بحث عن الحشرات
تصنيف الحشرات
تُعدُّ الحشرات (بالإنجليزية: Insecta) واسمها العلمي (Hexapoda) أكثر الفصائل الحيوانية انتشارًا في العالم، لأنها قادرة على التكيف والتكاثر في أشد الظروف الجوية صعوبةً، بالإضافة لوجود أكثر من مليون نوع مُصنَّف من الحشرات، أي قُرابةَ ثلاث أرباع الحيوانات في العالم، وفي تقديرات لبعض العُلماء فعددها يصلُ إلى 5-10 مليون نوع.
تحتوي عائلة الحشرات على أنواع كثيرة، أكبرها عددًا ذوات الأجنحة كالخنافس، وغشائيات الأجنحة كالنمل، ووديبتيرا كالذباب.
تضم الحشرات الكثير من الأصناف والفئات، وتصنيفها العام والأساسي في عالم الحيوان هو:
المملكة (بالإنجليزيَّة: Kingdom) | الحيوانات (الاسم العلمي: Animalia) |
الشعبة (بالإنجليزية: Phylum) | مفصليات الأرجل (الاسم العلمي: Arthropoda) |
الصف (بالإنجليزيَّة: Class) | الحشرات (الاسم العلمي: Insecta) |
يشير اسم الحشرة شعبيًّا للآفات والأمراض مثل: البق، والذباب، والبعوض، والبراغيث، والدبابِير، والعث، والصراصير، وغيرها من أصناف الحشرات، ولكن في حقيقتها هي كائنات حية مفيدة للبشر والحيوانات والنبات، ولها دور رئيسي في إثبات نتائج الفحوصات البيئية والأحيائية المختلفة.
أنواع الحشرات
صُنفت الحشرات بناءً على وجود الأجنحة من عدمه وشكل هذه الأجنحة، و تصنف أنواع الحشرات لثلاث أنواع رئيسية : الجناحيات وتصنف إلى (ذوات الأجنحة الداخلية، ذوات الأجنحة الخارجية)، واللاجناحيات، وقد صُنفت بهذا الشكل لتسهيل دراستها في المختبرات. وفيما يأتي تفصيل لكل منها:
الجناحيات
تصنف الحشرات ذات الأجنحة (اسمها العلمي: Pterygota) لتصنيفين كما يلي:
الحشرات خارجية الأجنحة
الحشرات خارجية الأجنحة (اسمها العلمي: Exopterygota)، والتي تنمو أجنحتها خارج الجسم كريش الطيور، وتخضع فئة الحشرات هذه لتحول جنسي غير كامل في فترة نموها الأولى، وفي فترة النمو النهائي تصبح بالغة وناضجة جنسيًا، ومن الأمثلة على هذه الحشرات:
- اليعسوب.
- فرس النبي.
- البق.
- الصراصير.
- الجنادب.
- حشرة أبو مقص.
- ذباب الحجارة.
- حشرات العصا.
الحشرات داخلية الأجنحة
تعتبر الحشرات داخلية الأجنحة (اسمها العلمي: Endopterygota) التصنيف الثاني للحشرات الجناحية، وعلميًا هذه الحشرات هي الأكثر تقدمًا، حيث تنمو بعد فقس بيضها كيرقات، وعند بلوغها تتحول لحشرة كاملة، وقد تعيش اليرقة والحشرة في بيئتين مختلفتين، وتتناولان أنواعًا مختلفة من الأطعمة لكل مرحلة، ومن أشهر الأمثلة عليها:
- الذباب.
- النحل.
- النمل.
- الدبابير.
- البراغيث.
- الفراشات.
- الخنافس.
اللاجناحيات
اللاجناحيات (اسمها العلمي: Apterygota ) هي الحشرات التي لا تطير في أيِّ مرحلة من مراحل حياتها، والتي تولد بجسم شبيه بالبالغ، وتستمر بالنمو بالتدريج، وغالبية هذه الحشرات يعيش ما بين 3-4 سنوات، وبعضها يعيش 7-8 سنوات، وأشهر مثال عليها؛ حشرة السمك الفضّي (بالإنجليزية: Silverfish).
تركيب الحشرات الخارجي
تكون معظم الحشرات صغيرة الحجم، وطولها أقل من 6 ملم، وقليل منها يكون بأحجام مجهرية لا تُرى بالعين المجردة كالطفيليّات، وبعضها بحجم كبير يصل طول أجنحتها لأكثر من 27 سم؛ كحشرات العصا الأسترالية، والخنافس الأفريقية.
