أفكار للصدقة الجارية في رمضان
أفكار للصدقة الجارية في رمضان
جعل الله عباداتٍ غير الفرائض كالغيث تطفئ غضبه لأنها في سبيله قد أخرجت، كالصدقة الجارية يسطع بها سنا الإخاء في الله ليصبح المجتمع متكافلاً كالبنيان المرصوص، ولقد جعل الله للصدقة الجارية فضلاً كبيراً في رمضان خاصة أنه شهر الطاعات والأجر فيه عظيم يفوق التخيل، يُستطاب به في حقول الأجر يحصد ثمره المتكاتفين على طاعة الله ورضاه.
فضل الصدقة الجارية
وهي الصدقة التي يستمر ثوابها بعد موت الإنسان لعظمتها لأنها في سبيل الله فتعظم منفعتها، بخلاف الصدقة الأخرى كالصدقة بتفطير الصائمين في رمضان ليست صدقة جارية، ولا يستمر ثوابها.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له). وعدّت الصدقة الجارية كالوقف لاستمرار المنفعة بها فترة من الزمان ويكون أجرها متجدداً لصاحبها الذي جعلها.
الصدقة الجارية في رمضان
الصدقة الجارية من أحب الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى خاصة في شهر رمضان لأنه موسم غيث الخير والبركة، ولقد كان النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضانَ حِينَ يَلْقاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ يَلْقاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضانَ فيُدارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ).
الصدقة في رمضان تقسم إلى قسمين:
- صدقة مفروضة: وهي صدقة الفطر المفروضة .
- صدقة النافلة: وهي الصدقة التي تشمل أوجه الإحسان إلى الفقراء وتنبثق منها الصدقة الجارية أعظم أوجه الصدقة عند الله، وصدقة النافلة جائزة في كل الأوقات إلا أنها عظيمة جدا في رمضان.
أفكار للصدقات الجارية في رمضان
وإنّ أفكار الصدقة الجارية كثيرة عظيمة، منها ما يأتي:
- بناء المساجد أو ترميمها أو فرشها
فأعظم الصدقات الجارية ما تكون في سبيل الطاعات فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن بَنَى مَسْجِدًا... بَنَى اللَّهُ له مِثْلَهُ في الجَنَّةِ).
ويكون هذا بإنشائها، أو فرشها، وتزوديها بما ينقصها من سجاد للصلاة خاصة أنه يكثر عدد المصلين في صلاة التراويح، وقد يضطرون للصلاة خارج المسجد لذلك هم بحاجة ماسة لسجاد الصلاة، أو المصاحف.
- بث العلم الشرعي في رمضان
إنّ السعي في تعليم الناس القرآن أو العلم الشرعي في رمضان يعظم الأجر ولا ينتهي إلى يوم القيامة فقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ مما يلحَقُ المؤمنَ مِنْ عملِهِ وحسناتِهِ، بعدَ موتِهِ، علمًا نشرَهُ، وولدًا صالحًا تركَهَ، ومصحفًا ورَّثَهُ، أوْ مسجِدًا بناهُ، أوْ بيتًا لابْنِ السبيلِ بناهُ، أوْ نهرًا أجراهُ، أوْ صدَقَةً أخرجَها مِنْ مالِهِ في صحَّتِهِ وحياتِهِ، تلحقُهُ مِنْ بعدِ موتِهِ).
- السعي في بناء المدارس لتدريس العلم الشرعي.
أو المراكز القرآنية أو المساهمة بفرشها وتزويدها بالكتب العلمية، وبمصاحف القرآن الكريم.
- شراء كراسي لذوي الاحتياجات الخاصة.
- المساهمة في بناء دار لليتامى أو المسنين.
- غرس الأشجار ليستظل بها الناس من حر الصيف، أو لينتفعوا من ثمارها.
- حفر الآبار في المناطق التي لا يصلها الماء.
- التبرع بثلاجات المياه ووضعها في المساجد أو المدارس أو الأسواق.
ليرتوي منها الصائمين بعد الإفطار في العمل ليلاً.
- بناء المستشفيات والعيادات الصحية
المساهمة فيها وكذلك التبرع بسد احتياجات المستشفيات من الأجهزة الطبية كأجهزة الأشعة والمختبرات وتوفير سيارات الإسعاف والتبرع للمعاقين بالكراسي المتحركة ونحو ذلك.
- وقف قطعة أرض لتكون مقبرة لموتى المسلمين، أو وقف سيارة لنقل الموتى.
- وقف المحلات التجارية أو البيوت السكنية وجعل أجرتها للفقراء والمساكين.
- مد شبكات المياه ليشرب الناس والحيوان منها.
وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن حفَر بئر ماءً لم يشرب منه كبدٌ حَرَّى مِن جنٍّ ولا إنسٍ ولا طائرٍ إلَّا آجَرَهُ اللَّهُ يومَ القيامةِ ومن بَنى للَّهِ مسجدًا كمِفحَصِ قَطاةٍ أو أصغَرَ بنى اللَّهُ لَهُ بيتًا في الجنَّةِ).
- تركيب المظلات التي تقي الناس من الشمس.
في الأيام الحارة وتقيهم أيضاً من المطر أيام الشتاء وذلك في مواقف الباصات وفي المدارس وفي المساجد والأماكن العامة.
- إيداع بقرة أو إبل أو الغنم.
للاستفادة من لبنها في سبيل الله وتوكيل بائع اللبن بها موثوق في صدقه أنه لن يبيعها للناس إنما يتصدق بها.
- وقف أرض ليزرعها الفقراء، ويستفيدوا من ثمرها.
- ترميم منازل الفقراء أو فرشها.
- التصدق بمكائن خياطة للفقيرات.