميلاد، علماً بأنّ نهايتها كانت عندما عَرَف الإنسان الكتابة للمرّة الأولى في الألف الرابع قَبل الميلاد، وتحديداً في الرُّبع الأخير منه، وقد كان نشوء الحضارات في أرض بلاد الرّافدين على عدّة مراحل، وأطوار مُتتابِعة، إذ عُرِف كُلّ طَورٍ باسم القُرى، أو المُدن التي ظهر فيها للمرّة الأولى، وهي: حسونة، وحلف، والوركاء (بالإنجليزيّة: Uruk)، وجمدة نصر (بالإنجليزيّة: Jemdet Nasr)، والعبيد (بالإنجليزيّة: Ubaid period)، وسامراء (بالإنجليزيّة: Samarra).
مملكة السومريّين
يُعتبَر السومريّون سُكّان العراق الأصليّين، حيث نشأت مملكتهم في وسط، وجنوب العراق، وامتدَّت حتى جزيرة دلمون (البحرين حاليّاً)، علماً بأنّ لغتهم كانت إحدى اللغات المُلتصِقة (بالإنجليزيّة: Agglutinative)؛ حيث يتمّ دَمج كلمتين اثنتين في كلمة واحدة تُؤدّي المعنى المقصود من الكلمات المُكوِّنة لها؛ فعلى سبيل المثال، تُدمَج كلمة (إي)، والتي تعني: البيت، وكلمة (كال)، والتي تعني: العظيم؛ لتُشكِّلا كلمة واحدة هي (إي-كال)، كما يتمّ إلصاق الأدوات، والضمائر بجذر الفعل؛ بهدف تكوين الجُمل، ومن الجدير بالذكر أنّ الحضارة السومريّة تميَّزت بعمارتها الرائعة من معابد، وقصور، وغيرها، عدا عن انتشار الكتابة، واستعمالها في مختلف المجالات، كالمُعاملات التجاريّة، والشخصيّة، بالإضافة إلى المُراسلات، وغيرها.
مملكة الأكاديّين
جاء ظهور مملكة الأكاديّين على يد سرجون الأكاديّ بعد انهيار مملكة السومريّين، حيث امتدَّت هذه المملكة لتشمل بلاد الخصيب، وأجزاء من الأناضول، بالإضافة إلى بلاد العيلاميّين، ويُعتبَر نارام سين (بالإنجليزيّة: Naram-Sin) من أشهر ملوك الأكاديّين؛ إذ كانت الدولة الأكاديّة في عَهده في أَوْجها، وممّا يجدر التنويه إليه أنّ نارام سين كان يُؤلِّه نفسه في بلاد الرافدين ، بالإضافة إلى أنّه أعلنَ نفسه ملك الأرباع الأربعة للكون في إشارة منه إلى مُساواته مع الآلهة الأخرى في بلاد ما بين النهرين.
مملكة البابليّين
تُعتبَر مملكة البابليّين من أشهر الممالك، والإمبراطوريّات في العالَم القديم، وتنقسم هذه المملكة إلى ثلاثة أقسام رئيسيّة، هي:
- العصر البابليّ القديم الذي اشتُهِر بمَلِكه حمورابي.
- العصر البابليّ الوسيط الذي يُعَدُّ من العصور المُظلمة في العراق.
- العصر البابليّ الحديث الذي يشتهر بملكه نبوخذ نصر الثاني.
مملكة الآشوريّين
أُنشِئت مملكة الآشوريّين في المنطقة التي تُعرَف حاليّاً بجنوب شرقيّ تركيا، وشمال العراق، وتُعتبَر هذه المملكة من أعظم الإمبراطوريّات التي ظهرت في الشرق الأوسط القديم؛ حيث امتدَّ نفوذها إلى أن وصلت إلى سهول مصر، وجبال الأناضول في تركيا، وتجدر الإشارة إلى أنّ الآشوريّين كانوا ذوي قوّة قتاليّة عالية، كما كانوا بُناة ماهرين؛ وهذا ما تدلُّ عليه الآثار الآشوريّة في كلٍّ من نينوى، ونمرود، وآشور، بالإضافة إلى أنّ مملكة الآشوريّين كانت خلال الأعوام (900-600 قَبل الميلاد) الأكثر تقدُّماً بين الممالك الأخرى الموجودة في تلك الفترة.