بحث حول الاتصالات والإنترنت
مراحل تطور الاتصالات والإنترنت
لتكنولوجيا الاتصالات والإنترنت أثر كبير في تغيير الطريقة التي نتواصل، ونعمل بها، وندير بها حياتنا الشخصية والاجتماعية. حيث أصبح يمكننا بسهولة إرسال الرسائل النصية والتحدث عبر الإنترنت مع أي شخص في جميع أنحاء العالم. بالإضافة إلى ذلك تحسن قطاع التعليم بشكل كبير بفضل التكنولوجيا إذ أصبح بالإمكان الحصول على شهادة من أي مؤسسة تريدها إذا كان لديك اتصال بالإنترنت وجهاز كمبيوتر. وهذا لم يظهر فجأة إنما مرت التكنولوجيا بمراحل عديدة طوّر بها البشر العديد من وسائل التواصل عبر التاريخ، وفيما يأتي استعراض لمراحل تطور الاتصالات:
الاتصالات في العصور القديمة
كان التخاطب المباشر وسيلة الاتصال الأولى، ونحو عام 3200 قبل الميلاد، جرى اختراع الكتابة في العراق ومصر، وتوصلت الحضارة الصينية إلى الكتابة في عام 1500 قبل الميلاد، واخترعت حضارات أخرى في أمريكا الوسطى مثل حضارة المايا أنظمة الكتابة، واستُخدمت الخيول في نقل الخطابات بين الدول والإمبراطوريات.
الاتصالات من القرن السادس وحتى التاسع عشر
كانت الطباعة الابتكار الأبرز بعد الكتابة، إذ طوّر الصينيون الطباعة على القوالب في القرن السادس بعد الميلاد، إلّا أنّ أول كتاب مطبوع صدر في عام 686م، وأُدخلت الطباعة في إنجلترا عام 1476م، حيث طُبعت الصحف للمرة الأولى في القرن السابع عشر، واختُرع قلم الرصاص في عام 1564م.
أنشأ الملوك الأوروبيون خدمات بريدية لنقل رسائلهم، كما فعل لويس الحادي عشر عام 1477م في فرنسا، وهنري الثامن عام 1512م في إنجلترا، وسمح تشارلز الأول للمواطنين العاديين بإرسال رسائل بالبريد الملكي، مقابل رسوم.
الاتصالات في القرن التاسع عشر
أصبحت وسائل الاتصال أكثر كفاءة في القرن التاسع عشر، ففي عام 1847م، جرى تشكيل اتحاد البريد العالمي لتنسيق الخدمات البريدية في بلدان مختلفة، ما سهّل على الأشخاص البقاء على اتصال بمعارفهم، وفي عام 1837م، اختُرع التلجراف وتمكّن الأشخاص من بث رسائلهم عبر المحيط الأطلسي بحلول عام 1866م.
فضلًا عن ذلك، اختُرع أول جهاز فاكس في عام 1843م، واخترع جراهام بيل الهاتف في عام 1876م، وجرى افتتاح أول مقسم هاتفي في بريطانيا عام 1879م، وافتُتح أول خط هاتفي عبر المحيط الأطلسي في عام 1927م، وفي عام 1930م، أُنشئ أول خط هاتفي يربط بين بريطانيا وأستراليا.
الاتصالات في القرن العشرين
استمر الاتصال في التحسن في القرن العشرين، فاختُرع البث الإذاعي بفضل اكتشاف الأمواج اللاسلكية في عام 1901م، واختُرِع التلفاز في عام 1925م، وفي عام 1960م، أُطلق أول قمر صناعي للاتصالات، وشاع استخدام الهواتف المنزلية في السبعينيات.
يُعد ابتكار الإنترنت أحد التطورات الثورية في عالم الاتصالات، إذ جرى توظيف الإنترنت في الستينيات كوسيلة لتبادل المعلومات بين الباحثين الحكوميين، وكان للحرب الباردة دور كبير في تطور الإنترنت، إذ أطلق الاتحاد السوفيتي قمر سبوتنيك الصناعي، ما حفّز وزارة الدفاع الأمريكية إلى النظر في سبل نشر المعلومات عن بعد.
أنشأت الولايات المتحدة شبكة وكالة مشاريع الأبحاث المتقدمة، وهي الشبكة التي تطورت في النهاية إلى ما يُعرف حاليًا باسم الإنترنت، وحققت الوكالة نجاحًا كبيرًا، إلا أنّ العضوية اقتصرت على بعض المؤسسات الأكاديمية والبحثية المتعاقدة مع وزارة الدفاع، وعليه، تم إنشاء شبكات أخرى لتوفير تبادل المعلومات.
يُعتبر تاريخ الأول من كانون الثاني 1983م الذكرى الرسمية للإنترنت، حيث أُنشئ بروتوكول اتصالات سمح لأنواع مختلفة من أجهزة الكمبيوتر على شبكات مختلفة بالاستفادة من الإنترنت، وأصبح بالإمكان ربط جميع الشبكات بلغة عالمية.
الاتصالات في القرن الواحد والعشرين
منذ أوائل القرن الواحد والعشرين، أصبحت شبكة الإنترنت أحد أبرز أشكال الاتصال، وأصبح البريد الإلكتروني أحد أكثر طرق الاتصال شيوعًا، علاوة على انتشار الكتب الإلكترونية.
أهمية الاتصالات والإنترنت
ساهم تطوير قطاع الاتصالات ولا سيما شبكة الإنترنت في تحسين العديد من القطاعات، وتسهيل التواصل بين الأشخاص، وفيما يأتي استعراض لأهمية الاتصالات والإنترنت في الوقت الحاضر:
- توفير الوقت.
- توفير المال، لما له من تكلفة قليلة نسبيًا مقارنة بوسائل التواصل التقليدية.
- تحسين قطاع التعليم.
- فتح أبواب المزيد من فرص العمل.
- إزالة الفجوة الثقافية.
سلبيات الاتصالات والإنترنت
على الرغم من المميزات الكبيرة للاتصالات والإنترنت إلا أنها سببت العديد من المشاكل التي يبدو أنها تزداد مع تقدم التكنولوجيا. يوفي ما يأتي أهم العيوب التي سببها الاتصال عبر الإنترنت:
- البطالة
قاد الإنترنت إلى زيادة نسبة البطالة بشكل كبير، حيث أصبح أصحاب الأعمال يستعينون بمصادر خارجية ويقومون بتقليص الحجم وتسريح العمالة، مثلًا يمكن أن يحل إنسان آلي محل الموظفين المهرة ويمكنه العمل بشكل أسرع ولساعات أطول.
- الخصوصية
ظهرت الكثير من مشاكل الخصوصية مع انتشار الإنترنت، مثل اختراق البريد الإلكتروني، واعتراض إشارات الهاتف، وغيرها.
- انعدام الأمن الوظيفي
حيث أصبح على خبراء تكنولوجيا المعلومات التعلم باستمرار لمواكبة التغيرات السريعة في تكنولوجيا الاتصال والإنترنت إذا كانوا يريدون الاحتفاظ بوظائفهم.
- نقض الثقافات
أخفى الإنترنت بعض الثقافات العالمية العرقية، حيث أدى انتشاره إلى اطلاع الناس حول العالم إلى ثقافات جديدة وتبنيها، مثلًا أثر المراهقون في الدول الغربية على معظم المراهقين في أجزاء أخرى من العالم في طريقة لبسهم وتصرفهم.