تأثير الإنسان على التربة
تأثير الإنسان على التربة
تُساهم ممارسات الإنسان الخاطئة في إحداث مشكلات بيئية متعددة وتدهور التربة أو فقدانها، ويحدث ذلك عندما يلجأ البشر إلى الاستفادة من التربة التي تُعدّ مهمةً جداً في حياتهم، وفي ما يأتي نبذة عن أهم الطرق التي يؤثّر بها الإنسان على التربة.
التعرية
تُعدّ التعرية (بالإنجليزيّة: Erosion) عملية جيولوجية يحدث فيها اهتراء الطبقة الترابية العليا، ونقل الأجزاء المتآكلة منها إلى مكان آخر، بواسطة قوى الطبيعة مثل المياه والرياح، وتُعد الأنشطة التي يُنفّذها البشر مثل أعمال البناء، والبستنة، والتعدين، وقطع الأشجار، أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدّي إلى إضعاف الطبقة السطحية للتربة وتآكلها بشكل مُفرط.
التصحر
يُعدّ التصحر (بالإنجليزيّة: Desertification) أحد الأسباب التي تؤثّر على التربة وتُضعفها، وهي العملية التي تتسبّب في تقليل الإنتاجية البيولوجية للأراضي القاحلة، وشبه القاحلة، أو ما تُسمّى بالأراضي الجافة، لعدّة عوامل تكون طبيعيةً مثل تغير المناخ، أو عوامل بشرية مباشرة، مثل: الرعي الجائر، وإزالة الغابات، وممارسات الري غير المستدامة، أو عوامل بشرية غير مباشرة، مثل: الفقر والتقلبات السياسية، ويُشير مفهوم التصحر إلى تنوع العمليات التي تُهدّد النظم البيئية للأراضي الجافة، بما في ذلك الصحاري والأراضي العشبية.
التحمض
تنتج حموضة التربة أو التحمّض (بالإنجليزيّة: Acidification) عندما تنخفض قيمة درجة الحموضة (pH) للتربة، لعدّة أسباب مختلفة منها أسباب بشرية، مثل: استخدام بعض أنواع الأسمدة لتوفير الغذاء مثل الأمونيا اللامائية، ممّا يتسبّب في جعل التربة أكثر حموضة، ويُمكن أن يحدث ذلك في كافة المناطق الحيوية، ويُؤثّر التحمّض بشكل مباشر أو غير مباشر على نمو النبات، وعند حدوث التحمّض تُطلق الكربونات والكاتيونات القاعدية من التربة؛ للتخفيف من التغيرات في درجة حموضتها.
إزالة الغابات
تُعرف إزالة الغابات (بالإنجليزيّة: Deforestation) على أنّها عملية قطع الأشجار لعدّة أسباب مختلفة، مثل إتاحة المساحة الكافية للزراعة المحاصيل، أو الرعي، أو استخدام الأخشاب في عمليات البناء، والتصنيع، أو استخدامها للوقود، وتعتبر هذه العملية إحدى الأسباب الرئيسية التي تؤذي التربة وتتسبّب في تدهورها .
التملح
يُعرف التملّح (بالإنجليزيّة: Salinization) أو ما يُعرف بملوحة التربة بأنّه ارتفاع في منسوب الملح المتراكم على الطبقة السطحية للتربة، ويتسبّب التملّح في مشاكل كبيرة للمناطق الحيوية في الصحراء والبراري، كما يُمكن أن يؤدّي إلى تلف التربة، وبالتالي عدم القدرة على الزراعة فيها، ويحدث التملح لعدّة أسباب كالآتي:
- أسباب بشرية للتملّح وهي كالآتي:
- استخدام مياه الري التي تحتوي على كميات كبيرة من الملح.
- تسرّب مياه البحر إلى طبقات المياه الجوفية الساحلية؛ بسبب الاستغلال المفرط للمياه الجوفية الساحلية.
- الريّ المفرط للأراضي الجافة مع قلة هطول الأمطار يؤدي إلى تراكم الأملاح في التربة، حيث لا يوجد مطر لغسل التربة من الأملاح.
- أسباب طبيعية للتملّح وهي كالآتي:
- تشبّع التربة بالمياه دون القدرة على تصريفها بشكل كافٍ لتصفية الأملاح من التربة يؤدّي إلى تراكمها.
- ارتفاع معدلات التبخر في الأراضي المزروعة مع ارتفاع معدلات الريّ فيها، يؤدي إلى تراكم الأملاح الزائدة في التربة.
التعدين
يُعرف التعدين (بالإنجليزيّة: Mining) على أنّه عملية التنقيب عن المعادن الغنية من باطن الأرض مثل النحاس، والفحم، والذهب، ويؤدي التعدين إلى فقدان التنوع البيولوجي، وتدهور التربة، وإحداث عملية التعرية، وتلويث التربة، كما أنّه يُلوّث المياه الجوفية والسطحية.
التحضر
يُعرف التحضر (بالإنجليزيّة: Urbanization) بأنّه عملية انتقال أعداد كبيرة من الناس إلى مناطق صغيرة نسبياً بشكل دائم؛ ممّا يؤدي إلى تشكيل المدن، ونظراً إلى ذلك نتجت زيادة كبيرة في نسبة عدد سكان العالم المقيمين في المناطق الحضرية، وتوجههم للتصنيع؛ ممّا أدّى إلى فقدان البشر اتصالهم بالبيئة، وظهور عدد كبير من المشكلات البيئية التي تخص التربة، مثل: زيادة تلوث التربة، وحدوث تأثيرات كبيرة ومتفاوتة على خصائصها الكيميائية والفيزيائية، لذلك فلا بدّ من إيجاد الحلول العملية لحماية التربة وخاصة في المناطق التي تشهد ارتفاعاً في معدل التنمية الحضرية.