بحث عن العواصف الرملية وآثارها البيئية
العواصف الرملية وآثارها البيئية
يطلق على ظاهرة صعود كمية كبيرة من الغبار في منطقة جغرافية محددة بفعل التأثير الكبير لقوة الرياح -عادةً بعد العواصف الرعدية- بالعاصفة الرملية أو العاصفة الترابية ومن الممكن أن يصل ارتفاعها لارتفاعاتٍ عالية بحسب قوة الرياح .
ينتشر هذا النوع من العواصف في أماكن عديدة من العالم أشهرها شمال القارة الإفريقية ودول الشرق الأوسط ومنطقة الجنوب الغربي للولايات المتحدة الأمريكية، ويصل الغبار بعد ارتفاعه إلى طبقات الغلاف الجوي ويظل معلقًا فيها.
تحدث العواصف الرملية في المناطق الجافة، إذ تقوم الرياح بسحب كميات كبيرة من التراب خلال مرورها خاصةً في الأراضي المنبسطة التي لا تحتوي على غطاء نباتي، ولهذه العواصف تأثيرات عديدة على مجالات مختلفة من القطاعات خاصةً الصحة والمناخ، مما يستدعي البحث عن وسائل للتخفيف من آثار العواصف الرملية وحماية البيئة الطبيعية والتحذير قبل حدوثها للتخفيف من مخاطرها.
آثار العواصف الرملية على البيئة
تنعكس الآثار السلبية للعواصف الرملية على صحة الإنسان والاقتصاد والبيئة على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، وتكمن خطورة العواصف الرملية في حملها جزيئات مسببة للتلوث ونقلها لطبقات الجو مثل المعادن الثقيلة والمركبات السامة (المبيدات الحشرية والكبريت)، ومن أهم آثارها البيئية ما يأتي:
- تلوث الهواء الجوي بالجسيمات العالقة التي تحملها ذرات الغبار مع العواصف الرملية مما يحوّل هواء المنطقة لهواء ملوث غير صحي.
- إلحاق الضرر بالنباتات الطبيعية عند تعرضها للعواصف الرملية مما يسبب جفافها، كما يؤدي إلى تلف المحاصيل الزراعية أو تأخير نموها.
- التأثير على سلامة الحياة البحرية في المسطحات المائية لمنع جزيئات الغبار العالقة من وصول أشعة الشمس إلى قاع البحر.
آثار العواصف الرملية على عوامل الطقس
يظهر تأثير العواصف الرملية والعواصف الترابية على عوامل الطقس كما يأتي:
كمية الأمطار
يؤدي صعود جزيئات الغبار لطبقات الجو العليا وتكاثفها مع بخار الماء إلى تكوين سحب من الغبار يختلف شكلها وحجمها بحسب نوع الغبار المسؤول عن تكوينها وأصله الجغرافي وطريقة انتقاله، وتسبب هذه السحب هطول أمطار طينية وتغير كميات الهطول، بالإضافة لحجبها للأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس ومنعها من الوصول لسطح الأرض.
درجة الحرارة
يشبه تكون سحب الغبار في الغلاف الجوي ظاهرة الاحتباس الحراري ، إذ تقوم جزيئات الغبار بامتصاص الأشعة الشمسية ومنع انعكاسها وتقليل كمية الطاقة التي تصل سطح الأرض، كما يؤدي لتشتت الأشعة المنقولة من سطح الأرض للخارج، ويعتمد ذلك على عدة عوامل أهمها: التركيب الكيميائي لجسيمات الغبار وشكلها وتوزعها في الهواء الجوي.
الأعاصير
يؤدي تكون العواصف الرملية في المناطق الجافة إلى منع تكون الأعاصير في المناطق الجغرافية الأخرى، مثل عواصف الصحراء الكبرى التي تضعف نشاط العواصف في المحيط الأطلسي لحاجتها إلى مناخ دافئ، ويظهر تأثير العواصف الرملية في امتصاص الأشعة الشمسية اللازمة لتدفئة مياه المحيطات.
آثار العواصف الرملية على الصحة والاقتصاد
يسبب استنشاق الغبار بعد العواصف الرملية ووصوله للمناطق السكنية حدوث مشكلات صحية مثل: صعوبة التنفس، التهاب العين، تهيج الجلد، الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي خاصةً للمرضى الذين يعانون من الربو، ومن أهم آثاره العامة الأخرى ما يأتي:
- زيادة احتمالية التعرض لحوادث السيارات بسبب تأثر مدى الرؤية لدى السائقين، بالإضافة لتأجيل الرحلات الجوية.
- حدوث خسائر مادية عند التعرض للحوادث وتكاليف إزالة الغبار عن أنابيب النفط والمباني السكنية بعد انتهاء العاصفة.
- حدوث أضرار في الممتلكات المادية كالإنشاءات وأحواض السباحة والطرق بسبب تجمع الغبار.
- تقييد حركة الملاحة البحرية وتغير مواعيد رحلات الطيران.
- التأثير على محطات العمل بالطاقة الشمسية التي تجمع الطاقة الشمسية وتخزنها بسبب منع جزيئات الغبار العالقة في الجو من وصول الإشعاع الشمسي عند تراكمها على الألواح من الخارج.
التدابير الوقائية عند حدوث العواصف الرملية
تعتبر العواصف الرملية والترابية ظواهر طبيعية تحدث في أماكن واسعة من العالم ويصعب منعها من الحدوث، إنما يمكن اتخاذ بعض الإجراءات الصحية لمواجهتها، ومنها ما يأتي:
- تجنب الخروج من المنزل أثناء وبعد العواصف الرملية إلا للضرورة، خاصة الأطفال وكبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة.
- تغطية الفم والأنف بقناع للوجه لمنع وصول جسيمات الغبار للجهاز التنفسي ، إذ يعتمد استنشاقها على الحجم مثل الجزيئات الكبيرة غير القابلة للاستنشاق والجزيئات الناعمة أو الناعمة جدًا القادرة على الوصول للأنف والحلق والرئتين.
- إغلاق النوافذ لمنع دخول الغبار والبقاء في مكان جيد التهوية.
- تجنب قيادة السيارة أثناء وبعد العاصفة الرملية.
يساعد تفعيل أنظمة المراقبة وأجهزة الإنذار لمراقبة حدوث العواصف الرملية والتنبؤ بها في التخفيف من آثارها الصحية والاجتماعية والاقتصادية على المدى القصير، كما ينصح بزراعة الأشجار لتعمل كمصدات طبيعية للعواصف، بالإضافة لضرورة تحديد الأماكن الملائمة لتركيب الألواح الشمسية ومناطق الرعي وأراضي المحاصيل الزراعية لتقليل الخسائر المادية.