بحث عن العلوم والمعارف في الحضارة الإسلامية
العلوم والمعارف في الحضارة الإسلامية
منذ بداية الحضارة الإسلامية التي بدأت بقيادة الرسول -صلى الله عليه وسلم- كانت حضارة ذات عهد جديد، شَهِدَ تطورٌ كبير في العلم، والثقافة، والمعرفة، وقد بدأت إشراقة الحضارة العربية الإسلامية عند بدأ امتدادها من شرق البحر الأبيض المتوسط إلى بلاد فارس شرقاً، ومن بعدها إلى إسبانيا غرباً، فيما استكشفت العديد من العلوم القديمة، وسُجلت اكتشافات جديدة في الرياضيات، والكيمياء، والفيزياء، والكثير من العلوم الأُخرى، وكان العرب المسلمون مدرسين في أوروبا، وكانت القراءة أُولى تعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم.
العلوم والمعارف في الحضارة الإسلامية
توضح النقاط الآتية بعض العلوم والمعارف في الحضارة الإسلامية:
الصناعة والهندسة
كان للمهندسين المسلمين في الحضارة الإسلامية عدد من الصناعات المُبتكرة في الطاقة المائية، وطاقة الرياح و الوقود الأحفوري كالنفط، وتم تشغيل مجموعة كبيرة من الطواحين الصناعية في العالم الإسلامي، ومنها آلات دعك الملابس، وطحن الحبوب والسكر، والتقشير، والنشر، وصناعة الورق، كما ظهرت طواحين الهواء لتوليد الطاقة.
وفي بداية القرن الحادي عشر انتشرت في معظم أنحاء العالم الإسلامي مطاحن صناعية سواء كانت في الأندلس، أو شمال أفريقيا، والشرق الأوسط، وآسيا الوسطى، وكان لهذا التقدم في العالم الإسلامي فضلاً كبيراً في جعل الكثير من الأمور التي كانت تتم بشكل يدوي تؤدّى بشكل ميكانيكي، فيما نُقلت هذه التكنولوجيا إلى أوروبا في العصور الوسطى، ممّا أدى إلى تأثير كبير على الثورة الصناعية فيها.
علم الجغرافيا والخرائط وعلم الفلك
بدأ المسلمين في استكشاف هذا العلم، ووضعوا الأسس الجغرافية له، فقد قاموا باستكشاف الجغرافيا الفلكية، وصنعوا الإسطرلاب والمَراصد، كما أنَّهم رسموا الخرائط، مثل؛ الخرائط التي قام برسمها الإريسي، والتي أصبحت أساساً للخرائط المستخدمة في العالم كاملاً، بالإضافة إلى إبراهيم الفزاري الذي اخترع الإسطرلاب في الفلك.
ويُعد الخوارزمي الأول من قام بصنع جدول فلكي وسماه السند هند الصغير، وكان هذا الجدول الفلكي يُقدم حساب مواقع النجوم والكواكب، كما أنَّ هذه العلوم ساعدت على معرفة أوقات الصلاة، ومواقع البلدان، وحركة الشمس، وغيرها.
الطب
كان المسلمون على معرفة بالأمور الطبية اليونانية من خلال ترجمة أعمالهم في القرن السابع والثامن، ورؤية اليونانيين في الجوانب المختلفة لفنون العلاج التي قاموا بتطويرها، وكان أشهر الأطباء المسلمين في أوروبا ابن سينا والرازي، إذ كرس ابن سينا حياته لدراسة الطب والفلسفة، بالإضافة إلى علوم أُخرى، وكان مشهوراً في أوروبا، إذ كان هُنالك العديد من المستشفيات المجانية باسمه، واستخدم الأعشاب، والحمامات الساخنة، وحتى الجراحة.
فيما تُرجم كتاب ابن سينا الشهير قانون الطب إلى اللغة اللاتينية في القرن الثاني عشر، واستخدم في تدريس الطب في جميع أنحاء أوروبا حتى بداية ظهور العلم الحديث، وكان يُطلق على طب العيون اسم الكحالة، واشتهر العالم الكحَّال من بغداد وهو صاحب أقدم كتاب في طب العيون، ولا يزال الكتاب محفوظاً بلغته الأصلية بعد أن تمت ترجمته إلى اللغة الإنجليزية، والألمانية، واللاتينية، ولا تقتصر الكحالة على العلاج بالكحل والقطرات فحسب بل كانوا يستخدمون الآلات الجراحية المتطورة.
الطب البيطري
من تعاليم الإسلام وجوب الرفق بالحيوان، ومعالجته وإطعامه كما أنَّ الإسلام نهى عن تحميل الحيوان فوق طاقته أو تعذيبه، ولذلك كان الطب البيطري علماً له قواعد وأصول في الحضارة الإسلامية، فقد اهتم الإسلام بالطب البيطري وخاصةً بعلاج أمراض الخيل، والفرس، والحمير وفصل جميع صفاتهم العامة والأعضاء الخارجية والعيوب الوراثية.
الترجمة
كان لاكتشاف صناعة الورق ، وتطور حِرفة الوراقة في الحضارة الإسلامية أثراً كبيراً وبارزاً في تأليف المخطوطات ونسخها، وأدى ذلك إلى تنوع المخطوطات ما بين مُترجم ومُؤلف، فكان المُترجم من المخطوطات إما باللغة الهندية أو الفارسية، وحتى الإغريقية، وكان المترجمون من جنسيات مُختلفة، وكانوا يعرفون اللغة العربية إضافة للغتهم الأُم، وكانت عملية الترجمة دقيقة حيث كانوا يقومون بمراجعة الترجمة بعد الانتهاء منها، كما عُني العلماء العرب بتصحيح الأخطاء اللغوية.