الليزر الوريدي و التردد الحراري في علاج دوالي الساقين
دوالي الساقين
يحدث الدوالي عندما تنتفخ الأوردة وتفشل في تدوير الدم فيها بالشكل الصحيح، ويوجد نوعان للدوالي الأول يُسمّى بالدوالي الوريدية (بالإنجليزية: Varicose veins)، ويحدث عندما تكون الأوردة المُصابة كبيرة؛ إذ تكون ظاهرة ومنتفخة ويمكن الشعور بها عن طريق اللمس، كما أنّها تكون عريضة بحيث يكون قطرها أكثر من 4 ملم، ويجدر بالذكر أنّ أي وريد سطحي يمكن أن يُصاب بالدوالي، ولكن أغلب الأوردة التي تُصاب بالدوالي تكون تلك الموجودة في الساقين، وذلك لأنّ الوقوف والمشي في وضع مستقيم يؤدي إلى زيادة الضغط على الأوردة في الجزء السفلي من الجسم، وتجدر الإشارة إلى أنّ البواسير (بالإنجليزية: Hemorrhoid) تُعتبر أحد أنواع الدوالي الوريدية، أمّا النوع الثاني، وهو الأوردة العنكبوتية (بالإنجليزية: Spider veins)، فيحدث عندما تُصاب الأوردة الصغيرة بالدوالي وتظهر على شكل عروق عنكبوتية على سطح الجلد، حيث إنّها تكون على شكل خطوط قصيرة ودقيقة أو كشبكة، كما أنّها تكون غير واضحة، وهي أكثر شيوعاً في الفخذين والكاحلين والقدمين، وأيضاً قد تظهر على الوجه.
الليزر والتردد الحراري لعلاج الدوالي
هناك العديد من الطرق والعلاجات الحديثة لحل مشكلة دوالي الساقين، ومن هذه العلاجات :
- العلاج بالليزر: (بالإنجليزية: Laser Treatment)؛ حيث إنّه في حالة العلاج بالليزر يتم استخدام طاقة الضوء من الليزر، إذ يتم توجيه الليزر على الوريد مما يؤدي إلى اختفاء دوالي الساقين بشكل تدريجي، ويحتاج العلاج بالليزر إلى العديد من الجلسات، بالإضافة إلى أنّ هذه الطريقة في العلاج تُستخدم من أجل علاج أوردة الدوالي الصغيرة.
- التردد الحراري: (بالإنجليزية: Endothermal ablation)، والتي تتضمن استخدام الطاقة من الليزر أو من التردد اللاسلكي وفي ما يلي بيان كل منها:
- الليزر الوريدي الداخلي: (بالإنجليزية: Endovenous laser treatment) إذ يتم إدخال أنبوب قسطرة إلى داخل الوريد، واستخدام الفحص بالموجات فوق الصوتية من أجل توجيه الأنبوب إلى مكانه الصحيح، ويمر الليزر من خلال أنبوب القسطرة، ويتوجه إلى أعلى الدوالي الوريدية، ويقوم الليزر بتزويد الوريد بسلسلة من الطاقة بشكل قصير مما يؤدي إلى تسخين الوريد ومن ثم إغلاقه، وتجدر الإشارة إلى أنّ مرور الليزر خلال الوريد يكون بطيئاً باستخدام المسح بالموجات فوق الصوتية مما يسمح بإغلاق الوريد على كامل طوله، ويتم القيام بالليزر الوريدي والمُصاب تحت التخدير الموضعي أو الكُلّي، وبعد انتهاء العملية قد يشعر المُصاب ببعض الشد في الأرجل، وقد تنتفخ المناطق المُصابة وتكون مؤلمة، كما أنّه من الممكن أن يحدث إصابة للعصب نتيجة هذه الطريقة إلّا أنّها في العادة تكون مؤقتة فقط.
- الاستئصال الراديوي: (بالإنجليزية:Radiofrequency ablation) يقوم مبدأ عمل التردد الحراري على استخدام طاقة التردد اللاسلكي من أجل تسخين جدار الدوالي الوريدية، إذ يتم الوصول إلى الوريد من خلال القيام بإنشاء جرح صغير فوق أو تحت الركبة، ومن ثم يتم توجيه أنبوب ضيّق يسمّى بالقسطرة (بالإنجليزية: Catheter) وذلك عن طريق الفحص بالموجات فوق الصوتية، حيث يتم وضع مِجَس في داخل أنبوب القسطرة ويقوم هذا المِجَس بإرسال طاقة التردد اللاسلكي، ويعمل هذا على تسخين الوريد إلى أن يحدث انهيار للجدران، وبالتالي تسكيرها وإحكام إغلاقها، وبمجرد أن يتم إحكام إغلاق الوريد، تتم إعادة توجيه الدم بشكل طبيعي إلى أحد الأوردة السليمة الأخرى، وتجدر الإشارة إلى أنّ الاستئصال الراديوي قد يتم القيام به تحت تأثير مخدّر موضعي بحيث يكون المُصاب مستيقظاً، أو باستخدام تخدير كامل للجسم والمُصاب نائم، كما أنّ هذه الطريقة قد تتسبب بحدوث بعض الأعراض الجانبية المؤقتة مثل: الوخز والخدران (بالإنجليزية: Paraesthesia)، بالإضافة إلى أنّ المُصاب قد يحتاج إلى ارتداء الجوارب الضاغطة لمدة أسبوع كامل بعد الخصوع للاستئصال الراديوي.
