المركزية الإدارية في الجزائر
المركزية الإدارية في الجزائر
يقصد بالمركزية بشكل عام هو التوحد والتمركز في نقطة معينة وعدم التشتت والتجزئة، بينما يقصد بالمركزية الإدارية على وجه الخصوص تأتي في إطار حصر جميع الوظائف الإدارية في يد السلطة الإدارية المركزية المنتشرة في أنحاء وأقاليم الدولة.
مما ينعكس في جودة وأداء النظام الإداري بحيث يطبق مبدأ التسلسل الوظيفي الهرمي المتمثل بالطبقات العليا في رأس الهرم ومن ثم تأتي باقي الوظائف الإدارية في المراتب السفلى.
يجدر الإشارة إلى أن مصطلح المركزية الإدارية ظهر عام 1794 م وذلك في الاستعمار الفرنسي على الجزائر والذي استعمل من قبل رجال الثورة الفرنسية آنذاك.
أركان المركزية الإدارية في الجزائر
تتمثل المركزية الإدارية في الجزائر على 3 عناصر أساسية كما يلي:
حصر الوظيفة الإدارية في يد الحكومة
تُحصر الوظيفة الإدارية في يد السلطة ويكون القرار النهائي في أي من شؤون وقضايا الوظيفة في يد السلطات العليا، حيث تتمثل السلطات الإدارية العليا حسب النظام المتبع حيث يكون لرئيس الوزراء والوزراء في النظام البرلماني .
أما في النظام الدستوري الرئاسي فيكون لرئيس الجمهورية ثم الوزراء، في حين أنه يعطى بعض الصلاحيات لممثلي الإدارية المركزية في أقاليم الدولة للبت واتخاذ القرارات مع عدم تمتعهم بكامل الاستقلالية عن السلطات الإدارية المركزية في الدولة.
تتمثل السلطة في نظام المركزية الإدارية ببعض المجالات كما يلي:
- تركز على سلطة القوة التي تعتبر الركيزة الأساسية لأمن واستقرار الدولة والنظام.
- تركز على اختيار الموظفين العامين وتعيينهم.
- تركز على إعداد وتحضير الإجراءات الإدارية الفنية المفروضة على موظفي تنفيذ الأوامر الإدارية.
- تركز على تحصيل وإنفاق الأموال العامة.
اتباع السلم الإداري لوظائف الدولة
اتباع منهج السلم الإداري في وظائف الدولة بالتسلسل حيث يكون الوزير المسؤول الأول ويتبعه من هو أدنى منه في الوظيفة الإدارية وكل شخص يتولى وظيفة ضمن السلم الإداري يتبع للشخص الذي أعلاه وهكذا.
ويطبق هذا المبدأ من أجل تأمين التماسك في السلم الإداري ودرجاته، وبهذا المبدأ تقوم السلطات العليا بإصدار كافة التعليمات والأوامر ويتوجب على الجهات الدنيا الخضوع للأوامر مما يبرز علاقة التبعية والسلطة الرئاسية.
سلطة رئاسية للوظائف
تعتبر الأساس في تحديد الصفة والدور المركزي لأي جهاز إداري وبالتالي القدرة على تحديد النظام الإداري هل هو مركزية أم لامركزية، ويقصد بالسلطة الرئاسية هي الاختصاصات التي تمنح لكل رئيس ليتمكن من خلالها مواجهة مرؤوسيه والتي تقوم على الارتباط فيما بينهم على أساس التبعية.
حيث إن القانون يمنح هذه السلطة الرئاسية من منطلق تحقيق المصلحة العامة وسير المرافق العامة بالشكل المطلوب.
عيوب المركزية الإدارية
يجدر الإشارة إلى عيوب اتباع نهج المركزية الإدارية في الدولة على رغم المزايا التي يمكن تحقيقها وفيما يلي بيان لبعض هذه العيوب:
- الناحية السياسية
تؤدي السلط النافذة التي ينفرد بها رئيس الوزراء والوزراء بالتدخل في كل شؤون الدولة مما يحرم السلطات المحلية من اتخاذ القرارات وتسيير الشؤون المحلية.
- الناحية الإدارية
يؤدي تطبيق الإدارة المركزية مع اعتماد الهرم الوظيفي إلى التسبب بالعديد من المشاكل في سير العملية الإدارية واتخاذ القرارات حيث يؤدي ذلك إلى طول فترة الإجراءات وتركيز السلطة بيد شخص محدد بالإضافة إلى كثرة الملفات والمعاملات.