بعض فوائد حسن الخلق
الخُلُق
الخلق هو صفةٌ وهيئةٌ ثابتةٌ في نفس الإنسان تُبنى عليه أفعاله وتحرّشك سلوكاته، وقد تكون هذه الأفعال والسلوكات جيِّدةً؛ فتوصف بالخُلق الحسن، أو سيئةً فتوصف بالخُلق السّيئ، وتمتاز هذه الأفعال والسلوكيات حتّى تعتبر أخلاقًا للإنسان بالاستمراريّة والرسوخ، وبصدورها عن النّفس بسهولةٍ دون الحاجة للتّروي والتفكير، أمّا التّخلُّق فيتّصف بالتكلُّف وعدم الاستمراريّة، فهو عمل يُعاكس طبيعة النفس الأصليّة، ولا يُسمّى خُلقًا إلّا إذا صاحبته استمراريَّةٌ حتى يصبح عادةً وصفةً راسخةً.، وقد حثّ الإسلام على التخلّق بالأخلاق الحسنة والتزامها، حتى كان تعزيز الأخلاق الحسنة غايةً من غايات بعثة النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ بدليل قوله -عليه الصلاة والسلام-: (إِنَّما بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صالِحَ الأَخْلاقِ).
فوائد حسن الخلق
إنّ التزام الأخلاق الحسنة لا يأتي إلا بالخير على الفرد الذي التزم بها والمجتمع من حوله، فلحسن الخلق فوائد كثيرةٌ أُخرويَّةٌ ودنيويَّةٌ، وفيما يأتي ذكرٌ لبعض هذه الفوائد:
- التقرّب من الله -سبحانه وتعالى- والفوز بمحبّته وجنّته؛ فالخلق الحسن يُقرّب العبد من الله تعالى ويرفع منزلته في الجنة؛ فقد تعهّد النبيّ -عليه الصلاة والسلام- ببيتٍ في أعلى الجنة لصاحب الخلق الحسن بإذن الله.
- بحسن الخلق تصلح علاقة الإنسان مع من حوله من الناس ويكسب محبّتهم، وتتآلف أرواحهم.
- كسب محبّة النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ لأنّ في التزام حسن الخلق اقتداءً وتأسِّيًا به، فقد كان -عليه الصلاة والسلام- أحسن الناس خُلقًا؛ بدليل قوله تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ).
- حسن الخلق من أفضل الأعمال التي تثقل الموازين يوم القيامة، وتُجنّب صاحبها النار.
- حسن الخلق سببٌ في إيجاد مجتمعٍ متعاونٍ آمنٍ ينبذ التفرق والخلاف.
مجالات حسن الخلق
لا تقتصر الأخلاق الحسنة على تعامل الإنسان مع غيره من الناس، بل تتّسع دائرة الأخلاق الحسنة لتشل أشياء ومجالاتٍ كثيرةً منها:
- الأخلاق المتعلّقة بعلاقة الإنسان بربّه.
- الأخلاق المتعلّقة بعلاقة الإنسان مع نفسه؛ كصدقها معها وتقديرها.
- الأخلاق المتعلِّقة بعلاقة الإنسان مع الناس من حوله.
- الأخلاق المتعلّقة بعلاقة الإنسان مع الكائنات الحية والجمادات من حوله، ومن ذلك:
- حسن الخلق في التعامل مع الحيوانات والكائنات الحيّة وعدم إيذائها أو الاعتداء عليها.
- في مجال البيئة والمحافظة عليها والابتعاد عن إفسادها، والقيام بما يلزم للإنتاج وتطويرها وعمارتها.
طرق اكتساب حسن الخلق
فيما يأتي ذكرٌ لوسائل وطرق تُعين على اكتساب الأخلاق الحسنة:
- اللجوء لربّ العالمين بالدعاء أن يرزقنا حسن الخلق، كما كان -صلى الله عليه وسلم- يدعو.
- تفكّر الإنسان في نفسه وصفاتها، ومجاهدة نفسه للابتعاد عن الأفعال السّيئة، والتدرّب على فعل الأمور الحسنة باستمرار والالتزام بها حتى تصبح عادة.
- مراعاة اختيار الأصحاب من ذوي الأخلاق الحسنة وقبول النّصيحة، والابتعاد عن الجاهلين وسيّئي الأخلاق.
- تذكّر ثواب حسن الخلق، والآثار والفوائد المترتبة عليه، واستحضار عواقب سوء الخلق من هم وحزن وبُغض وندم كدافع للابتعاد عنه.
- تجنّب فواحش القول والفعل، والسموّ بالنفس بتجاوزها عن أخطاء وعيوب الآخرين ومقابلة إساءتهم بالإحسان.
نماذج من حسن الخلق
إنّ الأخلاق الحسنة كثيرةٌ ومتنوِّعةٌ، وفيما يأتي ذكرٌ لعدد منها:
- بشاشة الوجه، ونشر السلام، وبذل المعروف، وكفّ الأذى.
- كظم الغيظ والصبر والعفو عن الناس.
- برّ الوالدين، وصلة الرحم والإحسان إلى الجار.
- الكرم والصدق والأمانة وحبّ الخير للناس.
- الابتعاد عن اللعن والسّباب والغيبة والنميمة.
- التزام النظافة في المنزل والجسم والثياب.
- حسن الظن بالنّاس واحترامهم.