تاريخ الحضارة النوميدية
الحضارة النوميدية
هي إحدى الحضارات التي كانت موجودة في أفريقيا بالجزء الشمالي منها، وكانت تشمل ليبيا شرقًا إلى موريتانيا غربًا، وتتضمن المساحة الخاصة بها جبال الأطلس وتونس في منطقة الشمال، وكان لموقعها على البحر الأبيض تنوع هائل في الأجناس، وسكانها الأوائل كانوا من القبائل والعشائر، وكانوا يشبهون سكان المنطقة الأصليين.
تاريخ الحضارة النوميدية
تأسست سنة 202 قبل الميلاد في الوقت الذي انتصر فيه الرومان على القرطاجيين في الحرب الحنبعلية التي دامت من سنة 218 قبل الميلاد حتى سنة 201 قبل الميلاد. ويعتبر الملك ماسينسيا هو مؤسس المملكة النوميدية وهو أكبر ملوك الأمازيغ وقد اتخذ مدينة سيرتا عاصمة لمملكته.
وتقع هذه المدينة في منطقة الشرق الجزائري، التي تسمى حاليًا قسنطينة وأصبحت عاصمة المملكة النوميدية الموحدة سياسيًا وثقافيا، بنيت في منطقة مسيجة بالجبال المنيعة وهي جبال الأوراس العتيدة وكان جعل للمدينة أسوارًا وحصونًا، حرص الملك على تقسيم المدينة إلى أحياء سكنية وتجارية ومرافق عمومية وإدارية ودينية.
استمر حكم هذه المملكة على المنطقة بناء على المصادر التاريخية إلى سنة 40 قبل الميلاد، وكان الملك أرابيو آخر الملوك على مملكة نوميديا، وبعد مقتله صارت نوميديا إحدى المقاطعات التابعة للإمبراطورية الرومانية، حيث تم تنصيب جوبا الثاني كحاكم للبلاد بأمر من أغسطس قيصر إمبراطور روما ، وتم نقل جوبا عاصمة المملكة إلى مملكة موريطنية المجاورة في بدايات عهده وركز أغلب جهوده على تلك المنطقة فقط.
القبائل في الحضارة النوميدية
وهي كالآتي:
- الليبيون: وهم مقيمون في تونس ويتبعون لحكومة قرطاج.
- ميتاجونيتاس: هم الذين يسكنون في نوميديا بالوادي العظيم.
- الأفرو: معناها الكهوف الأصلية والتي تعيش في الجزائر .
- البربر: وتعني أي شخص لا يتحدث اللاتينية أو من أصل غير روماني، وهو اسم قبلي في موريتانيا، وهم من سكان جبال الأطلس وجبال نفوسة في شمال أفريقيا.
مظاهر الحضارة النوميدية
فيما يلي أبرز مظاهر الحضارة النوميدية:
- في أحد عصور ملوكها تم توحيد قبائل وممالك البربر، وكانوا يلجؤون إلى الحرب عند الضرورة فقط أي في حال انعدام الطرق الأخرى.
- كانت الخطط السياسية في دولة نوميديا تصب وتتمحور حول السعي وراء توحيد البلاد.
- عرف جيشها بجسارته وبراعته العسكرية.
- كما أنه تجدر الإشارة إلى أن الأمازيغ كانوا يحترمون الانضباط ويحترمون النظام الملكي لذلك ساد تقديس الملك.
التجارة في الحضارة النوميدية
كان للدولة النوميدية علاقات تجارية متعددة مع الدول الأخرى، نذكر منها الآتي:
- كان بين الملوك النوميد والرمان مصالح مشتركة في السلم والحرب، وفي الحرب تمثلت في الملكين يوغرطة ويوبا الأول التي كانت علاقتهم عدائية مع روما.
- كانت حبوب القمح والشعير السلعة الأساسية في التجارة الخارجية للدولة النوميدية، مما أدى إلى جعل الشمال الأفريقي مصدرًا أساسيًا للحبوب.
- الملك ماسينيسا أبرم عدة اتفاقيات وعقد صفقات تجارية وضمت مساعدات للجيوش الرومانية المحاربة خارج الأراضي الرومانية ومساعدات للإمبراطورية نفسها.