وتتكون كافة الحشرات بشكل رئيسي من: الرأس، والقفص الصدري، والبطن. وفيما يأتي تفصيل لتلك الأجزاء:
الرأس
وهو الجزء الصلب الذي يحمي الدماغ، ويتكون من الأجهزة الحسية مثل؛ قرون الاستشعار، والعينين، وأجزاء الفم.
القفص الصدري
وهو الجزء المتوسط من الحشرة ويقع بين الفم والبطن، يتشكل من عدة أجزاء لكن يمكن التعرف عليه بسهولة، ويحتوي على مجموعات من الألواح الصلبة، وأجزاء السطح العلوي للحشرة، وغشاء الجنب والقص أو ما يسمى بالسطح السفلي، وتتصل به الأرجل والأجنحة.
البطن
يحتوي البطن على الأعضاء التناسلية والجهاز الهضمي للحشرة، وليس له زوائد خارجة عن محيطه إلا إذا كانت الحشرة في طور اليرقة حيث سيحتوي على أرجل قصيرة، وتحتوي بطون الحشرات البالغة على زوائد تناسلية خارجية.
دورة حياة الحشرات
تتشابه معظم الحشرات ببداية حياتها فتكون على شكل بيض مخصب، ثم تخرج الحشرة من البيضة باستعمال أشواكها، أو عن طريق الانزلاق بالضغط على البويضة ثم الخروج منها، ثم تتحول حسب نوعها، والكثير منها يطرأ عليه عدة تغييرات في شكل الجسم لتصبح مكتملة الأعضاء التناسلية، أو ذات أجنحة ناضجة.
قسم العلماء دورات حياة الحشرات إلى 3 دورات اعتمادًا على التحولات التي تمر بها، وهذه الأنواع هي: دورة الحياة بتحولٍ بسيط، أو متوسط، أو كامل. وفيما يأتي تفصيل لكل منها:
دورة حياة الحشرات التي تمر بتحول بسيط
تتشابه الحشرات غير البالغة والناضجة في دورة حياة الحشرات البسيطة، وتختلف فقط في الحجم، ولكن هذا النوع من الحشرات يكون بغير أجنحة دائمًا، وتسمى الحشرات بالطور الأول من تكوينها بالحوريات.
وتميل هذه الحشرات للعيش بنفس بيئات الحشرات البالغة، والتغذّي على نفس طعامها، ومن الأمثلة الشائعة على هذه الحشرات: الجنادب، والصراصير.
دورة حياة الحشرات التي تمر بتحول متوسط
تخضع بعض الحشرات لتحولٍ متوسط يكون ما بين الكامل والبسيط، وأبرز أمثلة الحشرات ذات التحول المتوسط: القشريات، والذباب الأبيض.
دورة حياة الحشرات التي تمر بتحول كامل
تختلف الحشرات ذات التحول الكامل بمظهرها في مرحلة النضج وما قبلها، وغالبًا ما تعيش في بيئات مختلفة، وتتغذى بأنظمة غذائية مختلفة.
خلال المراحل المبكرة من حياتها تشبه الديدان وتُسمى اليرقات، وبعدما تنضج قليلًا تتحول لطور العذراء، وتدخل في شرنقة لمدةٍ من الزمن، وفي مرحلة البلوغ والنضج تخرج من الشرنقة وتتحول إلى حشرة ذات شكلٍ مختلفٍ وخصائص متغيرة، وأكبر مثال عليها هي الفراشات.
تغذية الحشرات
يختلف نظام تغذية الحشرات باختلاف نوعها، وتتنوع تبعًا لذلك أغذية الحشرات بين أوراق الأشجار والرحيق والدم وغيرها، وتختلف باختلاف نوع الحشرة، وهنالك أربع طرق رئيسية للتغذية وهي:
- الشفط
تتم عملية التغذية هذه بشفط السوائل من المواد، مثل النحل.
- الشفط الثاقب
من خلال اختراق الأنسجة الصلبَة، ثم شفط السوائل منها، كالبعوض والقمل.
- المضغ
من خلال مضغ وتليين الأطعمة الصلبة، وتستخدمها العديد من الحشرات؛ كالنمل، والصراصير، والجنادب.
- المسح
تُستخدم هذه الطريقة لامتصاص السوائل بشكل تام كالإسفنجة، ومن الأمثلة عليها؛ الذباب المنزلي.