العلاجات المنزلية لدوالي الساقين
من الممكن القيام باتّباع بعض العلاجات المنزلية البسيطة، والتي تؤدي إلى تحسين وضع دوالي الساقين، ومن هذه العلاجات ما يلي:
- الجوارب الضاغطة: تتوفر الجوارب الضاغطة في أغلب الصيدليات، ويمكن أن تساعد هذه الجوارب على علاج مشكلة دوالي الساقين من خلال الضغط على الساقين، مما يؤدي إلى قيام العضلات والأوردة بتحريك الدم نحو القلب ، إذ تشير أحد الدراسات الحديثة إلى أنّ الأشخاص الذين قاموا بارتداء الجوارب الضاغطة مع ضغط 18-21 ملم زئبق ولمدة أسبوع، قد أظهروا تحسّناً في حالة دوالي الساقين؛ إذ قلّ الألم المرتبط بها.
- المستخلصات النباتية: تفيد إحدى الدراسات التي تم إجراؤها في عام 2006 بأنّ خلاصة كستناء الحصان (بالإنجليزية: Horse Chestnut) قد تساعد على التقليل من ألم الساقين ، ومن الشعور بالثقل، ومن الحكة عند الأشخاص الذين يعانون من القصور الوريدي المزمن (بالإنجليزية: Chronic Venous Insufficiency)، والذي يُعتبر سبباً رئيسياً لحدوث دوالي الساقين.
- تغييرات النظام الغذائي: حيث إنّ الأطعمة المالحة والغنية بالصوديوم قد تتسبب بحبس الجسم للماء، لذلك فإنّ التقليل من الأطعمة المالحة من الممكن أن يقلل من احتباس الماء، كما أنّ الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم قد تساعد في التقليل من احتباس الماء أيضاً، ومن الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم، اللوز، والفستق، والعدس، والفاصوليا البيضاء، والبطاطا، والخضروات الورقية، وبعض الأسماك مثل: سمك السلمون والتونة، بالإضافة إلى أنّ الأطعمة الغنية بالألياف تساعد على الحفاظ على حركة الأمعاء ومنع حدوث الإمساك، وهذا أمر مهم حيث إنّ الإجهاد قد يؤدي إلى زيادة سوء وضع الصمامات التالفة، ومن الأطعمة الغنية بالألياف المكسرات، والبذور، والبقوليات، والشوفان ، والقمح، وبذور الكتان ، وأطعمة الحبوب الكاملة، وتجدر الإشارة إلى أنّ الأشخاص الذين يعانون من زيادة في الوزن هم أكثر عرضة لحدوث دوالي الساقين، ولذلك فإنّ تخفيض الوزن الزائد قد يقلل من الضغظ على الأوردة، مما يقلل من الانتفاخ والانزعاج.
- إبقاء السيقان بوضع مرتفع: حيث إنّ الحفاظ على الساقين مرتفعة، وعلى نفس ارتفاع القلب أو أعلى، قد يساعد على التحسين من دوران الدم، مما يقلل من الضغط على أوردة الساقين، كما أنّ الجاذبية تساعد على تدفق الدم بلطف وعودته إلى القلب، ومن أجل ذلك فإنّ الشخص يجب أن يهدف لإبقاء الساقين مرتفعة في حال الاضطرار إلى الجلوس لفترة طويلة مثل: فترات العمل أو الراحة.
- التمارين الرياضية: حيث إنّ ممارسة التمارين الرياضية بشكل مستمر تحسّن من دوران الدم في الساقين، مما يساعد على دفع الدم المُتجمع في الأوردة، كما أنّ التمارين الرياضية تساعد على تخفيض ضغط الدم ، والذي يؤدي إلى حدوث مشكلة دوالي الساقين، والرياضات التي يُنصح بممارستها هي تلك التي تتطلب عمل عضلات الساق ولكن من دون الحاجة إلى بذل مجهود كبير، ومن الأمثلة عليها: رياضة السباحة ، والمشي، وركوب الدراجات، واليوغا ، كما أنّه يُنصح بتجنّب ارتداء الأحذية ذات الكعوب العالية؛ وذلك لأنّ الكعوب المنخفضة قد تساعد على انقباض عضلات الساق، بحيث تساعد العضلات المنقبضة على تحريك الدم من خلال الأوردة.
- مستخلص بذور العنب: حيث إنّه تم استخدام العنب وورق العنب في الطب البديل لقرون عديدة، وتفيد بعض الدراسات بأنّ مستخلص بذور العنب قد يساعد على علاج أعراض القصور الوريدي المزمن، كما أنّه قد يقلل من الانتفاخ والتورّم، ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ هذه الدراسات ليست حاسمة؛ إذ يتطلب الأمر المزيد من الأبحاث والدراسات المؤكدة لنتائجها، ويجدر بالذكر أنّ بذور العنب تحتوي على فيتامين هـ، ومركبات الفلافونويد (بالإنجليزية: Flavonoids)، وغيرها من المكونات، كما أنّ بذور العنب تتوفر على شكل حبوب، وكبسولات، ومستخلصات سائلة، ومن الضروري التنويه إلى أنّ مستخلص بذور العنب قد يتفاعل مع الأدوية المميعة للدم مما يزيد من خطر حدوث النزيف.