بحث عن ثقافة العمل
مفهوم ثقافة العمل
ثقافة العمل هي مجموعة من المواقف والمعتقدات والسلوكيات التي تشكل الجو المعتاد في بيئة العمل ، وتعمل ثقافة العمل الإيجابية على مواءمة سلوكيات الموظفين وسياسات الشركة مع الأهداف العامة للشركة، مع مراعاة رفاهية الأفراد.
كما تحدد ثقافة العمل مدى ملاءمة الشخص لبيئته في وظيفة جديدة وقدرته على بناء علاقات مهنية مع زملائه، ويعتمد سلوك الموظف وموازنته بين العمل والحياة وفرص النمو والرضا الوظيفي على ثقافة مكان عمله، وعندما تكون ثقافة العمل إيجابية يصبح الموظفون أكثر إنتاجية وولاء.
فعلى سبيل المثال في شركة أمازون، تدفع ثقافة العمل الموظفين لتقديم أفضل ما عندهم باستمرار، وتقوم أمازون بتقسيم الموظفين إلى فرق صغيرة، ويشجعون اتخاذ القرار التعاوني مع تركيزهم على الابتكار، كما تركز أمازون على العمل في كل قسم ومنتج على حدى، وتسعى جاهدة لتشجيع الموظفين على التميز، وهذا ما أدى إلى نجاحها كشركة ناشئة.
ومن ناحية أخرى، تتمتع بيئة العمل في أمازون بالضغط لشديد، إذ صرح بعض موظفي أمازون أنهم يعانون من ثقافة العمل التي تفرض عليهم ساعات عمل طويلة، وأجور منخفضة، ومعايير عمل غير معقولة، وهذا أدى إلى افتقارهم للتوازن بين العمل والحياة؛ مما أدى إلى مغادرتهم.
أهمية ثقافة العمل الإيجابية
ثقافة العمل الإيجابية مهمة جدًا للشركات، والنقاط الآتية توضح أهميتها:
زيادة معدلات استبقاء الموظفين
ويعني هذا أن ثقافة العمل الإيجابية ستجعل الموظفين أكثر ولاءً للشركة، كما ستجعلهم يتمسكون بالعمل بها، وبالتالي يقل معدل الدوران (استقالة الموظفين)، حيث إنه إذا كان معدل الدوران مرتفعًا، فمن المرجح أن تنفق الشركة آلاف الدولارات الإضافية سنويًا لمجرد استمرار شغل الوظائف.
تشجيع النمو على المستوى الشخصي والتنظيمي
تشجع ثقافة العمل الإيجابية النمو على المستويين الشخصي والتنظيمي، حيث سيشعر الموظفون ذوو العقلية المتنامية بالقدرة على أداء أفضل لأعمالهم، والسعي وراء الفرص، كما يمكن للشركات الاستفادة من خبرة العمال القدامى الذين بقوا في الشركة، إضافةً إلى جذب المواهب الجديدة.
زيادة الإنتاجية
تجعل ثقافة الشركة الإيجابية الموظفين أكثر سعادة، أكثر شعورًا بالتقدير والدعم، وهذا يؤدي إلى زيادة الإنتاجية ، حيث قيل إن الموظفين السعداء أكثر إنتاجية بنسبة 13% من نظرائهم، وفقًا لجامعة أكسفورد.
النجاح المالي
لقد شهدت الشركات ذات ثقافات العمل الإيجابية نموًا في الإيرادات بنسبة 682% على مدار 11 عامًا، وفي الوقت نفسه، نمت الشركات التي ليس لديها ثقافة العمل الصحيحة بنسبة 166% فقط، وذلك وفقًا لبعض الدراسات، وهذا يوضح أنّ الشركات التي تخلق ثقافة عمل إيجابية من المرجح أن تكون ناجحة.
اختلاف ثقافة العمل باختلاف الدولة
تختلف ثقافة العمل باختلاف الدولة، وذلك مثلما تختلف الثقافة الاجتماعية في كل دولة، إذ سيكون لثقافة العمل جوانب مميزة حسب الدولة، كما أنّ كل منظمة فريدة من نوعها، ومن الممكن أن نجد شركة يابانية لديها ثقافة عمل تشبه إلى حد كبير أمريكا، أو أن شركة فرنسية لديها ثقافة ألمانية مميزة، ومع ذلك قد يكون هناك الكثير من الاختلافات فيما بينها.