فوائد الحشرات
تُقدم الحشرات خدمات مفيدة للبيئة والبشر، خاصةً عندما تبقى تحت السيطرة، ومن أبرز فوائد الحشرات الكثيرة:
- التحكُم البيولوجي
يُقصد فيه استخدام الحشرات المُفيدة لإبادة الآفات والحشرات الضارة، ومن الأمثلة عليها القمل الذي يُعتبر حيوانًا مُفترسًا بسبب قتله للمضيف الضار مثل الجرذان بعد تطوُّره.
- غذاء للبشر
تُضاف الكثير من الحشرات إلى وجبات الطعام البشرية منذ آلاف السنِين، وهنالك 1,400 نوع من الحشرات الصالحة للأكل، وأكثرها شيوعًا؛ الديدان، والصراصير، وحشرة الماء العملاقة، وتُضاف بعض الحشرات الأخرى للحوم والأفوكادو.
- المجالات الطبية
تُستخدم العديد من الحشرات في الوصفات الطبية ومنذ آلاف السنين، ومن أشهر الأمثلة:
- العلاج بواسطة نخز النحل ، وعسل النحل، ووِجَد علميًا أن سم النحل يُحسِّن من إصابات العمود الفقري، والروماتيزم، وآلام المفاصل، والالتهابات، والكثير من الأمراض الأخرى.
- علاج الجروح باليرقات.
- التئام الجروح باستخدام الديدان.
- خياطة الجروح باستخدام عضات النمل.
- التلقيح
تُلقَح ما نسبته 75% من الزهور والمحاصيل عن طريق الحشرات، كالفراشات والذباب والخنافس، ولكن النحلة أشهر حشرة تُفيد في عمليات اللقاح، فهي تُلقِّح ما قيمته مليارات الدولارات من المحاصيل سنويًا.
- التخلص من الفضلات
تتغذى بعض الحشرات على أنسجة النبات الميتة، والتي تتحول للدبال (السماد العضوي)، وبعضها يتغذى على الجيف، كالنمل والذباب والخنافس والدبابير، وبعض الحشرات تتغذى على فضلات الحيوانات الأخرى، كخنفس الروث، وهذا يساعد على إيصال الهواء لجذور النباتات ونُموها، بسبب حفر الحشرات للأرض، وتغذية النباتات.
- إنتاج المواد
استُخدمت عدة حشرات ومنذ مئات السنين لاستخراج المواد الصناعية، فالصبغة القرمزية تنتج من سحق أنواع معينة من الحشرات، ويُستخرج العسل من النحل، وهو من أكثر المواد الطبيعية فائدةً لجسم الإنسان، و تُربَّى دودة القز منذ آلاف السنين لاستخراج الحرير منها ، وكانت أول مرة تُربّى وتُستخدم فيها هذه الدودة في الصين.
أضرار الحشرات
تُؤدّي الحشرات العديد من الأدوار المهمة، ولها الكثير من الفوائد، ولكنها تُسبب العديد من الآثار السلبية والمشاكل للإنسان والطبيعة مثل:
- الآفات الزراعية
تُدمر بعض الحشرات المحاصيل الزراعية، وأبرزها الجراد، والسوس، والمن.
- الإضرار بالأشجار والغابات
أدى تغيُّر المناخ وارتفاع الحرارة إلى انتشار الكثير من الحشرات عبر مساحات واسعة، فمثلًا خنفساء الصنوبر الأوروبية امتدت عبر غابات الصنوبر مسببة أضرارًا كبيرة لبذور الصنُوبر والعديد من الأشجار الأخرى.
- اللدغ واللسع
تُسبب لدغات أو لسعات بعض الحشرات الموت في بعض الحالات؛ كلدغات نحل العسل الأفريقي، والنمل الناري.
- انتشار المرض
تُسبب الكثير من الحشرات انتشار الأمراض الخطيرة والفتاكة، كالملاريا، ومن الأمثلة عليها البعوضة، وذبابة التسي تسي الأفريقية التي تنشر مرض النوم القاتل بنسبة 100% دون علاج.
- الإضرار بالبنية التحتية
تُسبب بعض الحشرات أضرارًا جسيمة للمباني والبنية التحتية، خاصة إِن كانت خشبية، فالنمل الأبيض وخنافس البودرة تأكل الخشب، وبعض أنواع الدبابير والنحل يبني أعشاشه في جدران وعوارض دعم المنازل، مما يشكل خطرًا كبيرًا على البناء والبشر، وربما يتسبب النمل النّاري بانقطاع الكهرباء في أثناء هجومه على مصادر الكهرباء.